الأسود من الفجر ثم أتم الصيام إلى الليل ولم أدر ما هو ! ففتلت خيطين من أبيض وأسود فنظرت فيهما عند الفجر فرأيتهما سواء فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت : يا رسول الله كل شيء أوصيتني قد حفظت غير الخيط الأبيض من الخيط الأسود قال : وما منعك يا ابن حاتم ؟ وتبسم كأنه قد علم ما فعلت .
قلت : فتلت خيطين من أبيض وأسود فنظرت فيهما من الليل فوجدتهما سواء فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله حتى رؤي نواجذه ثم قال : ألم أقل لك من الفجر ؟ إنما هو ضوء النهار من ظلمة الليل " .
وأخرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير عن عدي بن حاتم قال " قلت يا رسول الله ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود أهما الخيطان ؟ فقال : إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين ثم قال : لا بل هو سواد الليل وبياض النهار " .
وأخرج ابن أبي شيبه عن جابر الجعدي " أنه سأل عن هذه الآيه حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود يعني الليل والنهار .
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن علي بن أبي طالب أنه قال لابن عباس : متى أدع السحور ؟ فقال رجل : إذا شككت فقال ابن عباس : كل ما شككت حين يتبين لك .
وأخرج وكيع عن أبي الضحى قال : كانوا يرون أن الفجر المستفيض في السماء .
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن ابن عباس قال : هما فجران فأما الذي يسطع في السماء فليس يحل ولا يحرم شيئا ولكن الفجر الذي يستبين على رؤوس الجبال هو الذي يحرم الشراب .
وأخرج وكيع وابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن جرير عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله " لايمنعكم من سحوركم أذان بلال ولا الفجر المستطيل ولكن الفجر المستظهر في الأفق " .
وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة " أن النبي صلى الله عليه وآله قال : لا يمنعكم أذان بلال من سحوركم فإنه ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر "