وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وبيانوبيان قبح ضده وقد يراد بالأشياء الحقوق مطلقا فانهم كانوا مكاسين لايدعون شيئا الا مكسورا .
وقد جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنهم كانوا قوما طغاة بغاة يجلسون على الطريق فيبخسون الناس أموالهم وكانوا إذا دخل عليهم الغريب يأخذون دراهمه الجياد ويقولون دراهمك هذه زيوف فيقطعونها ثم يشترونها منه بالبخس وروي أنهم يعطونه أيضا بدلها زيوفا فكأنه لما نهو عن البخس في الكيل والوزن نهوا عن البخس والمكس في كل شيء قيل : ويدخل في ذلك بخس الرجل حقه من حسن المعاملة والتوقير اللائق به وبيان فضله على ما هو عليه للسائل عنه وكثير ممن انتسب إلى أهل العلم اليوم مبتلون بهذا البخس وليتهم قنعوا به بل جمعوا حشفا وسوء كيلة فانا لله وإنا اليه راجعون .
وبدأ عليه السلام بذكر هذه الواقعة على ما قال الامام لأن عادة الأنبياء عليهم السلام أنهم إذا رأوا قومهم مقبلين على نوع من أنواع المفاسد اقبالا أكثر من إقبالهم على سائر الأنواع بدأوا بمنعهم عن ذلك النوع وكان قومه عليه السلام مشغولين بالبخس والتطفيف أكثر من غيره والمراد من الناس ما يعمهم وغيرهم أي لاتبخسوا غيركم ولا يبخس بعضكم بعضا ولاتفسدوا في الأرض بالجور او به وبالكفر بعد اصلاحها أي اصلاح أمرها أو أهلها بالشرائع فالاضافة من اضافة المصدر إلى مفعوله بحذف المضاف والفاعل الأنبياء وأتباعهم .
وجوز أن لايقدر مضاف ويعتبر التجوز في النسبة الايقاعية لأن اصلاح من في الأرض اصلاح لها وأن تكون الاضافة من اضافة المصدر إلى الفاعل على الاسناد المجازي للمكان وأن تكون على معنى في أي بعد اصلاح الانبياء فيها ويأبى الحمل على الظاهر لأن الاصلاح يتعلق بالأرض نفسها كتعميرها واصلاح طرقها لاتفسدوا في الأرض ذلكم خير لكم إشارة إلى ما ذكر من الوفاء بالكيل والميزان وترك البخس والافساد أو إلى العمل بما أمرهم به ونهاهم عنه وأياما كان فافراد اسم الاشارة وتذكيره ظاهر .
ومعنى الخيرية إما الزيادة مطلقا أو في الانسانية وحسن الأحدوثة وما يطلبونه من التكسب والتربح لأن الناس إذا عرفوهم بالأمانة رغبوا في معاملتهم ومتاجرتهم وقيل : ليس المراد من خير هنا معنى الزيادة لأنه ليس للتفضيل بل المعنى ذلكم نافع لكم إن كنتم مؤمنين .
58 .
- قيل المراد بالايمان معناه اللغوي وتخص الخيرية بأمر الدنيا أي ان كنتم مصدقين لي في قولي ومثل هذا الشرط على ما قال الطيبي إنما يجاء به في آخر الكلام للتأكيد ويعلم من هذا أن شعيبا عليه السلام كان مشهورا عندهم بالصدق والأمانة كما كان نبينا صلى الله عليه وسلّم مشهورا عند قومه بالأمين وقال بعض الذاهبين إلى ما ذكر : إن تعليق الخيرية على هذا التصديق بتأويل العلم بها وإلا فهو خير مطلقا .
وقال القطب الرازي : إن ذلك ليس شرطا للخيرية نفسها بل لفعلهم كأن قيل فاتوا به ان كنتم مصدقين بي فلا يرد أنه لاتوقف للخيرية في الانسانية على تصديقهم به وقيل : المراد به مقابل الكفر وبالخيرية ما يشمل أمر الدنيا والآخرة أي ذلكم خير لكم في الدارين بشرط أن تؤمنوا وشرط الايمان لأن