وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إن عدنا في ملتكم التي هي الشرك وزعمنا كما زعمتم أن لله سبحانه ندا تعالى ذلك علوا كبيرا .
بعد إذ نجانا الله منها وعلمنا بطلانها وأن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي إن عدنا في ملتكم فقد افترينا واستشكل ذلك بأن الظاهر فيما إذا كان الجواب مثل ما ذكر أن يتعلق ظهوره والعلم به بالشرط نحو إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل و إلا تنصروه فقد نصره الله وإن أكرمتني اليوم فقد أكرمتك أمس والمقصود هنا تقييد نفس الإفتراء بالعود ولفظ قد وصيغة الماضي يمنعانه والجواب ما أشار إليه الزمخشري من أنه من باب الإخراج لا على مقتضى الظاهر وإيثار قد والماضي الدالين على التأكيد إما لأنه جواب قسم مقدر أو لأنه تعجب على معنى ما أكذبنا أن عدنا الخ ووجه التعجب أن المرتد أبلغ في الإفتراء من الكافر لأن الكافر مفتر على الله تعالى الكذب حيث يزعم أن الله سبحانه ندا ولا ند له والمرتد مثله في ذلك وزائد عليه حيث يزعم أنه قد تبين له ماخفى عليه من التمييز بين الحق والباطل والحمل على التعجب على ما في الكشف أولى لأن حذف اللام ضعيف وجوز أبو حيان تبعا لابن عطية أن يكون الفعل المذكور قسما كما يقال برئت من الله تعالى إن فعلت كذا وكقول مالك بن الأشتر النخعي : أبقيت وفرى وانحرفت عن العلا ولقيت أضيافي بوجه عبوس إن لم أشن على ابن هند غارة لم تخل يوما من ذهاب نفوس وهذا نوع من أنواع البديع وقد ذكره غير واحد من أصحاب البديعيات ومثله عزالدين الموصلي بقوله : برئت من سلفي والشم من هممي إن لم أدن بتقى مبرورة القسم والباعونية بقولها : لا مكنتني المعالي من سيادتها إن لم أكن لهم من جملة الخدم وما يكون لنا أي ما يصح لنا وما يقع فيكون تامة وقد يأتي ذلك بمعنى ما ينبغي وما يليق .
أن نعود فيها في حال من الأحوال أو وقت من الأوقات إلا أن يشاء الله ربنا أي إلا حال أو وقت مشيئة الله لعودنا والتعرض لعنوان الربوبية للتصريح بأنه المالك الذي لا يسأل عما يفعل .
وسع ربنا كل شيء علما فهو سبحانه يعلم كل حكمة ومصلحة ومشيئته على موجب الحكمة فكل ما يقع مشتمل عليها وهذا إشارة إلى عدم الأمن من مكر الله سبحانه فإنه لايأمن مكر الله إلا القوم الكافرون وفيه من الانقطاع إلى الله تعالى ما لايخفى ويؤكد ذلك قوله تعالى : على الله توكلنا فإن التوكل عليه سبحانه إظهار العجز والاعتماد عليه جل شأنه وإظهار الاسم الجليل للمبالغة وتقديم المعمول لإفادة الحصر وفي الآية دلالة على أن الله تعالى أن يشاء الكفر .
وادعى شيخ الإسلام أن المراد إستحالة وقوع ذلك كأنه قيل : وما كان لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله تعالى العود وهيهات ذلك ولايكاد يكون كما ينبىء عنه التعرض لعنوان الربوبية وقولهم : بعد إذ نجانا الله فإن تنجيته تعالى إياهم منها من دلائل عدم مشيئته سبحانه لعودهم فيها وفرع على قوله تعالى : وسع الخ بعد أن فسره بما فسره محالية مشيئته العود لكن لطفا وهو وجه في الآية ولعل ما ذهبت إليه فيها أولى ولا يرد على تقدير العود مفعولا للمشيئة أنه ليس لذكر سعة العلم بعد حينئذ كبير معنى بل كان المناسب ذكر شمول