نحو منهج تربوي إسلامي
الدكتور محمد باقر الحجتي
أستاذ في جامعة طهران
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أشرقت شمس الإسلام على العالم يوم كانت المجتمعات البشرية تتعذب، وهي مكبّلة بقيود الجهل والاضطراب والفوضى، يوم كانت الرذائل الأخلاقية تسود تلك المجتمعات بدلاً من الفضائل، يوم لم تكن البشرية في كل أرجاء العالم – وهي قد انحرفت عن الطريق السويّ – لتتمتّع بأي مظهر من مظاهر حياة تليق بإنسانية الإنسان فيما بين مجتمعاتها، التي كانت تسودها الاضطرابات والحروب والاشتباكات والفساد والجهل والهمجية، ويخيم عليها ظلام دامس لا يطاق.
في مثل ذلك الوقت الذي فقدت الحياةُ كل مظاهر الاستقرار والهدوء والراحة فيه كانت الحاجة إلى ظهور مصلح وقائد قوي يحمل رسالة ذات مسؤولية عالمية لإنقاذ هذه البشرية المتهاوية الضعيفة.
في مثل هذه الظروف بعث رسول الإسلام صلّى الله عليه وآله وسلم وهو يحمل رسالة تحيط بجميع شؤون الحياة البشرية بكل أبعادها وجوانبها وخصائصها المختلفة كانت رسالته سماويةً خالدةً لم تغفل عن ذكر كل ما من شأن أن يبني الإنسان بناءً صالحاً.
ـ(292)ـ
إنّ كل محقّق متتبّع يدري أنّ هذه الثقافة الإسلاميّة لم تترك أيّ زاوية من زوايا الحياة الإنسانيّة دون أن تعني بها العناية اللازمة؛ يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ﴾(1).
وبناء على هذا فإنّ علينا أن نبحث عن حقائق الحياة الإنسانيّة وأسرارها في القرآن وفي التعليمات الإسلاميّة، وعلى الرغم من أنّ القرآن الكريم يتميّز بالإيجاز عموماً، فإنّه في هذا الخصوص جامع لكلّ رؤوس الأسرار البناءة للإنسان، إلا أنّها تتطلب الشرح والتبسيط والتحليل والتوضيح، وهذا ما اطّلع به الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله وسلم بادئ الأمر، ومن ثم انتقل الأمر إلى عترته الذّين تعهدوا أسرار هذه الرسالة السماوية.
إذن فالثقافة الإسلاميّة هي الثقافة الجامعة الشاملة الوحيدة التي عرفها البشر، ففيها كل الأُصول والمبادئ التي تجعل من حياة الإنسان بناءً متكاملاً متقناً ليمكن العثور من خلالها على جميع أسرار سعادة الإنسان.
كل باحث موضوعي منصف حين يلج ساحة الثقافة الإسلاميّة بكل أعماقها وأبعادها يرى – بما لا يقبل الشكّ – ألوان المعارف التي تعالج كل الزوايا الخفية المعقّدة التي تحيط بالإنسان من الخارج وتعتمل في داخله.
هذه الثقافة الغنية والتعاليم السامية كبحر زاخر بأنواع الدرر والجواهر التي ينبغي بذل الجهد لاستخراجها واستثماره في طريق بناء الإنسان وصياغة الكائن الأمثل.
العلماء المسلمون نشطوا منذ بداية انبثاق النهضة العلميّة الإسلاميّة لاستخراج هذه الجواهر والدرر الثمينة واستطاع كل منهم حسب تخصّصه وقدرته أن يستخرج من التحف ما يبين غنى الثقافة الإسلاميّة وعظمتها وأن يفتح للأجيال أبواباً جديدة للمعرفة والعلم.
_______________________________________
1 - سورة الأنعام: 38.
ـ(293)ـ
ولكن خلال فترة طويلة من عهود الضياع والقهر والهوان لم يدع أعداء الإسلام المعتدّين سهما في جعبتهم إلاّ رموا به الشريعة الغراء إضعافاً لتمسّك أبناء الإسلام بدينهم وتمهيداً لتسميم عقولهم بالفكر الجاهلي المادي الحديث.
ومع كلّ تلك المساعي المحمومة المبرمجة والنشاطات الكيدية المنسّقة والأساليب العدوانية الدقيقة الهدّامة يقف الفكر الإسلامي العظيم ليَركلَ بقدميه حصادَ الحضارة المادية الشرقية والغربية وليهدم بناء الفكر الجاهلي المعاصر ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾(1).
إنّا نعلم أنّ أعداء الإنسانية والإسلام من مصّاصي دماء الشعوب ومروّجي القوانين الوضعية والمبادئ الفاسدة عَمِلوا على تنحية منهج الإسلام عن مجال التعليم والتربية؛ فمنيت البشرية، بألوان الفساد، وهانت كرامة الإنسان، وضَرَبَت الفوضى أطنابها في تخوم المجتمعات.
وإذا كان قيامُ الدولة الإسلاميّة المباركة في إيران بشير خير ويُمن وسعادة لجعل الإسلام العظيم يقود البشرية ويحقق الاستقامة والاستقرار في السلوك والعلاقات فإنّ حدة الانحراف لدى الناس والجهود المحمومة لتكريس هذا الانحراف يستلزم استنفار كل الطاقات من أجل تحقيق هذا الهدف الكبير.
فمن المسائل التي اتّسمت في حياتنا المعاصرة بأهمّية قصوى هي مسألة التربية والتعليم، وفي الثقافة الإسلاميّة نجد أسمى وأفضلَ التعليمات التربوية وأرقاها ممّا لا نظير لها أبداً في ثقافات الأُمم الأُخرى. فالإسلام على هذا الصعيد لم يغفل حتّى عن ذكر أصغر الأُمور وأتفهها، بل وضع المناهجَ الدقيقةَ المدروسة من أجل تربية جيل سالم، صالح ينفع نفسه وينفع إخوانه في الإنسانيّة، وأنّها في الحقيقة لمناهج رائعة، هادفة وراقية. إن كتابنا
_______________________________________
1 - سورة الأنبياء: 18.
ـ(294)ـ
السماوي والأحاديث التي تفسّر في الواقع هذا الكتاب وتشرحه كلّها حافله بالحقائق التربوية ودقائقها لذلك ففي الحقبة التي لم يكن الغربيّون يعرفون شيئاً – حتّى فيما بينهم وبين أنفسهم عما يسمّى بالتربية والتعليم – كان المسلمون قد ألفوا الكتب التخصّصية في موضوعات تتعلق بالتربية والتعليم.
العلماء المسلمون تركوا في حقل التربية والتعليم آثاراً قيّمةً يستحق كلّ منها أن نقف عنده طويلاً، ونتعمّقَ في محتواه ومع أنّ كثيراً من هذه الكتب والآثار قد عفا عليه الدهر، وكثيراً منها لا يزال على رفوف المخطوطات ولم يسلّط عليه الضوء حتّى الآن، فإنّ ما بقي منها وما هو متاح يستطيع إلى حدّ كبير أن يلبّي حاجةَ التربية والتعليم وتدوين الكتب الدراسية في هذا الحقل.
هذه الآثار المتبقّيةُ تستطيع إضافةً إلى سدّ حاجة العالم الإسلامي في تدوين كتب التربية والتعليم، أن تسدَّ حاجةَ جميع المجتمعات الإنسانيّة في مجال التربية والتعليم.
العلماء المسلمون دوّنوا منذ أقدم العصور كتباً مفردةً ومستقلةً في التربية والتعليم، ولهم في ذلك قَصبُ السبق، وتواصلت جهودهم الجبارة على مدى القرون والأعصار ولاسيّما إلى القرن الثامن من الهجرة.
ففي القرون الوسطى – يوم كان الغرب غائصاً في أوحال الجهل والهمجية والتوحش – ظهر أمثال أبي عبدالله محمد بن سحنون المغربي (م: 256 هـ ق) بكتابه حول التربية والتعليم وقد استقى محتوياته من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.
ما دوّنه المسلمون من كتب مستقلة في حقل التربية والتعليم تبلغ في كثرتها وتنوّعها حدّاً لافتاً للنظر لا يمكن إحصاؤه واستقصاؤه في هذه الفرصة القصيرة. أضف إلى هذه الكتب، الكتبَ التي لم تدوّن تحت عنوان «التربية والتعليم» أو ما يشابهه ولكنها تحتوي على موضوعات قيّمة كثيرة في التربية والتعليم. والآن نذكر أدناه نماذج من الكتب
ـ(295)ـ
التي استقلت في التربية والتعليم حسب ترتيب القرون:
$ آداب المعلمين ممّا دوّن ابن سحنون عن أبيه، لأبي عبدالله محمد بن سحنون المغربي (م: 256 هـ ق) في القرن الثالث من الهجرة.
$ مختصر كتاب العالم والمتعلم، لمحمد بن عمر السمرقندي (ت: 280 هـ ق) في القرن الثالث من الهجرة.
$ تلقين المتعلم ، لابن عبادة إبراهيم بن محمّد (ت : 400 هـ ق) في القرن الربع من الهجرة.
$ الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين، لأبي الحسن علي بن خلف القابسي الفقيه القَيرواني المالكي (324 – 403 هـ ق) في القرنين الرابع والخامس من الهجرة.
$ تقييد العلم، لأبي بكر أحمد بن علي ثابت المعروف بالخطيب البغدادي (392 – 463 هـ ق) في القرن الخامس من الهجرة.
$ الرحلة في طلب الحديث، له أيضاً.
$ جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله، لأبي عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي (368 – 463 هـ ق) في القرنين الرابع والخامس من الهجرة.
$ منهج المتعلم لأبي حامد محمد بن محمد الغزالي (450 – 505 هـ ق) في القرن السادس من الهجرة.
$ طراز الذهب في أدب الطلب، لأبي سعد عبدالكريم بن محمد السمعاني (ت: 563 هـ ق) في القرن السادس من الهجرة.
$ تلقين المبتدي، لأبي محمد عبدالحقّ بن عبدالرحمن الإشبيلي (ت: 582 هـ ق) في القرن السادس من الهجرة.
ـ(296)ـ
$ تعليم المتعلم لتعلم طرق التعلم، لبرهان الدين الزَرنُوجي (عاش في: 593 هـ ق) في القرن السادس من الهجرة.
$ الدراري في ذكر الذراري، لأبي حفص كمال الدين بن أحمد هبة الله عمر الحلبي والمعروف بابن النديم (568 – 660 هـ ق) في القرنين السادس والسابع من الهجرة.
$ تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم، لأبي عبدالله بدر الدين بن إسحاق الكناني، المعروف بابن جماعة الكناني (639 – 733 هـ ق) في القرنين السابع والثامن من الهجرة.
$ تحفة الودود في أحكام المولود، لأبي عبدالله محمد بن أبي بكر بن القيم، المعروف بابن القيم الجوزية (691 – 751 هـ ق) في القرن الثامن من الهجرة.
$ شفاء المتألم في آداب المعلم والمتعلم، لعبد اللطيف بن عبدالرحمن بن أحمد المقدسي الشافعي، المعروف بابن غانم (786 – 856 هـ ق) في القرن التاسع من الهجرة.
$ طريق تربية الأولاد – أو – الإجازة، لجلال الدين محمد بن أسعد الصديقي الدواني (830 – 908 هـ ق) في القرنين التاسع والعاشر من الهجرة.
$ اللؤلؤ النظيم في روم التعليم. لأبي زكريا الرازي (ت: 926 هـ ق) في القرنين التاسع والعاشر من الهجرة.
$ تحرير المقال في آداب وأحكام وفوائد يحتاج إليها مؤدبو الأطفال، لشهاب الدين أحمد بن محمد بن حجر الهيثمى المكي (ت: 976 هـ ق ) في القرن العاشر من الهجرة.
$ منية المريد في أدب المفيد والمستفيد، لزين الدين بن نور الدين علي العاملي، المعروف بالشهيد الثاني (911 – 965 هـ ق) في القرن العاشر من الهجرة.
$ الدر النضيد في أدب المفيد والمستفيد، لبدر الدين محمد بن رضي الدين الغزي
ـ(297)ـ
(904 – 984 هـ ق ) في القرن العاشر من الهجرة.
$ قانون على أحكام العلم وأحكام المتعلّمين، لحسن بن مسعود بن محمد ابن على اليوسي المراكشي (1040 – 1102 هـ ق ) في القرنين الحادي عشر والثاني عشر من الهجرة.
$ وغيرها من الكتب الكثيرة التي دوّنت مستقلة في التربية والتعليم، ونحن نترك ذكرها ونحيل التعرف عليها إلى الجزء الأخير من كتابنا «آداب التعليم والتعلم في الإسلام» الذي هو شرح لكتاب «منية المريد في أدب المفيد والمستفيد» للشهيد الثاني قدس سره.
وعليه فإنّ الخطوة الأُولى على طريق التربية والتعليم بمفهومها الحديث قد خطاها المسلمون منذ زمن بعيد بقرب صدر الإسلام؛ ذلك لأنّهم يملكون ثقافة «ذات غنى» وثروة على هذا الصعيد، وكما قلنا فقد كانت بحوث العلماء المسلمين في ميدان التربية والتعليم قد بدأت منذ أوائل ظهور الإسلام، وكما أشرنا ألفوا فيها عشرات من الكتب التي استوحى منها العلماء الغربيون فيما بعد أفكارهم، ومن هذه الكتب كتاب «آراء أهل المدينة الفاضلة» للفارابى، و«الرسائل» لإخوان الصفا، و«السياسة» لابن سينا و«إحياء علوم الدين» للغزالي وغيرها من عشرات الكتب التي كتبها المسلمون في التربية والتعليم أو في ما يرتبط بالتربية والتعليم، وهي كلها مصاديق واقعية تحكي عن غنى الثقافة الإسلاميّة، تلك الثقافة التي يصورها لنا القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وما ورد إلينا من الأئمة الكرام عليهم السلام والصحابة العظام – رضي الله عنهم -.
وإذا نظرنا في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة يظهر لنا بوضوح أنّ في الثقافة الإسلاميّة لا تبدأ تربيةُ الإنسان بولادته، إذ إن ولادة الإنسان مرحلة من مراحل تربيته، ففي تعاليم التربية والتعليم الإسلامي تبدأ تربية الإنسان قبل أن يولد عندما يكون جنيناً،
ـ(298)ـ
بل منذ انعقاد نطفته وحتى قبل ذلك أيضاً: فقد وردت التوصياتُ للمسلمين بأن يختاروا لنطفهم من أجل خلق جيل سليم صالح، كما أنّ هناك توصيات تتعلق بما قبل انعقاد النطفة أيضاً فهذه الثقافة التي تقترح وصايا خاصّة لاختيار الزوجة، وتعنى بالجيل الجديد قبل أن تنعقد نطفته وبعد أن يتكوّن جنيناً في رحم أُمه وبعد أن يولد ويمرَّ بمرحلة الرضاعة، وبعد أن يجتازها إلى المراحل الأخرى، إنّ هذه الثقافة الإسلاميّة السماوية لا تغفلُ عن الإنسان قبل ولادته ومنذ طفولته حتّى أعتاب الشيخوخة والوفاة. ففي كل هذه المراحل تتواصل الوصايا والتعليمات والإرشاداتُ البناءة من أجل تربية هذا الإنسان وتعليمه في جميع مراحل حياته.
لو أنّنا – المسلمين – واصلنا جهود السلف في حقل التربية والتعليم بشكل فاعل وجاد لاستطعنا أن نُكوّن حصيلة علمية في هذا الحقل يلجأ العالم – كما كان في السابق – إلى أن ينتهل منها ويتتلمذ عليها.
ولقد كان للمسلمين اليدُ الطولى – بشهادة علماء الغرب أنفسهم – في علوم الطب والرياضيات والهندسة والهيئة والنجوم والكيمياء والفيزياء والفلسفة والأخلاق وغيرها وهنا أرى أنّ كتبنا الدراسية على العموم لا تحقّق ما نصبوا إليه من تقديم منهج تربوي سليم قائم على أُسس إسلامية قويمة بل هي – إجمالاً – مبتلاة بنقائص من أهمها:
الأولى: أنها تستقي كثيراً من آرائها ونظرياتها من رؤى غريبة على عالمنا الإسلامي وتصورات وأفكار لم تَنمُ في جو اسلامي وإنّما نمت في أجواء مادية غير إسلامية.
الثانية: أنها تتعرض بإسهاب للمدارس الغربية للتربية وتعرض جوانبها فإذا بلغت إلى المدرسة الإسلاميّة عرضت منها جوانب متفرقة ونصوصاً متباعدة. لا تستطيع أن تنهض – في تصور الطالب – بإقامة منهج تربوي متكامل يعالج مختلف المشكلات
ـ(299)ـ
التربوية الإنسانيّة، هذا في حين أنّ ما ذكرناه من كتب وقبلها ما عرضته النصوص القرآنية والنبوية الشريفة من رؤى حياتية يمكنها أن تقدم أروع أطروحة تنسجم مع واقع الإنسان وفطرته، بل إننا لندّعي أنّ المنهج التربوي الإسلامي – باعتبار قيامه وعلى أساسٍ من نظرية (الفطرة الإنسانيّة) وبملاحظة ما يقف وراءه من علم إلهي نافذ إلى الأعماق وموازن بين المصالح والمفاسد – ليشكّل لوحده المنهج التربوي الأصيل وما علينا إلا أن نجتهد لاكتشاف أبعاده الحياتية.
الثالثة: ومن الملاحظ في هذه الكتب التي تتداولها جامعاتنا أنّها قد تستند إلى آراء مفكّرين مسلمين لكنهم ليسوا من ذوي الاختصاص في عملية الاستنباط من النصوص الإسلاميّة لذلك تأتي استنتاجاتهم ناقصة أو مشوّهة، ثمّ تقدم للطلاب على أنّها الصورة الإسلاميّة المثلى!
ومن هنا فإنّني أدعو لنهضة علمية تربوية تعمل على عرض البرنامج الإسلامي التربوي واستنباطه من منابعه الأصيلة وبيان معالمه الإنسانيّة الرائعة، ولا يتم هذا إلا ببذل جهود اجتهادية متتابعة ومن الجدير بالذكر أنّ المجال التربوي وأبعاده أمر لا تختلف عليه المذاهب الإسلاميّة بل يكاد يشكّل أحد أروع ميادين الاتفاق بينها حيث تتكامل النصوص في كتب الشيعة والسنة تكاملاً فريداً، وهذا ما نجده عند مراجعة ما كتبه المرحوم الإمام الفيض الكاشاني من تكميل لما عرضه المرحوم الإمام الغزالي في هذا المجال.
نسأل الله السلامة وطول العمر للسيد القائد الكريم آية الله الخامنئي، واستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ارسال نظر