تحديات الوحدة وإستراتيجية مواجهتها
مقاربة لتشخيص موانع الوحدة والتقريب وسبل القضاء عليها
د. مَحمّد عَبْدُو
باحث في الدراسات الإسلامية - المغرب ([1]).
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الكبير المتعال، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله خير آل.
تمهيد:
لعل من حسن المدخل لهذا البحث أن أستعير قول العلامة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه الله؛ حيث قال في أوجز ما يكون من العبارة: " قد بني الإسلام على دعامتين: كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة" ([2]).
وصدق رضي الله عنه؛ فإن الإسلام أنجز للمسلمين الوحدة في خمسة جوامع مثلت الإنجاز الوحدوي، الذي تميز به المسلمون - كهوية جامعة وثابتة - عبر تاريخهم الطويل، وهذه الجوامع الخمسة هي: الوحدة في العقيدة.. والشريعة.. والأمة.. والحضارة.. ودار الإسلام.." ([3]).
ولقد كان المسلمون على عهد الرسول صلى الله عليه وآله سلم يعيشون في وحدة وانسجام طاعة لقوله سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون، ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وأولئك هم المفلحون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات، وأولئك لهم عذاب عظيم) ([4]).
صحيح أنهم اختلفوا في مسائل كثيرة في زمن النبي عليه وآله الصلاة والسلام، لكنه كان يردهم إلى الحق بسماحة كبيرة، واختلفوا بعد موته في عدد من الأمور، ولكنهم عرفوا كيف يحافظون على وحدتهمم وانسجامهم وقوتهم ومجدهم وعزهم في أوج اختلافهم.
وكان الإسلام مشجعا للاختلاف في الرأي، عامدا إلى خلق حركة فكرية في المجتمع الإسلامي... ولكنه ليجنب المسلمين أضرارها ويخفف من غلوائها وضع لها آدابا، ورسم لها حدودا ونفخ فيها روح الإيجابية والبناء والخلق والإبداع، وطهرها من الفجور في العداوة والفحش في الخصومة، فحرر الإنسان من التعصب والتقليد، ودعاه إلى التفتح والتجديد، وحذره من الخروج على الجماعة، وأمره بالاحتكام إلى الله ورسوله في كل صغيرة وكبيرة، وجعل رأس ذلك كله تقوى الله، وركز على أن المؤمنين إخوة، وأنه مهما بلغ الخلاف لا يجوز بأي وجه أن يحمل المسلم السلاح في وجه أخيه المسلم...
هكذا كان المسلمون في أول أمرهم، وزمن بدو شأنهم، معتصمين بحبل الله جميعا كما أمرهم الحق سبحانه.
وتأمل؛ فإن كلمة "جميعا" الواردة في الآية المذكورة آنفا؛ حال على ما حققه النحويون، وكلمة الحال هذه؛ هي الصورة التي يكون عليها المجتمع وهو يتمسك بالقرآن. فالقرآن لا يقبل من المسلمين أن ينعزل كل فرد في ناحيته ويعبد الله في جهته ولا يهتم بما يحدث في بقية أمته، إن الله لا يقبل منا إلا أن نتمسك بدينه، ونحن مجتمعون ومتكاتفون ومتضامنون ومتلاحمون. وهكذا كان المسلمون الأوائل.
فإذا ما ربطنا ما تقدم بعصرنا، ونظرنا نظرة واسعة إلى مجتمعنا الإسلامي، رأينا ما يملأ القلب قيحا، ويشحن الصدر غيظا، حيث ترى المسلمين تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى.
وبيانه؛ أن الأمة الإسلامية أصيبت بفتنة الشعوبية، وانقسم المسلمون إلى فئات، كل فئة تدعو للمفاخرة بحقيقتها وبنسبها، والعلو على غيرها، وأصيبت بالنحل المتعددة، والفرق المختلفة، والإيديولوجيات الكثيرة، فإذا بالأمة الإسلامية بعد ذلك ضعيفة قد أصابها الخور والتخلف؛ وذلك لمجموعة من المعوقات الداخلية والخارجية.
وغير خاف أن هذا الشقاق والتفرق الذي تعرفه الأمة الإسلامية؛ من الشبهات التي يتسلق بها المعاندون للإسلام للطعن فيه؛ فإنهم يقولون: " كيف نتوهم أن دين الإسلام حق عند الله، مع ما نشاهد عليه أهله من التضاغن والتعادي، وتشتت الأهواء، وافتراق الكلمة، وتماديهم في ذلك الشأن حتى أفضت بهم الحال إلى جرأة بعضهم على سفك دماء بعض، وإقدام بعضهم على ذبح أطفال بعض، وما يتأذون به من استشعار الضغينة للاختلاف في العقيدة، إلى أن تصير كل فرقة منهم خائفة من عدوان صاحبتها ما لا تخافه من سطوة العدو المحنق، المضمر للذحل" ([5]).
ونحن نورد في مقام أهم الموانع التي تحول دون تحقيق التقريب بين المسلمين، وتعكر على الوحدة الإسلامية، ثم نذكر في مقام آخر سبل القضاء عليها. فأقول مستعينا بالله ومتوكلا عليه:
المقام الأول: في بيان موانع التقريب والوحدة بين المسلمين
أولا: مانع القومية
القومية هي تعبير عن تجمع طبيعي عن الذات، وهذا التعبير كان في شكل دولة لإبراز الهوية وصيانة المصير المشترك، ولكن هذا يقضي بتفكك المجتمع الإسلامي، فإن الذين لا ينتسبون إلى هذه القومية يعتبرون خارجين عن الجماعة ولا يلتفت إليهم، ولا يعطون الحقوق التي تعطى إلى أبناء القوم الآخر.
وتلاها منهج آخر في هذا العصر الذي نعيشه هو الذي لا يؤمن بمذهبية ولا قومية، ويرى أن وجود الدول وخفوتها أو انزواءها يرجع إلى عوامل طبيعية واجتماعية واقتصادية وتاريخية، وتلك العوامل هي التي تقيم الدول أو تزيلها في العصور الحديثة، وهذا أفضى إلى التفرق والاختلاف بين المسلمين.
ثانيا: تربص الكفار بالمسلمين والعمل على تفتيتهم
إن دين الإسلام لما كان ناسخا للأديان كلها، وكان ملكه قادحا في الرياسات بأسرها، وقد امتلأت القلوب غيظا عليه؛ لهدمه كراسي علماء الكتابيين، وطيه مقاعد الملوك والسلاطين، ثم كان مع ذلك في غاية الحسن، ونهاية الأنق - فغير بعيد أن يكثر عدوه، وتزدحم التخاليط عليه ([6]).
وقد أورد العلامة المقري في كتابه " أزهار الرياض" كلاما عن العلامة الفقيه الوزير الكاتب أبي يحيى بن عاصم صاحب كتاب " جنة الرضى في التسليم لما قدر الله وقضى"، يشير فيه إلى حيل الكفار الخبيثة، وإثارتهم للفتن، وكيدهم للمسلمين.
قال - رحمه الله - ما نصه: " من استقرأ التواريخ المنصوصة، وأخبار الملوك المقصوصة، علم أن النصارى - دمرهم الله - لم يدركوا من المسلمين ثارا، ولم يرحضوا عن أنفسهم عارا، ولم يخربوا من الجزيرة منازل وديارا، ولم يستولوا عليها بلادا جامعة وأمصارا، إلا بعد تمكينهم لأسباب الخلاف، واجتهادهم في وقوع الافتراق، بين المسلمين والاختلاف؛ وتضريبهم بالمكر والخديعة بين ملوك الجزيرة؛ وتحريشهم بالكيد والخلابة بين حماتها في الفتن المبيره؛ ومهما كانت الكلمة مؤتلفة، والأهواء متفرقة ولا مختلفة، والعلماء بمعاناة اتفاق القلوب إلى الله مزدلفه؛ فالحرب إذ ذاك سجال، ولله في إقامة الجهاد في سبيله رجال، وللممانعة في غرض المدافعة ميدان رحب ومجال، وروية وارتجال.
ثم قال: وتطاولت الأيام ما بين مداهنة ومقاطعة، ومضاربة ومقارعة، ومنازلة ومنازعه، وموافقة وممانعه، ومحاربة وموادعه؛ ولا أمل للطاغية إلا في التمرس بالإسلام والمسلمين، وإعمال الحيلة على المؤمنين، وإضمار المكيدة للموحدين، واستبطان الخديعة للمجاهدين، وهو يظهر أنه ساع للوطن في العاقبة الحسنى، وأنه منطو لأهله على المقصد الأسنى، وأنه مهتم بمراعاة أمورهم، وناظر بنظر المصلحة لخاصتهم وجمهورهم؛ وهو يسر حسوا في ارتغائه، ويعمل الحيلة في التماس هلك الوطن وابتغائه. فتبا لعقول تقبل مثل هذا المحال، وتصدق هذا الكذب بوجه أو بحال؛ وليت المغرور الذي يقبل هذا لو فكر في نفسه، وعرض هذا المسموع على مدركات حسه، وراجع أوليات عقله وتجريبات حدسه، وقاس عدوه الذي لا ترجى مودته على أبناء جنسه؛ فأنا أناشده الله، هل بات قط بمصالح النصارى وسلطانهم مهتما، وأصبح من خطب طرقهم مغتما؛ ونظر لهم نظر المفكر في العاقبة الحسنة، أو قصد لهم قصد المدبر في المعيشة المستحسنه؛ أو خطر على قلبه أن يحفظ في سبيل القربة أربابهم وصلبانهم، أو عمر ضميره من تمكين عزهم بما ترضاه أحبارهم ورهبانهم؛ فإن لم يكن ممن يدين بدينهم الخبيث، ولم يشرب قلبه حب التثليث؛ ويكون صادق اللهجة، منصفا عند قيام الحجة؛ فسيعترف أن ذلك لم يخطر له قط على خاطر ولا مر له ببال، وأن عكس ذلك هو الذي كان به ذا اغتباط وبفعله ذا اهتبال، وإن نسب لذلك المعنى، فهو عليه أثقل من الجبال، وأشد على قلبه من وقع النبال؛ هذا وعقده التوحيد، وصلاته التحميد؛ وملته الغراء، وشريعته البيضاء، ودينه الحنيف القويم، ونبيه الرءوف الرحيم، وكتابه القرآن الحكيم، ومطلوبه بالهداية الصراط المستقيم؛ فكيف نعتقد هذه المزية الكبرى، والمنقبة الشهرى؛ لمن عقده التثليث، ودينه المليث، ومعبوده الصليب، وتسميته التصليب، وملته المنسوخة، وقضيته المفسوخة، وختانه التغطيس، وغافر ذنبه القسيس، وربه عيسى المسيح، ونظره ليس البين ولا الصحيح، وأن ذلك الرب قد ضرج بالدماء، وسقي الخل عوض الماء، وأن اليهود قد قتلته مصلوبا، وأدركته مطلوبا، وقهرته مغلوبا؛ وأنه جزع من الموت وخاف، إلى سوى ذلك مما يناسب هذه الأقاويل السخاف، فكيف يرجى من هؤلاء الكفرة من الخير مثقال الذرة، أو يطمع منهم في جلب المنفعة والمضرة، اللهم احفظ علينا العقل والدين، واسلك بنا سبيل المهتدين" ([7]).
ومما له بهذا المعنى بعض الشبه ما أورده الدكتور محمد عمارة حيث قال: " ولأن الإسلام قد أنجز لأمته هذه الجوامع التوحيدية الخمسة ...وجدنا جبهة القتال الغربي ضد الإسلام وأمته تتعدد مواقعها وتتنوع أسلحتها لمنازلة ومغالبة جميع مقومات التوحيد والوحدة الإسلامية.. تتزامن وتتآزر جميع الأسلحة والفصائل، مع التنوع والتخصص في منازلة كل جامع من جوامع التوحيد.. فحرب التنصير والمنصرين تركز على جامع العقيدة الإسلامية.. وحرب العلمانية والعلمانيين، تركز ضد الشريعة الإسلامية.. ونزعة المركزية الحضارية الغربية تقاتل تميز الحضارة الإسلامية.. والمد الاستعماري.. التقليدي منه والجديد.. منذ حملاة بونابرت وحتى طور العولمة.. يقاتل لتفتيت أمة الإسلام ودار الإسلام.. مستخدما في ذلك كل آليات وأدوات التفتيت.. بدءا من الغزو المسلح.. وحتى اللعب بورقة الأقليات" ([8]).
وعلى الرغم من كل هذا، ما زلنا نجد بعض المسلمين يلهثون وراء الغرب، ويبتغون عندهم العزة، ويوالونهم ضد إخوانهم المسلمين.
ثالثا: إثارة الفتنة وأسبابها
هناك بعض الأقلام كأنها أزلام، لا عمل لأصحابها سوى إثارة الفتنه وأسبابها، وهي كثيرة نشير إلى بعضها:
منها: نشر الكتب المثيرة للفتنة، وهي من الخطورة بمكان. قال سماحة الشيخ لطف الله الصافي يبين ذلك ويقرره: " ولا أخالك تظن أن أي عمل يرتكز على إثارة العصبيات المذهبية بين المسلمين كهذا العمل - نشر الكتب المثيرة للفتنة - عملا بسيطا يقدم عليه متعصب لمذهبه، فما وراء هذه النشريات يا أخي إلا يد الاستعمار والصهاينة، وليس المنفق على هذه الدعايات إلا أعداء الإسلام من إسرائيل وحلفائها" ([9]).
ويتولى كبر ذلك بعض الوهابيين؛ " فهؤلاء يأتون كل يوم بكتاب زور، غايته التمزيق والتفريق وجرح العواطف، وإحياء الضغائن؛ فيوما يكتبون الخطوط العريضة، ويوما ينشرون العواصم من القواصم مع شرح خبيث ... ويوما يكتبون الشيعة والسنة، ويقولون عن الشيعة ... إنهم يقولون بتحريف كتاب الإسلام القرآن المجيد، وإنه قد زيد فيه ونقص منه كالسورة المختلقة الموسومة بالولاية" ([10]).
ومنها: أن يعجب المتدين بعقله، ويغتر بذكائه، فيركب نوعا من المقاييس الفاسدة، قبل إحكام المعرفة بمقدماته، فينتج نتيجة كاذبة، وهو يخالها صادقة، فيعتقدها دينا، ويدعو الناس إليه جهلا، فتعم البلوى به، وتغوي بمكانه الخليقة ([11]).
ومنها: أن يولع الإنسان من نفسه بالإغراب والتعمق، وسيتهتر باستثارة معنى بديع لم تنتجه له خواطر الناس، وقلما يبالي تنكب الجادة، شغفا بأن يسلك طريقة يصير فيها قدوة، أو يثير نادرة يحكم له بإصابتها على بعد الغور، ولطف الروية، فيوطد به لنفسه الذكر والسمعة ([12]).
ومنها: أن يكون قصد الإنسان عناد جميع ما يسمع من الأقوال الصادقة؛ والمذاهب الحقيقية؛ وأن يتبع أبدا الآراء المسترذلة التي تنخدع بها طبقات العامة؛ إذ ليس شيء عند الدهماء أروج من المذهب المستضعف، والرأي المدخول ([13]).
ومنها: أن يعتمد تزييف الدين، وتوهين أساسه: إما لتعصب ملكي، أو لتعصب نسبي، أو لسوس الخلاعة، أو لإثارة طرق المجانة. فهو يجتهد في إلصاق المعايب به بأخبار مزورة، وينسبها إلى أئمة أصحاب الحديث، أو إلى أحد رؤساء العامة، فيوهم الضعفة من أهله أنها أساس الملة؛ احتيالا منه للكناية فيما أبغضه، وأحب الانتقام منه ([14]).
ومنها: أن المؤمن يجد الباطل وأهله ظاهرين في الأرض أحيانا كالذي نعيشه اليوم، فيظن ضعاف النفوس وضعاف الإيمان بأن هذه الظاهرة تدل على أن الإيمان أو التمسك بالدين ليس سبيلا للتفوق ولا للظهور على الأعداء، ويبحث عن خسران المسلمين فيقول: إن سبب خسرانهم هو تعلقهم بهذا الدين.
رابعا: الحقد والغل
بعض الشيوخ سامحهم الله؛ بدافع الحقد والغل يزيدون في إشعال نار الفتنة، عوض إخمادها، نحو الشيخ الكوثري الذي قال: " وأما بلاد فارس وما والاها فكانت مرتع الغلاة القساة منذ عهد الصفوية، فزال أهل السنة من تلك الديار، حيث لم يمكنهم أن يعيشوا معهم، فأصبحت السنة هناك أثرا بعد عين، وكان نادر شاه حاول في عهد حكمه التوفيق بينهم بطريق المناظرة... لكن علم الملأ بعد ذلك كله أن العلم قلما ينفع في تقريب أمثال تلك الطوائف التي نشأتها من عاطفة سياسية، كما لم يفد السيف غير استفحال الشر في سابق الأجيال" ([15]).
ولا يخفى ما في هذا الكلام من البهتان العظيم، والتعريض بالشيعة، وتأييد ما تعرضوا له من المذابح على يد الأمويين والعباسيين. ومثل هذا الكلام هو الذي يفضي إلى التباعد والفتنة.
خامسا: اتباع الهوى
ومن موانع التقريب والوحدة كذلك؛ نجد الهوى، الذي يعتمد على المشاعر والأحاسيس بدل الاعتماد على العقل.
وإلى هذا المعنى ترشد عبارة سماحة السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله فإنه قال: "وعندما يتبع الإنسان الهوى ويخرج على توجيه العقل يوجد الاختلاف بسبب عدوان أصحاب الهوى على الناس والكون، والتناقض بين المصالح والإرادات، والتنافس غير الشريف على الجاه والسلطة والشهوات بين الناس" ([16]).
سادسا: الجهل والطغيان
فإنهما يفضيان إلى الاختلاف حيث تتحول بعض الممارسات السلوكية إلى عادات ثابتة، أو تقاليد مقدسة لوراثتها عن الآباء والأجداد، وبفعل الاجتهادات والتغيرات القائمة على الهوى والأغراض الشخصية أو الظنون والأوهام، الأمر الذي أدى إلى انقسام الناس إلى جماعات متعصبة وأحزاب متفرقة يقتل بعضهم البعض الآخر ويشرده من دياره، ويستغله من أجل مصالحه وحاجاته وإرضاء لرغباته وشهواته" ([17]).
سابعا: دعوى تحريف الشيعة للقرآن
من الدعاوى الباطلة التي تضل الخلق وتسبب الشقاق والنزاع بين المسلمين؛ اتهام بعض أهل السنة للشيعة بأنهم يقولون بتحريف القرآن؛ مثل ما ذكره محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي من علماء المغرب من أن الشيعة يقولون بنزول الوحي بعد النبي صلى الله عليه وسلم على أئمتهم الإثني عشر، وزادوا في القرآن ونقصوا آيات وأخفوا ذلك، وجعلوه سرا بينهم ليفتنوا ضعفة العقول ([18]).
ونحو ذلك ما ذكره إحسان إلهي ظهير في كتابه " الشيعة والقرآن "؛ فإنه قال ما نصه: " ونحن نلزم أنفسنا في هذا الباب أن لا نورد شيئا إلا ويكون صادرا من واحد من الأئمة الاثني عشر، ومن كتب الشيعة أنفسهم المعتمدة لديهم والموثوقة عندهم، لبيان أن الشيعة في عصر الأئمة قاطبة من بكرة أبيهم - ولا أستثني واحدا منهم - كانوا يعتقدون أن القرآن محرف ومغير فيه، زيد فيه ونقص منه كثير" ([19]).
هذا ما قالوه !
وهي مقالات خرجت مخرج العجلة من غير تمهل ولا روية، مع أن التوقف في الأمور إلى حد التبين واجب محتوم لا محيص لأحد عنه. وكيف يتوقفون وقد حكم عليهم في الأزل بقوله تعالى: "وكان الإنسان عجولا" ([20])، وقوله سبحانه: " خلق الإنسان من عجل" ([21]).
وقد وصى الله تعالى صفيه ونبيه عليه وآله الصلاة والسلام بعدم الاستعجال فقال: "ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه" ([22]).
وهذا؛ لأن الإقدام على الأشياء، والحكم على الأمور يكون بعد التبصرة، والتبصرة تحتاج إلى تأمل وتمهل.
ولو لا أن المقام مقام بحث وإفادة لما تعرضت لها أصلا، فلا بد إذن من كشف الغطاء عن حقيقة ما ذكروه حتى يكون الناظر آمنا من الشبهات المشوشة.
إن الذين نزعوا إلى أن القرآن محرف فئة قليلة، وقد أوضح ذلك أفاضل الإمامية قدس الله أسرارهم مثل الإمام الخميني رحمة الله عليه؛ فإنه قال: "هم - الأخباريون - استدلوا على عدم حجية ظواهرها - القرآن - بوجوه منها ادعاء وقوع التحريف في الكتاب حسب أخبار كثيرة"([23]).
وقال يرد عليهم: "فإن الواقف على عناية المسلمين على جمع الكتاب وحفظه وضبطه قراءة وكتابة، يقف على بطلان تلك المزعمة، وأنه لا ينبغي أن يركن إليه ذو مسكة" ([24]).
ثم إن الشيعة الإمامية اليوم مقرون بسلامة القرآن من التحريف قولا واحدا، لا خلاف بينهم في ذلك. فلماذا الإصرار على إثارة هذه المسألة؟
قال الأستاذ صادق علاء بعد كلام: " يتضح لأهل الإنصاف والشرف أن ما يقوم الوهابية به من نشر كتيباتهم السخيفة في الأسواق، وما يتناجون به في أوكارهم من أن تحريف القرآن من عقائد الشيعة هو عين الافتراء والكذب على جمهور الشيعة وسوادهم الأعظم، وهو خلط للأوراق وتضليل للبسطاء والسذج ناهيك عن أن هذا الافتراء لا موضوع له اليوم؛ لأن الشيعة الإمامية في عصرنا يقولون بسلامة القرآن من التحريف ولا أحد منهم يدعي التحريف. ومن قال منهم بذلك قبل مئات السنين هم عشرة ونيف في قبال آلاف الألوف، وليت شعري كيف ينسب للملايين من الشيعة رأي شذ به عشرة ونيف بعد أن انتفض لهم المراجع والعلماء من جمهرة الشيعة بالرد والتنكيل؟" ([25]).
وإذن؛ فلا ينبغي أن يثار مثل هذا الموضوع؛ لأنه يعطي سلاحا في أيدي المستشرقين للرد على المسلمين بأن القرآن الذي يدعونه محفوظا مصونا قد وقع فيه الخلاف أيضا مثل التوراة والإنجيل([26]).
ومن هنا؛ " فالحري بنا وبكل مسلم غيور على دينه وأمته ترك هذه المناقشات المثرة، والظروف والأحوال على ما يشاهد في العالم الإسلامي، فالفتن والكوارث قد أحاطت بنا من كل جانب، وجحافل الإلحاد بكل أفكاره ومبادئه الشرقية والغربية، والاستعمار الصهيوني، والصليبي أخذ يحاربنا، وبلا هوادة، مستعملا كافة الأساليب الخداعة والمخططات الهدامة، فهم الآن ومنذ زمن غير قريب يغزوننا في عقر دارنا، يهتكون حرماتنا، ويخربون مساجدنا، ويسعون لهدم جميع آثار الإسلام، وصروح الفضيلة، والشرف والأخلاق الكريمة التي أشادتها رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وآله" ([27]).
إن الشيعة مسلمون وهم إخوة للسنة، وليس كما ذكر ابن حزم في الملل والنحل: "إن دعوى الشيعة ليست حجة على القرآن ولا على المسلمين، لأنهم ليسوا منا ولسنا منهم" ([28]).
ونحن بعد الإشارة إلى هذه الموانع التي تقف كعقبة كأداء أمام الوحدة الإسلامية؛ نتطلع إلى الطريق الذي نحمي به الأمة الإسلامية من التفكك ومن التمزق.
إذن كيف السبيل إلى الخلاص؟ كيف السبيل إلى طلب النجاة من هذا الوضع؟ كيف نجمع قوات الأمة الإسلامية، ونجمع قوات الدول الإسلامية كلها لتكون بعد ذلك سبيلا لفرض الإرادة الإسلامية والمنهج الإسلامي وتحقيق الخير للمجتمع الإسلامي؟
المقام الثاني : في بيان سبل القضاء على موانع التقريب والوحدة
أولا: لا بد من إجراء جدلية بين القومية والخطاب الإسلامي، ويقترح أن تكون هذه القومية تقر الخلاف، وأن ترفض التعالي والتناصر على الباطل، وأن تعتمد الدين قيمة ثمينة. كما يجب أن يكون الخطاب الإسلامي مقرا بقوانين التاريخ؛ أي التطور التاريخي، وبحقائق تطور الوجود وبالأخوة في الدين، وبجامعة اللغة وبالجامعات الأخرى أو الجوامع كالقربى والجوار، وهذه الحقائق في الواقع ليست مرفوضة من الدين ولا بعيدة عنه لأن الله أمرنا بالاجتهاد.
وسبيل تحقيق ذلك، هو شعور المسلمين قاطبة، شعوبا، أمة أو دولا؛ بانتماء إلى شيء واحد، وبوحدة المصير، وبالتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، وهي دين الله. وهذا معناه أنه لابد من البعد عن كل شيء من شأنه أن يضعف الروح الديني وأن يقتله في النفوس؛ لأن ذلك فيه مسخ لحقائق المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية.
قال سماحة الشيخ لطف الله الصافي: " واجبنا سيما القادة والعلماء، والكتاب والأثرياء، وذوي القدرة... الاعتصام بحبل الله والاتحاد، وأن ندعو المسلمين إلى التحابب والتوادد، لا أن نشتغل بالبحث عن المفاضلة بين الصحابة، والخلافات المذهبية، ونجعل ذلك سببا للجفوة والبغضاء، ونوقد نارا أخمدتها الأزمنة والدهور، ونحيي أحقادا أماتتها الشدائد" ([29]).
ثانيا: وجوب مواجهة ثقل الماضي الذي ورثناه ورسوباته، ثم ما كان من التدخل الأجنبي في كثير من قضايانا عبر قرون متطاولة، وما ذلك إلا بسبب ضعفنا وانقسام جماعتنا وتشتت كلمتنا وتفرق صفنا.
ثالثا: تأكد الأخذ بمقومات الوحدة الإسلامية بدل التمسك بأسباب الخلاف، وترك أسباب الخلاف والحرص على ما يجمعنا لا على إبراز ما يكون مفرقا بيننا ومحطما لوحدتنا.
قال العلامة محمد الحسين آل كاشف الغطاء في كتابه أصل الشيعة وأصولها: "إن أول شرط لإعادة صميم الإخاء سد باب المجادلات المذهبية وإغلاقه"؛ لأن الاسترسال في ذلك قد يؤدي إلى ما لا خير فيه ([30]).
رابعا: قوله تعالى: "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب" ([31]).
وردت عقب قوله: " كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل الله معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه" ([32]).
فمن ينظر في التساوق أو الارتباط وبناء الآية الثانية على الأولى - وإن كانت بالانتقال من غرض إلى غرض - يجد وصف الحال، حال الناس قبل أن يأتيهم الرسل، إذ كانوا أمة واحدة باعتبار كونهم خلقوا على فطرة واحدة، وأنهم بعدما جاءتهم الرسل آمن بعضهم وكفر بعض فكانوا بذلك مختلفين. لكن لما جاء الهدى الإسلامي والدين الإسلامي والوحي القرآني، وبعث الله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجمع الناس من حوله، وتم بناء الأمة الإسلامية وتكوينها، كانوا أمة واحدة أيضا. وقد ورد ذكر هذا في كثير من النصوص القرآنية والنبوية الشريفة، وكذلك في مقالات العلماء، فالأمة الإسلامية أمة واحدة، ولكن الذي قصم ظهر الأمة السابقة وكان سببا في تقسيمها وتوزيعها وتفكيك هذه الوحدة؛ هو نفسه الذي قسم وفكك هذه الوحدة التي كان عليها المسلمون في الصدر الأول.
فقوله تعالى: "أم حسبتم..." إلى قوله: " قريب... "
هو خطاب إلهي صدر عن الله وبلغه الملك الكريم إلى رسول الله إلى أمته. فإذا بالله تعالى يدعوهم بهذا الخطاب إلى تحقيق السلم؛ لأن الاختلاف الذي أشار إليه في الآية السابقة كان سبب عذابهم وتقسمهم وتوزعهم وتفككهم، واشتعال الحرب بينهم، فدعاهم إلى الخروج من الحرب إلى السلم وذلك بقوله: "أم حسبتم..."، ثم بين لهم أن طريق الخروج من هذا الوضع وتحقيق السلم للأمة كافة يكون بتحكيم منهج الله، فإذا طبق المنهج الإلهي وعرف كل واجبه وحقه، وتساوى الناس أمام حكم الله وشريعته انتهت جميع المشاكل.
إن قضية السنة والشيعة هي كما حقق ذلك فضيلة الشيخ أحمد حسن الباقوري؛ قضية إيمان وعلم معا، فإذا رأينا أن نحل مشكلاتها على ضوء من صدق الإيمان وسعة العلم فلن تستعصي علينا عقدة، ولن يقف أمامنا عائق.
نعم، إنها قضية علم وإيمان..
فأما أنها قضية علم؛ فإن الفريقين يقيمان صلتهما بالإسلام على الإيمان بكتاب الله وسنة رسوله، ويتفقان اتفاقا مطلقا على الأصول الجامعة في هذا الدين فيما نعلم، فإن اشتجرت الآراء بعد ذلك في الفروع الفقهية والتشريعية فإن مذاهب المسلمين كلها سواء في أن للمجتهد أجره، أخطأ أم أصاب..
وأما أنها قضية إيمان: فإني لا أحسب ضمير مسلم يرضى بافتعال الخلاف وتسعير البغضاء بين أبناء أمة واحدة ولو كان لعلة قائمة. فكيف لو لم تكن علة قط؟ ([33]).
خامسا: عدم الدعوة إلى إدغام المذاهب، فهذا لن يتحقق أبدا، وربما يفضي إلى مزيد من التفرقة. فالمطلوب هو ما دعى إليه عقلاء هذه الأمة من السلف الصالحين ومن سار على هديهم من المصلحين في هذا العصر؛ مثل الإمام الخميني رحمه الله وسماحة السيد الخامنئي، من "التأكيد والركون إلى المشتركات في حقل العقيدة والشريعة باعتبارها الأصول الأساسية للإسلام، وكونها معيارا للأخوة الإسلامية ووحدة الأمة. هذا مع الاحتفاظ بالمذاهب والاحترام المتقابل بين أتباعها فيما وراء هذه الأصول من المسائل الجانبية الفرعية التي يسوغ الخلاف فيها في إطار الدليل والبرهان، والتي تعتبر غير ضرورية، ويكون باب الحوار والاجتهاد فيها مفتوحا" ([34]).
سادسا: الاحتكام إلى مقاصد الشريعة
فإنها قبلة المجتهدين، من توجه إلى جهة منها أصاب الحق. وإلى هذا المعنى ترشد عبارة الغزالي؛ فإنه قال: "وإنما قبلة المجتهد مقاصد الشرع، فكيفما تقلب فهو يراعي مقصود الشرع، فهو مستقبل للقبلة؛ كالذي أحاطت به جدران الكعبة " ([35]).
فالالتفات إلى مقاصد الشرع، يجعل المجتهدين مهما اختلفت آراؤهم، وتباينت مذاهبهم وأفكارهم، مصيبين للحق، ما دامت قبلة الجميع هي مقاصد الشريعة.
سابعا: ضرورة الاعتدال في النقد
لا يحسن أن نجاوز في الطعن على علمائنا حد الاعتدال. فلعل لهم تأويلا وعذرا لم نطلع عليه. والمرء في هذا المقام بين أن يسيء الظن بمسلم ويطعن عليه ويكون كاذبا، أو يحسن الظن به ويكف لسانه عن الطعن وهو مخطىء مثلا، والخطأ في حسن الظن بالمسلم أسلم من الصواب بالطعن فيه.
ثامنا: الاحتكام إلى حكماء الأمة لإزالة الخلاف
قال الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه الله: "يجب المحافظة على حرية المذاهب والأديان كما قال تعالى: (يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق). وفي الحق؛ أن ما يواجهه الحق- من أباطيل يلزم المسلمين- بقطع أيادي السوء التي تعبث بالبلاد، وفي الحزم، بل الحتم إذا حصل بين أهل البلد الواحد شيء من الوهم، سعى الحكماء والعقلاء فورا إلى إزالته والمبادرة إلى الإصلاح" ([36]).
وأكتفي بهذا القدر، فإن الاستقصاء طمع في غير مطمع. والحمد لله وكفى وسلام على عباده
الذين اصطفى.
مراجع البحث
1- أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض، شهاب الدين أحمد بن محمد المقري التلمساني، صندوق إحياء التراث الإسلامي المشترك بين الملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة،الجزء الأول: ضبطه وحققه وعلق عليه: مصطفى السقا، إبراهيم الأبياري، عبد الحفيظ شلبي، القاهرة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر: 1358- 1939
2- الإسلام والتحديات المعاصرة، لمحمد عمارة، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى: يناير 2005 - مصر
3- الإعلام بمناقب الإسلام، لأبي الحسن محمد بن يوسف العامري، ضبطه وصححه وعلق عليه: الدكتور عاصم إبراهيم الكيالي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى: 1427- 2006
4- إعلام الخلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السلف، لصادق علاء، الناشر: مركز الآفاق للدراسات الإسلامية، الطبعة الأولى، ربيع الأول: 1425
5- حقيقة القولين، لأبي حامد الغزالي، حققه: عمر السالك و أديب كدماني،الطبعة الأولى، 1424-2003 ، دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دبي
6- رسالة التقريب، مجلة فصلية -العدد الثاني/ محرم الحرام 1414- 1993
مقال : الاختلاف والوحدة في نظر القرآن الكريم، محمد باقر الحكيم، 10-38
مقال: أسس التقريب وسبله، محمد واعظ زاده الخرساني، 39-53
7- الشيعة والقرآن، لإحسان إلهي ظهير، دار الإمام المجدد، الطبعة الأولى: 1426- 2005 -
القاهرة- مصر
8- صوت الحق ودعوة الصدق، للطف الله الصافي، ط. دار المعارف - بيروت
9- القرآن فوق كل شيء، محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي الفاسي، تحقيق وتعليق: الدكتور محمد بن عزوز، مركز التراث الثقافي العربي- الدار البيضاء، دار ابن حزم- بيروت، الطباعة الأولى: 1426- 2005
10- مع الخطيب في خطوطه العريضة، للطف الله الصافي، مؤسسة السيدة المعصومة للطباعة والنشر، الطبعة الثانية ميلاد الإمام الرضا عليه السلام، 1624 ه.ق، طباعة: مطبعة ثامن الحجج عليه السلام - قم - إيران
11- مقالات الكوثري، لمحمد زاهد الكوثري، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى: 1418- 1998
12- الملل والنحل، لمحمد بن حزم، ط. مكتبة المثنى- بغداد.
الهوامش:
([1]). abouhamed11@gmail.com
([2]). رسالة التقريب: العدد الثاني: 187.
([3]). محمد عمارة، الإسلام والتحديات المعاصرة: 9.
([4]). سورة آل عمران: 102-103-104-105.
([5]). العامري، الإعلام بمناقب الإسلام: 77.
([6]). الإعلام بمناقب الإسلام: 80.
([7]). المقري، أزهار الرياض: 1/ 50-51-52-53 .
([8]). الإسلام والتحديات المعاصرة: 10 .
([9]). لطف الله الصافي، مع الخطيب في خطوطه العريضة: 11 .
([10]). لطف الله الصافي، صوت الحق ودعوة الصدق: 34 .
([11]). الإعلام بمناقب الإسلام: 81.
([12]). الإعلام بمناقب الإسلام: 81 .
([13]). الإعلام بمناقب الإسلام: 81 .
([14]). الإعلام بمناقب الإسلام: 81 .
([15]). الكوثري، مقالات الكوثري: 102-103 .
([16]). العدد 15 من مجلة رسالة التقريب.
([17]). رسالة التقريب: 18 .
([18]). الحجوي الفاسي، القرآن فوق كل شيء: 40 .
([19]). إحسان إلهي ظهير، الشيعة والقرآن: 26 .
([20]). سورة الإسراء : 11 .
([21]). سورة الأنبياء : 37 .
([22]). سورة طه : 114 .
([23]). فهم القرآن: 544 .
([24]). فهم القرآن: 545 .
([25]). نفسه: 64 .
([26]). مع الخطيب في خطوطه العريضة: 16 .
([27]). نفسه: 8 .
([28]). ابن حزم، الملل والنحل: 2/ 78 .
([29]). مع الخطيب في خطوطه العريضة: 9-10 .
([30]). مقالات الكوثري: 104 .
([31]). سورة البقرة: 212-.
([32]). سورة البقرة: 211 .
([33]). رسالة التقريب- العدد الثاني: 188 .
([34]). رسالة التقريب - العدد الثاني: 40-41 .
([35]). الغزالي، حقيقة القولين: 112.
([36]). رسالة التقريب- العدد الثاني: 187
ارسال نظر