وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقالوا غير واقفين على أن ما أصابهم من الأمرين ابتلاء منه سبحانه قد مس ءاباءنا كما مسنا .
الضراء والسراء وما ذلك إلا من عادة الدهر يعاقب في الناس بين الضراء والسراء ويداولهما بينهم من غير أن يكون هناك داعية اليهما أو تبعة تترتب عليهما وليس هذا كقول القائل : ثمانية عمت بأسبابها الورى فكل امرىء لابد يلقى الثمانية سرور وحزن واجتماع وفرقة وعسر ويسر ثم سقم وعافية كما لايخفى ولعل تأخير السراء للإشعار بأنها تعقب الضراء فلا ضير فيها فأخذناهم عطف على مجموع عفوا قالوا أو على قالوا لأنه المسبب عنه أي فأخذناهم إثر ذلك بغتة أي فجأة .
وهم لا يشعرون .
59 .
- بشيء من ذلك ولا يخطرون ببالهم شيئا من المكاره والجملة حال مؤكدة لمعنى لبغتة وهذا أشد أنواع الأخذ كما قيل : وأنكأ شيء يفجؤك البغت وقيل : المراد بعدم الشعور عدم تصديقهم باخبار الرسل عليهم السلام بذلك لا خلو أذهانهم عنه ولا عن وقته لقوله تعالى : ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون ولا يخفى ما فيه من الغفلة عن معنى الغفلة وعن محل الجملة .
ولو أن أهل القرى أي القرى المهلكة المدلول عليها بقوله سبحانه : في قرية فاللام للعهد الذكرى والقرية وإن كانت مفردة لكنها في سياق النفي فتساوى الجمع وجوز أن تكون اللام للعهد الخارجي إشارة إلى مكة وما حولها وتعقب ذلك بأنه غير ظاهر من السياق ووجه بأنه تعالى لما أخبر عن القرى الهالكة بتكذيب الرسل وأنهم لو آمنوا سلموا وغنموا انتقل إلى إنذار أهل مكة وما حولها مما وقع بالأمم والقرى السابقة .
وجوز في الكشاف أن تكون للجنس والظاهر أن المراد حينئذ ما يتناول القرى المرسل إلى أهلها من المذكورة وغيرها لا ما لايتناول قرى أرسل إليها نبي وأخذ أهلها بما أخذ وغيرها كما قيل لإباء ظاهر ما في حيز الإستدراك الآتي عنه أمنوا أي بما أنزل على أنبيائهم واتقوا أي ماحرم الله تعالى عليهم كما قال قتادة ويدخل في ذلك ما أرادوه من كلمتهم السابقة .
لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض أي ليسرنا عليهم الخير من كل جانب وقيل : المراد بالبركات السماوية المطر وبالبركات الأرضية النبات وأيا ماكان ففي فتحنا إستعارة تبعية ووجه الشبه بين المستعار منه والمستعار له الذي أشرنا إليه سهولة التناول ويجوز أن يكون هناك مجاز مرسل والعلاقة اللزوم ويمكن أن يتكلف لتحصيل الإستعارة التمثيلية وفي الآية على ماقيل إشكال وهو أنه يفهم بحسب الظاهر منها أنه لم يفتح عليهم بركات من السماء والأرض وفي الأنعام فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء وهو يدل على أنه فتح عليهم بركات من السماء والأرض وهو معنى قوله سبحانه : أبواب كل شيء لأن المراد منها الخصب والرخاء والصحة والعافية لمقابلة أخذناهم بالبأساء والضراء وحمل فتح البركات على إدامته أو زيادته عدول عن الظاهر وغير ملائم لتفسيرهم الفتح بتيسير الخير ولا المطر والنبات وأجاب عنه الخيالي بأنه ينبغي أن يراد بالبركات غير الحسنة أو يراد آمنوا من أول الأمر فنجوا من البأساء والضراء كما هو الظاهر والمراد