استوت حسناتهم وسيئاتهم فلم تفضل حسناتهم على سيئاتهم ولا سيئاتهم على حسناتهم فحبسوا هنالك .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : إن أصحاب الأعراف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فوقفوا هنالك على السور فإذا رأوا أصحاب الجنة عرفوهم ببياض وجوهم وإذا رأوا أصحاب النار عرفوهم بسواد وجوهم ثم قال لم يدخلوها وهم يطمعون في دخولها ثم قال : إن الله أدخل أصحاب الأعراف الجنة .
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن عبد الله بن الحرث بن نوفل قال : أصحاب الأعراف أناس تستوي حسناتهم وسيئاتهم فيذهب بهم إلى نهر يقال له الحياة تربته ورس وزعفران وحافتاه قصب من ذهب مكلل باللؤلؤ فيغتسلون منه فتبدوا في نحورهم شامة بيضاء ثم يغتسلون ويزدادون بياضا ثم يقال لهم : تمنوا ما شئتم .
فيتمنون ما شاؤوا فيقال : لكم مثل ما تمنيتم سبعين مرة .
فأولئك مساكين الجنة .
وأخرج هناد بن السري وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق عبد الله بن الحارث عن ابن عباس قال : الأعراف السور الذي بين الجنة والنار وهو الحجاب وأصحاب الأعراف بذلك المكان فإذا أراد الله أن يعفوا عنهم انطلق بهم إلى نهر يقال له نهر الحياة حافتاه قصب الذهب مكلل باللؤلؤ تربته المسك فيكونون فيه ما شاء الله حتى تصفوا ألوانهم ثم يخرجون في نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها فيقول الله لهم : سلوا فيسألون حتى تبلغ أمنيتهم ثم يقال لهم : لكم ما سألتم ومثله سبعون ضعفا فيدخلون الجنة وفي نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها ويسمون مساكين أهل الجنة .
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن منيع والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد والخرائطي في مساوىء الأخلاق والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في البعث عن عبد الرحمن المزني قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن أصحاب الأعراف ؟ فقال : هم قوم قتلوا في سبيل الله في معصية آبائهم فمنعهم من النار قتلهم في سبيل الله ومنعهم من الجنة معصية آبائهم