من المستضعفين وإنى لأهتدى الطريق وانى لا أبيت الليلة بمكة فحملوه على سرير متوجها الى المدينة وكان شيخا كبيرا فمات بالتنعيم ولما أدركه الموت أخذ يصفق يمينه على شماله ويقول : اللهم هذه لك وهذه لرسولك صلى الله عليه و سلم أبايعك على ماأبايع عليه رسولك ولما بلغ خبر موته الصحابة رضى الله تعالى عنهم قالوا ليته مات بالمدينة فنزلت وروى الشعبى عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنها نزلت فى اكتم بن صيفى لما أسلم ومات وهو مهاجر وأخرج ابن أبى حاتم من طريق هشام بن عروة عن أبيه الزبير أنها نزلت فى خالد بن حزام وقد كان هاجر إلى الحبشة فنهشته حية فى الطريق فمات وروى غير ذلك وعلى العلات فالمراد عموم اللفظ لا خصوص السبب وقد ذكر غير أيضا واحد ان من سار لأمر فيه ثواب كطلب علم وحج وكسب حلال وزيارة صديق وصالح ومات قبل الوصول الى المقصد فحكمه كذلك وقد أخرج أبو يعلى والبيهقى عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة ومن خرج معتمرا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة ومن خرج غازيا فى سبيل الله تعالى فمات كتب له أجر الغازى إذا مات فى الطريق وجب سهمه فى الغنيمة والصحيح ثبوت الأجر الأخروى فقط وكان الله غفورا مبالغا فى المغفرة فيغفر مافرط منه فى الذنوب التى من جملتها القعود عن الهجرة إلى وقت الخروج رحيما .
100 .
- مبالغا فى الرحمة فيرحمه سبحانه بإكمال ثواب هجرته ونيته .
ومن باب الاشارة فى بعض ماتقدم من الآيات وماكان لمؤمن أى وماينبغى لمؤمن من الروح أن يقتل مؤمنا وهو مؤمن القلب إلا أن يكون قتلا خطأ وذلك إنما يكون إذا خلصت الروح من حجب الصفات البشرية فاذا أرادت أن تتوجه الى النفس أنوارها لتميتها وقع تجليها على القلب فخر صعقا من ذلك التجلى ودك جبل النفس دكا فكان قتله خطأ لأنه لم يكن مقصودا ومن قتل قلبا مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة وهى رقبة السر الوحانى وتحريرها إخراجها عن رق المخلوقات ودية مسلمة إلى أهله تسلمها العاقلة وهى الألطاف الآلهية الى القوى الروحانية فيكون لكل منهما من حظ الأخلاق الربانية إلا أن يصدقوا وذلك وقت غنائهم بالفناء بالله تعالى فان كان المقتول بالتجلى من قوم عدو لكم بأن كان من قوى النفس الأمارة وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وهى رقبة القلب فيطلقه من وثاق رق حب الدنيا والميل اليها ولادية فى هذه الصورة لأهل القتيل وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق بأن كان من قوى النفس القابلة للاحكام الشرعية ظاهرا والمهادنة للقلب فدية مسلمة واجبة على عاقلة الرحمة إلى أهله أى أهل تلك النفس من الصفات الأخر وتحرير رقبة مؤمنة وهى رقبة الروح وتحريرها إفناؤها وإطلاقها عن سائر القيود فمن لم يجد رقبة كذلك بأن كانت روحه محررة قبل فصيام شهرين متتابعين أى فعليه الإمساك عن العاديات وترك المألوفات ستين يوما وهى مقدار مدة الميقات الموسوى ونصفها رجاء أن يحصل له البقاء بعد الفناء ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم إشارة إلى أن النفس إذا قتلت القلب واستولت عليه بقيت معذبة بنيران الطبيعة مبعدة عن الرحمة مظهرا لغضب الله تعال ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم فى سبيل الله لارشاد عباده فتبينوا حال المريد فى الرد والقبول ولاتقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست