قوله تعالى : إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعرفون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به من كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون .
ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود وناس من الصحابة قالوا : لما ضرب الله هذين المثلين للمنافقين قوله كمثل الذي استوقد نارا وقوله أو كصيب من السماء قال المنافقون : الله أعلى وأجل من أن يضرب هذه الأمثال .
فأنزل الله إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا إلى قوله أولئك هم الخاسرون .
وأخرج عبد الغني الثقفي في تفسيره والواحدي عن الن عباس قال : إن الله ذكر آلهة المشركين فقال وإن يسلبهم الذباب شيئا وذكر كيد الآلهة كبيت العنكبوت فقالوا : أرأيت حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمد .
أي شيء كان يصنع بهذا ؟ فأنزل الله إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا الآية .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال : لما ذكر الله العنكبوت والذباب قال المشركون : ما بال العتكبوت والذباب يذكران ؟ فأنزل الله إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها .
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : لما أنزلت يا أيها الناس ضرب مثل قال المشركون : ما هذا من الأمثال فيضرب أو ما يشبه هذا الأمثال .
فأنزل الله إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها لم يرد البعوضة إنما أراد المثل .
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : البعوضة أضعف ما خلق الله