الصحوة الإسلامية في العالم المعاصر ودور التقريب في تعميقها وتجذيرها
الشيخ نعيم قاسم
نائب الأمين العام لحركة حزب الله ـ لبنان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا محمد وعلى آله الأطهار وصحبه الأبرار وعلى الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أول ما يتبادر إلى الذهن عندما نتحدث عن الصحوة الإسلامية في العالم المعاصر، هو ذاك التوجه الواحد لملايين المسلمين بجماعاتهم وبلدانهم، بحيث يشعر الجميع من الأصدقاء والأعداء انهم أمام تيار واحد لـه عناوينه العامة المشتركة، وان اختلفت التفاصيل والجزئيات؛ ويتوجه أنصار هذا التيار لمواجهة الكفر والانحراف، مع تجنب أي إثارات داخلة تعيق وتؤثر أو تفرق وتمزق، فنحن أمام تعاون وتناغم لا يكون بالضرورة منظماً أو منسقا بالكامل، لكنها النتيجة الطبيعة لسلامة الالتزام بالمبادئ العامة والعناوين المشتركة.
ولا تخفى الصعوبات التي كانت تواجه هذه الصحوة، وخاصة بعد سقوط دولة
ـ(432)ـ
المسلمين وكيانهم المعنون، وافتقادهم إلى قدرات التواصل وفعاليتها فيما بينهم، وأثر الإحباط النفسي في صعوبة القناعة بإمكانية عودة الإسلام مجدد المواكبة الحياة، وقدرة المستكبرين بأحكام قبضتهم على بلدان المسلمين، وبث الأفكار المسمومة والمؤذية للإسلام، ووجود التقليد بين الذين شوّهوا صورة الإسلام وأبعدوه عن المجتمع... إضافة إلى كل هذا، وجدنا من يعطي الأولوية لتعزيز الصراع المذهبي وإثارة النعرات، ليشكل الأمر انصرافا كاملا عن مقارعة الباطل وأعداء الإسلام.
لذا عندما نرى الصحوة الإسلامية الموجودة اليوم، ندرك أهمية ودور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ارفادها وتعميقها، بسبب المنهجية التي اعتمدها الإمام الخميني v في المناداة بالوحدة والعمل بها، والعناية بتجاوز الحساسيات والعقبات التي واجهتها.
وإذا أردنا تعميق هذه الصحوة وتجذيرها، فنحن بحاجة إلى مواصلة الجهود للتقريب بين المذاهب، وتثبيت الآثار العملية لها.
أولا: توجيهات للتقريب:
التقريب بين المذاهب لـه تأثيره الواضح على الصحوة الإسلامية، وحتى لا يبقى الأمر مجرد شعار، لابد من توجيهات عملية لـه تؤدي إلى تعزيز دعائم الوحدة ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾، وعلينا التركيز في هذا المجال على التوجيهات التالية:
1 ـ القضايا المشتركة:
تعاني بلدان المسلمين من قضايا مشتركة، تتمثل في نهب المستكبرين لثرواتهم، والتحكم بأنظمة بلدانهم، ودعم أعدائهم. كما يواجه المسلمون قضية مركزية كبرى تتمثل في فرض الكيان الصهيوني الغاصب باحتلال فلسطين وتهويد القدس
ـ(433)ـ
الشريف... وما من مسلم إلا ويتعاطف مع هذه القضايا السياسية المشتركة، التي لا تمس فريقا أو جهة وإنّما تمس الجميع وتؤثر عليهم. وتركيزنا على هذه القضايا يساعد في توحيد لغة الخطاب والمواجهة، والأداء العملي فيها يساعد على التفاعل والالتحام؛ والتجربتان الكبيرتان في هذا المجال خير دليل على مقولتنا.
ـ الأولى: تتمثل في الخطر الأميركي، حيث لا تجد شعبا في عالمنا الإسلامي إلا ويكن العداء لأميركا المتسلطة والمتحيزة والناهبة لثروات الشعوب؛ ولا نحتاج إلى أدلة وإثباتات لإبراز هذا الخطر، فآثاره واضحة في كل بلدان المسلمين. فالموقف من أميركا «الشيطان الأكبر» هو عنوان وحدوي كبير لدينا.
والثانية: تتمثل في القضية الفلسطينية، حيث مشاعر المسلمين تجاه الأرض المقدسة، والتحام الدم اللبناني والفلسطيني من خلا أداء المقاومة الإسلامية في لبنان والمقاومة الإسلامية والجهاد الإسلامي في فلسطين، وكل الفصائل المجاهدة في كلا البلدين، والتناغم الذي أوجد أرضية تجاوزت الكم المتراكم من التعبئة المذهبية في المنطقة العربية والعالم الإسلامي، بحيث تمكن عطاء الدم من إعطاء نموذج حي عن جهاد لقضية واحدة يتجاوز الحدود المصطنعة، جغرافياً وتعبوياً. فإذا أنفذت المقاومة الإسلامية في لبنان عملية ضد مواقع الاحتلال الصهيوني حصدت خسائر كبيرة، تجد الفرحة عامة في فلسطين والمنطقة؛ وإذا انطلق استشهادي في داخل فلسطين تحسب ان العملية حصلت في لبنان، مع مشاعر السرور والشكر لله.
2 ـ العناوين الثقافية المشتركة:
المشكلة الأكبر في القضايا الخافية تتمثل في النظرة إلى أئمة أهل البيت، وعصمتهم، وموضوع الخلافة، وبعض الأمور في تفاصيل العقيدة؛ أما الأمور الأخرى في التشريع أو تحليل التاريخ... فلا تعتبر الدافع الأساس لإثارة النعرات والتفرقة، لأنها نتائج للقضايا الخلافية الأساسية من ناحية، ولان الاختلافات بين مجتهدي المذهب
ـ(434)ـ
الواحد فيها اكبر من الخلافات بين المذاهب نفسها، ولا تترتب عليها مفاصل هامة ليتوقف المرء عندها.
وفي المقابل، هناك الاتفاق على القرآن الواحد، والرسول الواحد، وقواعد العقيدة الأساسية، ومفاهيم الإسلام عن الكون والإنسان والحياة، وتعاليم لا حصر لها في دائرة هذا الاتفاق.
كما ان الاتفاق قائم بأن الأعداء يشنون حروبا ثقافية وعقائدية ومفاهيمية ضدنا، ويحاولون تشويه صورة الإسلام في أذهان الأجيال الطالعة، ويعملون على تخريب النفس الإنسانية ليسهل الدخول الشيطاني إليها.
هذان الأمران في دائرة الاتفاق، يتطلبان توجيها للمسلمين كافة، وعملا ينعكس إيجابا على كل مسلم، لأنهما في دائرة حياة وخصوصية الجميع، وهما يسهلان لغة التخاطب وإمكانية التفاعل، إذ ان ملامسة هذه الحقائق لواقع المسلمين تساعد على ترويجها وتأصيلها وتثبيتها والتداول بها، والعبرة في دقة الاستفادة ومعرفة كيفية التوجيه المناسب. وما شدة الحملات الغربية وتنوعها علينا، إلا لشعورهم بصعوبة ما يواجهون من اشتراك بين المسلمين. وما اللجوء إلى أساليب التشهير والسب، إلا نتيجة العقبات التي تواجههم، إذ ليس مألوفا ان يقف الغرب كله وراء «سلمان رشدي»، الكاتب المرتد عن الإسلام، مع أهانته لنبي الإسلام وعقيدة المسلمين، وكذا مع كل عمل ثقافي أو فني أو... فيه طعن بالرسالة الإسلامية ونبينا الأكرم، إلا على قاعدة الانزعاج من صعوبة اختراق واقع المسلمين الثقافي؛ وهذه نقطة قوة لمصلحة الوحدة الإسلامية وتعميقها.
وفي هذا المجال، أتمنى لو يعمل المؤتمر الكريم على موضوعي القضايا المشتركة والعناوين الثقافية المشتركة، بحيث تدوّن هذه القضايا والعناوين بعبارات مختصرة ومتفق عليها بين كل المسلمين، ثم تطبع بصياغة شبيهة بالميثاق الإسلامي
ـ(435)ـ
العالمي، وتكثّر بكميات كبيرة، وتوزع في أنحاء العالم كافة، ويعمل علماء المسلمين على شرحها والترويج لها، واستخدامها في مفردات الخطابة والوعظ والتوجيه، لتشكل دستوراً موحداً، يؤسس لتوسعته وإضافة نقاط جديدة عليه، كلما عقدت مؤتمرات للوحدة أو تم الاتفاق على مفردات أساسية، أغفلناها أو استجدت، وتحتاج إلى عمل يثبتها في فهم وواقع المسلمين.
3 ـ القضايا الخاصة:
من الطبيعي ان نجد لكل مجموعة إسلامية في دولتها قضايا داخلية خاصة تتعلق بها، وبعض هذه القضايا تتطلب دعما بإبرازها أو تأييدها، أو أي أجراء يساعد في تحقيق أهدافها؛ وقد تكون النصرة من المسلمين الآخرين مفيدة ونافعة، سواء كانت بعناوين وضاحة، أو بتحريك جهات مؤثرة. وعندما يشعر المسلمون بدعم إخوانهم، تتعزز الأواصر وتزول المعوقات، والمطلوب من المسؤولين هو رصد هموم باقي المسلمين، وإيجاد التواصل مع قادتهم، وتحديد سبل التعاون والنصرة. وليس ضروريا ان ندخل في متاهات التنسيق التفصيلي في كل شيء، حتى لا تضيع الجهود وتتعقد، مع وجود اختلافات في وجهات النظر، إنّما يكتفي ـ ولو كمرحلة أولى ـ بالحد الأدنى المتفق عيه، ولا داعي للدخول في إجراءات تنظيمية في العلاقة، حتى لا تتحمل أي جهة تبعات حركة الجهات الأخرى في كل خصوصياتها أو أزماتها، التي ربما تكون وليدة أسلوبها غير المنسجم مع نظرة باقي الإسلاميين.
وعلى العموم قد يتوفق الجميع لدعم خصوصية تترك بصماتها وآثارها، وتشعر باجتماع المسلمين حولها، كما حصل في الوقوف مع البوسنيين إثناء تعرضهم للمخاطر الوحشية من الصرب، الذين قتلوا واحتلوا واغتصبوا، بخطة أرادت إبادة الوجود الإسلامي في تلك المنطقة الأوروبية.
والمفيد ان يتنوع حضور المؤتمرات ـ كما يحصل ـ لكن حبذا لو تكتب كل جهة
ـ(436)ـ
مختصرا مفيدا عن ابرز قضاياها الخاصة، مع الآلفات إلى ما يحتاج إلى دعم، والى أشكال الدعم النافعة لها في بلدها وقضاياها...
4 ـ المسائل الخلافية:
لا يمكن إغماض العينين عن وجود مسائل خلافية، وهي تشكل عند كل مذهب الأساس الذي يعتمد عليه، فضلا عن التشريعات التفصيلية التي ترفع المسؤولية عن المكلّف بصحة الالتزام بها. فالفرق بين عصمة الأئمة عليهم السلام وعدمها، مما يؤثر في كل المبنى المذهبي. لكن يمكن العمل على ان تكون مناقشة المسائل الخلافية، معتمدة على النصوص والأدلة، دون اللجوء إلى أساليب الاتهام والشتم، وإصدار عبارات التكفير أو الانحراف. ولتكن الآداب الإسلامية مراعاةً عند التعرض لهذه المسائل، على قاعدة الإفهام، مع تقدير حرية الآخر في الاقتناع وسوق الأدلة دون الرفض المسبق والحكم المؤبد، حتى ولو تحصلت القناعة باستحالة صوابية أي رأي آخر، إذ أن الأسلوب هو الذي يوتر الأجواء، أو يفسح في المجال لتقبل نقاش الفكرة، هما كانت القناعات والنتائج المحتملة. فالأسلوب الذي اعتمده الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين(قده) في كتابيه «المراجعات» و«النص والاجتهاد»، مع اللياقة في المراسلة وسوق الأدلة مع شيخ الجامع الزهر الشيخ سليم البشري، جعل هذين الكتابين مصدرين للحوار الهادف البناء، دون أي إثارة للحساسيات.
وهذا ينطبق على سوق الأدلة لإثبات الأمور التشريعية عند كل مذهب ومناقشة ما هو موجود عند المذهب الآخر. ولنعوّد قواعدنا ان مناقشة هذه المسائل العلمية تبتغي الوصول إلى الحقيقة، كما يفعل أي مجتهد داخل المذهب الواحد، بدل ان تتحول إلى حساسية لمجرد وجود خلاف مع الآخر. بل من المهم ان يعكس المجتهدون هذه النظرة.
ـ(437)ـ
5 ـ مواجهة مثيري الفتن:
يحاول البعض إثارة الخلافات المذهبية على المنابر وفي كل المنتديات، ويسوقها بطريقة استفزازية للآخرين، بل يعتبر ان تعبئته بها بهذه الطريقة تزيد من مريديه، وتحصنهم تجاه الآراء الأخرى. ولا يمكن الاستسلام لهذا النمط، وتساهل البعض بأنها لا تمسه ولا تؤثر عليه، بل تمس الآخرين وتؤثر عليهم.
علينا ان نواجه مثيري الفتن، على قاعدة ان يتصدى أصحاب كل مذهب للمفتنين في مذهبهم، لتتركز معالم الوحدة أكثر، إذ لا ينفع ان يرد الآخرون التهم عنهم، حيث لا جدوى أمام التعصب إلا بعمل من داخل الفريق الواحد. بل لا بأس من الترويج والتشهير بهؤلاء ـ بعد إنذارهم ـ ليكونوا منبوذين على مستوى العالم الإسلامي، كأسلوب من الأساليب الرادعة، إذا لم تنفع أساليب الإقناع وتغليب مصلحة المسيرة الإسلامية على ما عداها.
كما ان من المفيد الاتفاق على رفع بعض النقاط الحساسة من التداول العام، والعمل على تعميم هذا التوجه، والإسراع للملمة الإثارات المذهبية، والاعتراض عليها بحزم وبخطة مدروسة لإشاعة مناخ الرفض لمثل هذه الحالات ﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.
ثانيا: التقريب حلقات متصلة:
1 ـ محاولات مفيدة:
إن محاولات التقريب بين المذاهب، حلقات متصلة ومترابطة ومفيدة، ومهما كانت دائرة سعتها وزمان حدوثها، وسوءا كان بينها ترابط وتنسيق أو لم يكن، كانت جهوداً فردية أو جماعية، استمرت عند البعض أو توقفت عند البعض الآخر. وإبراز هذه المحاولات مع آثارها لا يجوز ان تقتصر على المحافل الخاصة، بل يجب تعميمها.
ـ(438)ـ
وتاريخنا حافل بأداء يعزز فرض التقريب من العلماء الأعلام بأساليب مختلفة.
فكتاب «الخلاف» لإمام الطائفة الشيخ الطوسي ، وهو من أعلام القرن الخامس الهجري، يبرز آراء المذاهب في المسائل الفقهية المطروحة فيه، ويقول: «هذا موافق لمذهبنا»، و«هذا مخالف لمذهبنا»، بعض يبرز سعة اطلاع وتداول بالآراء المختلفة لمناقشتها.
و«التذكرة» للعلامة الحلي، أوسع كتاب في الفقه المقارن.
و«مستمسك العروة الوثقى» لآية الله السيد محسن الحكيم(قده)، حيث سجل آخر تطورات الفقه في عصوره المتأخرة.
وقد قدم الشيخ الباقوري، وزير أوقاف مصر، لكتاب العلامة المحقق(المختصر النافع) وقامت لجنة التقريب بين المذاهب، وخاصة من خلال سكرتيرها العام العلامة محمد تقي القمي، بدور هام. كما ان إقرار المذهب الجعفري كواحد من المذاهب الإسلامية الخمسة المعتمدة في الأزهر الشريف، يعطي أثرا واضحا لمصلحة التقريب.
2 ـ الإمام الخميني v والوحدة:
وقد عمل الإمام الخميني v بخطى حثيثة ومتواصلة من أجل الوحدة، إلى درجة أنه لم يترك مناسبة ولا فرصة إلا وتحدث عن وجوب الوحدة والحث عليها، فهو القائل:
«على المسلمين ان يكونوا يداً واحدة على من سواهم، وان يتحدوا، ويجتمعوا، ولا يعتبروا أنفسهم منفصلين عن بعضهم».
ولم يقتصر الأمر بتركيزه على الشعوب فقط، بل تعدى ذلك إلى الحكومات، على قاعدة ان أي طريق من طرق الوحدة، والتي تعطي قوة للمسلمين، لابد من سلوكه: «أتمنى من الله ان يستيقظ المسلمون، ويتحدوا، ويكونوا اخوة مع بعضهم، ويكفوا عن الخلافات. الحكومات تمتنع عن الخلافات، الشعوب يكونوا متحدين.
ـ(439)ـ
اسأل الله ان يرفع هذه المشكلات ان شاء الله ليكون المسلمون يدا واحدة».
والإمام الخميني(رضوان الله تعالى عليه) يرى الارتباط بين الوحدة والتزام تعاليم القرآن.
أما التفرقة، فهي نتائج طبيعية للابتعاد عن الإسلام، ومع الوحدة تأتي كل الحلول، بل يتميز المسلمون بقوة يقهرون بها أعداءهم، وإنّما سيطر عليهم الأعداء بسبب تفرقهم.
«ان المصيبة الكبرى للمسلمين، هي البعد عن الإسلام والقرآن؛ وإذا كان المسلمون يعملون حسب أمر الله(تبارك وتعالى) إذ يقول ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ...﴾، إذا كانوا يعملون بهذا الأمر وهذا النهي، لارتفعت مشكلاتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولا تستطيع قوة ولا قدرة ان تقابلهم».
3 ـ دور الجمهورية الإسلامية:
وقد قام الإمام الخميني v بإجراءات عملية على مستوى دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في عملية الوحدة، فأقيمت المؤتمرات المتتالية من «المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية» حيث يعقد اليوم مؤتمره العاشر.
وقد حضر هذه المؤتمرات مسلمون من مذاهب مختلفة، ومن أنحاء العالم كافة، وعرضوا لآرائهم، وقدموا مداخلاتهم، وشاركوا في صياغة توصيات هامة. كما بنى هؤلاء علاقة متواصلة ومستمرة مع الجمهورية؛ إضافة إلى ان لهجة ومنطق الوحدة قد ساد كلغة محببة ومطلوبة في العالم الإسلامي، وإذا كان تاريخ مولد النبي صلّى الله عليه وآله وسلم موضوع اختلاف بين 12 ربيع الأول عند السنة، و17 ربيع الأول عند الشيعة، فليكن الاحتفال بأسبوع ولادة النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلم كأسبوع للوحدة الإسلامية.
وتجاوزت إيران الإسلام مجرد اللقاءات إلى دعم حركات التحرر في العالم
ـ(440)ـ
الإسلامي، وتواصلت مع جماعات إسلامية كثيرة، بل ساعدت في قضايا العالم الإسلامي في البوسنة وفلسطين وأفغانستان والعراق.. وهي الرافعة لكل شعارات وأشكال الدعم لقضايا المستضعفين الحقة.
كما مدت إيران يدها ـ عمليا ـ إلى الدول الإسلامية، ومنها العربية، لبناء أوسع العلاقات، والاعتماد على النفس، والتعاون للأمن المشترك، بدل إفساح المجال أمام تدخل الاستكبار العالمي، وتجاوزت الكثير من الخلافات لمصلحة تهيئة الأرضية المناسبة للتعاون، واراحة واقع المسلمين من التفرقة عموما.
إننا أمام تجربة غنية، لا يمكن ان تزخم إلا إذا واكبناها، وبادلت الحركات الإسلامية والدولة الإسلامية إيران مبادراتها القيمة والفاعلة، وهذه المسؤولية تقع على عاتقنا جميعا لرفد هذه المساهمة باخلطوات العملية البناءة.
ثالثا: الآثار العملية للتقريب في الصحوة الإسلامية
1 ـ الوحدة العملية في ميدان الجهاد:
أدرك الاستكبار بأن المد الإسلامي المنبعث من إيران الثورة لا يمكن إيقافه على مستوى العالم الإسلامي، وان تصدير الثورة لا يعني جحافل الجند تغزو البلدان، بل أفكارها التي تتواءم مع فطرة الإنسان، وطروحاتها التي تعيد الهوية المفقودة للأُمة الإسلامية، وتحركها مجددا باتجاه أصالتها ودينها.
ولذا لجأ الاستكبار إلى التركيز على شيعيتها واختلاف نمطها عن المحيط السني، بل وجود التباين في المنهجية وطريقة الأداء؛ أي لا يقتصر الأمر على بعض الخلافات الفكرية، وإنّما تختلف أنماط السلوك السياسي في الواقع المعاصر، بحيث يكون مقبولا ان يتحرك السنة لرفع شعاراتهم الإسلامية، شرط ان يتمايزوا عن الشيعة في أدائهم وعلاقاتهم، بل لابد من بروز الاختلاف العملي بشكل واضح، خاصة وان الموقف
ـ(441)ـ
الغربي من إيران والتشيع كان معاديا وسلبيا. والأمر ينسحب على كل الجهات الشيعية والسنية، سواء كانت دولا أو حركات أو أفرادا.
وإضافة إلى محاولة عزل إيران ـ التشيع عن البلدان الإسلامية ذات المذهب السني، وكذلك الحركات فيها، كان العنوان الأبرز هي الذي أحاط بالقضية الفلسطينية، حيث برز حزب الله كفصيل مقاوم فاعل على الساحة اللبنانية ضد المحتل الإسرائيلي، واستطاع ان ينتصر على جو الإحباط الذي ساد بعد اجتياح إسرائيل للبنان عام 82، وبدأ يشكل حالة استنهاض حقيقية ساهمت بشكل كبير في انبعاث انتفاضة الحجارة في فلسطين، ولم يعد خافيا ما سببه هذا الحزب ـ الذي تربى على منهجية ورؤية الإمام الخميني من إعاقة للمشروع الإسرائيلي الأميركي في المنطقة، ومن تأثير في توازن الرعب؛ وأثر المقاومة في الصراع، حيث اعترف العدو الإسرائيلي بمعجزه عن التغلب على حزب الله وهنا أرادت أميركا ان ترسل إشارات إيجابية إلى حركة «حماس» والجهاد الإسلامي في فلسطين على قاعدة إمكانية التعاون لحل مشكلة فلسطين، لكن الأزمة والعداء هو لحزب الله؛ ولم تبق هذه الإشارات داخل الغرف بل خرجت إلى العلن لتحاول تعزيز الشرخ والتمايز إلا ان وعي الإسلاميين في فلسطين، وإدراكهم لمناورة أميركا، وإيمانهم بوجوب تحرير كامل التراب الفلسطيني وثقتهم بمصداقية خط الإمام الخميني جعل الحواجز تنهار؟ ومارس الإسلاميون في فلسطين فعل الجهاد وقتال الصهاينة، كما هي مواجهة حزب الله لإسرائيل؛ ووحد الدم ما لم توحده الكلمات، وشعر الجميع بأنهم أمام مواقف واحدة طغت على ماعداها، وصوبت البوصلة نحو الهدف المشترك، فانهار مشروع أميركا التقسيمي، وبرز عنوان واحد هو تحرير القدس باسم الله ولنصرة الإسلام، مما أعطى قوة حقيقية للتيار المواجه لمشروع كيان إسرائيل الغاصب. وجذب هذا التفاهم العملي كل العالم الإسلامي، بحيث تشعر في كل بلدان المسلمين ان شعوبها تحبك وتؤيدك، ومستعدة
ـ(442)ـ
لتسليمك أولادها لتقاتل إلى جانبك، دون الالتفات إلى المذهب، لأن حجم التضحيات ومصداقيتها كانت أبلغ بكثير من كل الدعايات ومحاولات التفرقة. وهذا يؤكد أننا كلما ترجمنا التقارب بوحدة عملية تعزز الصحوة اكثر.
2 ـ الاستفادة من التجارب:
نحن نستفيد كثيرا من تجارب الماضي، ونستلهم من خطوات النبي صلّى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام والصحابة الأبرار والسلف الصالح، وهذا الأمر يشكل قاعدة هامة لأي تأسيس معاصر ومستقبلي. لكن لا يخفى ان التجربة المعاصرة في إعادة الإسلام إلى مسرح الحياة تختزن اجتهادا في النصوص لكيفية طرح الإسلام وإقامة دولته المباركة، وتؤسس لأداء عملي يأخذ بعين الاعتبار تعقيدات حاجات المسلمين وتشابك المصالح الدولة، على ان تبقى الخصوصية الرسالية بارزة على الرغم من المعيقات الكثيرة.
وعندما تزول الحواجز المذهبية، نتخلص من الجمود على نمط حكم الداء كانت لـه ظروفه وتنظيراته ولا يصلح لمواكبة القرن العشرين. وفي الإسلام سعة نتمكن معها من التحرك، والاستفادة من الضوابط العامة التي لا تفيد التفاصيل؛ فنظام الحكم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بني على «ولاية الفقيه»، وأعطي دوراً كبيرا للاختيار الشعبي في الاستفتاء على النظام، واختيار مجلس الشورى والرئيس.. وأسّس لجمهورية لها قواعدها الإسلامية المقننة بما يواكب المتطلبات المعاصرة. نجحت هذه الدولة بثورة شعبية لم تستخدم فيها طلقة واحدة، ولم تتمكن أجهزة الاستخبارات الغربية من الوقوف أمام هذا المد.
وما المانع من استلهام هذه التجربة مع التمايز في الخصوصيات والتفاصيل، فالعبرة في تحقيق الأهداف لا الجمود على الشكل مع ضياعها. وعندما يتطلع المسلمون في العالم إلى نجاح هذه التجربة، ويتفاعلون مع طريقة أدائها، يستنيرون
ـ(443)ـ
ويعالجون الكثير من المشكلات على مستوى: القيادة، والقدوة، والتجربة الناجحة، وأسئلة القرن العشرين...
وقد لا حظنا ان الحركات والشعوب الإسلامية، الذين نظروا بعين الإيجاب إلى أداء الثورة الإسلامية متجاوزين الحواجز المذهبية، استفادوا كثيرا في عملية التعبئة، وفي تصحيح الشعارات والمفاهيم، وفي الاستنهاض الداخلي على أساس إمكانية وقدرة الإسلام على مواكبة الحياة. وكلما نظرنا إلى التجارب الناجحة بعين التفحص والاستفادة لا بعين الحذر والرفض، استطعنا ان نزاوج بين تجاربنا، وان نخفف من العوائق المذهبية المصطنعة، ونحقق المزيد لمصلحة الصحوة الإسلامية بعنوانها العام في قدرة الإسلام المعاصرة في كل مكان مهما كانت خصوصياته.
3 ـ المحاسبة على أساس تحقيق الأهداف:
يجري نقاش واسع في كل الأوساط الدينية حول الشكل الانجح للعمل لتحقيق أهداف الإسلام، فهل يتم ذلك عبر شخصيات علمائية يتمحور حولها الناس؟ أو عبر أحزاب ينخرط فيها أفراد الأمة؟ أو عبر جمعيات متخصصة تهتم بجوانب محددة، ثقافية أو اجتماعية أو تربوية، ثم تقوم كل واحدة بدورها، ويحصل التكامل ـ عمليا ـ من خلال الأداء دون تنسيق بينها؟ أو عبر محورية المرجعية، أو أن الولاية هي الحل فإذا تيسّر العمل بشكل من هذه الأشكال، أو كانت القناعة الابتدائية به، يصبح الدفاع عن الشكل مختلطاً بالدفاع عن الإسلام، وتبدأ التهم للآخرين بالانحراف عن الخط الصحيح، وتشويه المضمون الإلهي المطلوب.
والشكل الأبرز والأوسع انتشاراً عند الشيعة، هو الارتباط بـ «ولاية الفقيه»، مع ما لها من مفاعيل عملية. وأما عند السنة فتتوزع المسألة بين أحزاب موجودة أو جمعيات مستقلة، أو مواقع رسمية في بلدانها تركز على الارتباط بها...
ومع قناعتنا بأن الارتباط بالقيادة الواحدة للولي الفقيه، حيث تجتمع الأمة حوله
ـ(444)ـ
في شؤونها العامة لتحديد الأعداء من الأصدقاء، رسم سلم الأولويات في التوجه العام، وإيجاد التكتل الكبير الموحد لخوض القضايا كافة.. ومع الحكمة الكبيرة للولي، المدرك لخصوصيات الدولة والجماعات، وترك الهامش الذي يساعدها في حركتها وظروفها، فإن بالإمكان الاقتراب من العناوين العامة المطروحة كأساس لوحدة المسلمين، وتبنيّها، والدفاع عنها، دون الوقوف عند عقدة الشكل وجعله سببا للتمايز والتباعد، ومحاولة تغيير الشعارات والمفردات لإبراز الخصوصية. وأي شكل يعتمد يجب ان يأخذ بعين الاعتبار الأهداف الإسلامية الواحدة: وحدة المسلمين تحرير القدس مواجهة الاستكبار...
وأي شكل يعيق تحقيق هذه الأهداف يصبح عبئا، بل خطرا، على تحقيق الإسلام المحمدي الأصيل، مما يعني الموافقة على المرونة في أشكال التحرك، والتوقف عند تحقيق الأهداف.
ومن الطبيعي ان يكون التفاعل والتعاون أكبر كلما اقتربنا من الأهداف المشتركة. ومع الانسجام في الارتباط بقيادة الولي الفقيه، يحصل تبادل وعون وتوجيه واستفادة أكبر مما لو وجدت هوامش كثيرة وخصوصيات نافرة.
ولا يمكن المحاسبة في دائرة الوحدة على قاعدة التمايز في الشكل إلى حد الاستثناء، ثم تكون المطالبة بالمعاملة المشابهة لمن الغى مفردات التمايز وعاش حالة الاندماج أو التفاعل العملي.
ولنبعد ساحتنا عن إطار التعصب للشخص أو الحزب أو المؤسسة... فهذه وسائل لتحقيق الأهداف، ومهما تنوعت الأساليب فان ضمانتها الكبرى هي الاجتماع حول القيادة الواحدة للولي الفقيه، ويقف توجيهاتها وأوامرها؛ والحد الأدنى يمكن ان يتحقق عند الانسجام مع التوجهات العامة والأولويات المطروحة من قبل هذه القيادة مع قدر من التنسيق الذي يساعد في الاستفادة من تنوع الطاقات والمواقع.
ـ(445)ـ
وليكن شعارنا هو محاسبة الأساليب وطرق العمل على أساس تحقيق أهداف الإسلام، لا على أساس عناوينها البراقة المزخرفة، التي قد تكون خنجرا في خاصرة المسلمين، ومانعا حقيقيا من تحقيق الأهداف، وخدمة مجانية للمستكبرين أعداء الدين يحصلون عليها باسم العمل في سبيل الله.
4 ـ نقل الصراع إلى ساحة الأعداء:
إن اخطر ما يواجه وحدة المسلمين، هو نقل الصراع إلى داخلهم، سواء اتخذ عنوان الاختلافات المذهبية، أو عنوان تضارب المصالح السياسية. والقاعدة المشهورة عند المستكبرين هي «فرق تسد». ولابد من الالتفات إلى ان تسعير الخلاف قد يأخذ مظاهر مبررة عند الطرفين، وتجري حوادث مقنعة لخطأ الطرف الآخر. وعليه، يعتبر الاستسلام للظواهر إيغال في الفتنة وانسياق في أتونها.
لكن عندما يكون الأصل هو الوحدة، يبدأ البحث عن كل الأسباب المقربة، وتجنب الأسباب المفرقة، ويجب ان تحصل تنازلات متبادلة، لأن لا صلح ولا اتفاق بدون بعض الخسائر المادية أو المعنوية والتي يمكن تعريضها بسهولة أمام أهمية الوحدة وتجنب الفتن، ولا اعتبر ان الأمور ممهدة أو سهلة كما في بعض البلدان، لكن لو سعينا لنقل التجارب الناجحة في التعاون السني ـ الشيعي، كما في بعض البلدان، لكن لو سعينا لنقل التجارب الناجحة في التعاون السني ـ الشيعي، كما في لبنان، أو في الاندماج الذي يلغي الحواجز المذهبية كما في إيران. ولو خطونا خطوات باتجاه تقريب وجهات النظر، لا مكننا ان نتخلص من كثير من المشكلات الحاصلة، خاصة إذا حددناها بدقة وتابعناها بجدية. لنبحث عن عناوين مشركة تنقل الصراع إلى ساحة الأعداء، في أي موقع كانوا. ولنحدد ثغراتهم، ومنافذ خطرهم؛ ولنقم بأنشطة مشتركة لمواجهتها مهما كانت هذه الأنشطة محدودة. ولننبذ من بيننا دعاة التفرقة، ولنقف في مواجهة توجهاتهم الخطرة. ولا داعي للعيش في أزمة من يبادر أولا، إذ يمكن تبادل المبادرات؟ ولا داعي للتوقف عند الشكلية، التي تعالج بالتناوب. بل لسنا مضطرين ان
ـ(446)ـ
ندخل في دائرة الوحدة دفعة واحدة، أي أما كل شيء، أو لا شيء بل نتفق فيما اتفقنا عليه بقناعة مشتركة، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه، ونحاول عدم تسليط الضوء على نقاط الخلاف بحدة، ونشيد بنقاط التوافق، ونبرزها، ويبقى الخصم واحدا، نوجه إليه الأنظار، ونجعل عواطف قواعدنا وقناعاتها تنصرف عمليا إلى هذا النوع من الأداء، عندها نكون قد خطونا خطوات فعالة باتجاه الوحدة.
كما يجب التمييز في البلدان المختلطة بين الحاكم ومذهبه، إذا لا يعقل ان يكون الاعتراض على أسلوب وأداء الحاكم مواجهة المذهب، وهذا فخ يساعد في اجتماع العصبية المذهبية حول الحاكم ليستغلها في دائرة مواجهة الآخرين، دون ان تعني لـه شيئاً، لأن الأساس يرتبط بمصالحه ونفوذه ودوره. مع العلم ان ضغط الشارع قد يؤثر على المستوى العاطفي، خاصة مع توفر المناخات الإعلامية والتعبوية والتمسك بظواهر تحتمل التفسير والتأويل.
ولكي نتجاوز هذه المحنة، لابد من التركيز على العلاقة بين الإسلاميين كأساس، ومناقشة هذه القضايا في لقاءات داخلية لتبيان حقيقتها، وإيجاد الخطوات الملائمة لعدم الوقوع في هذا الفخ. والخطأ الكبير الذي يقع فيه البعض هو المسارعة إلى التصريح الإعلامي أو الخطبة في المسجد... بطريقة تخرج الموضوع عن دائرة السيطرة وهذا الأمر يشكل خدمة للأعداء للتأثير في ساحتنا الداخلية.
ولنتأكد ان البحث الدؤوب للمستكبرين هو تمزيق وحدة المسلمين، بل وحدتهم في مذهبهم، بل وحدتهم في جماعتهم داخل المذهب الواحد، ولن يوفر أي فرصة تفرقة للنفاذ من خلالها، والرد العملي هو قولـه تعالى ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾(سورة آل عمران: 103).
ـ(447)ـ
أننا مدعون إلى تحكيم دين الله في حياتنا، وتركيز معالم الوحدة، لأن المناخ الذي يعم المسلمين إذا توحدوا في قضاياهم الكبرى ومسائلهم الأساسية سيؤثر إيجابا على المفاهيم التي يؤمنون بها، وعلى الروحية التي تبنى حياتهم على أساسها، ونحن معنيون بتوفير الأجواء النظيفة لتعزيز الصحوة الإسلامية الكبرى التي اتسعت؛ وعلينا تقع مسؤولية حفظها ورعايتها في واقع الأمة.
ارسال نظر