الشيخ محمد عبده

الشيخ محمد عبده

 

الشيخ محمد عبده
(1266 هـ 1323 هـ)

 


 

بسم الله الرحمن الرحيم

محمد عبده بن حسن خير الله، من آل التركماني، مفتي الديار المصرية، ومن كبار رجال الإصلاح والتجديد في الإسلام، ولد في شزا (من قرى الغربية بمصر) ونشأ في محلة نصر (بالحيرة) واحبّ في صباه الفروسية والرماية والسباحة. وتعلم بالجامع الاحمدى بطنطا، ثم بالأزهر. وتصوف وتفلسف وعمل بالتعليم وكتب في الصحف ولاسيما جريدة (الوقائع المصرية) وقد تولى تحريرها. وتولى منصباً للقضاء، ثم جعل مستشارا في محكمة الاستئناف فمفتيا للديار المصرية (سنة 1317 هـ) واستمر إلى أن توفي بالإسكندرية، ودفن بالقاهرة.
له: «تفسير القرآن الكريم» لم يتمه و«رسالة التوحيد» و«الرد على هانوتو» و«رسالة الواردات» صغيرة في الفلسفة والتصوف و«حاشية على شرح الدواني للعقائد العضدية» و«شرح نهج البلاغة» و«شرح مقامات البديع الهمذاني» و«الإسلام» والرد على منتقديه من مقالاته و«الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية» و«الثورة العرابية» لم يتمه، وترجم رسالة الرد على الدهريين(1).
__________________________
1 ـ الأعلام للزركلي 6: 252 ـ 253.


وله في مجال التقريب بالاشتراك مع جمال الدين الأفغاني:
(هل يمكن لنا ونحن على ما نرى من الاختلاف والركون إلى الضيم أن ندعي القيام بفروض ديننا. كيف ومعظم الأحكام الدينية موقوف أجراؤه على قوة الولاية الشرعية. فإن لم يكن الوفاق والميل إلى الغلب فرضين لذاتهما أفلا يكونان مما لا يتم الواجب إلاّ به ؟ فكيف وهما ركنان قامت عليهما الشريعة كما قدمنا. هل لنا عذر نقيمه عند الله يوم العرض والحساب يوم لا ينفع خلة ولا شفاعة بعد هدم هذين الركنين، وأيسر شيء علينا إقامتهما وعديدنا خمسمائة مليون أو يزيد، هل يتيسر لنا إذا خلونا بأنفسنا وجادلتنا ضمائرنا أن نقنعها ونرضيها بما نحن عليه الآن).
(إن الميل للوحدة والتطلع للسيادة وصدق الرغبة في حفظ حوزة الإسلام كل هذه صفات كامنة في نفوس المسلمين قاطبة، ولكن دهاهم بعض ما أشرنا إليه في أعداد ماضية فالهاهم كما يوحي به الدين في قلوبهم وأذلهم أزمانا عن سماع صوت الحق يناديهم من بين جوانحهم، فسهوا وماغوَوا، وزلوا وما ضلوا، ولكنهم دهشوا وتاهوا، فمثلهم مثل جواب للمحاهيل من الأرض في الليالي المظلمة، كل يطلب عونا وهو معه ولكن لا يهتدي إليه. وارى أن العلماء العاملين لو جهلوا فكرتهم لإيصال أصوات بعض المسلمين إلى مسامع بعض، لأمكنهم أن يجمعوا بين بهوائهم في اقرب وقت وليست بعسير عليهم ذلك بعدما اختص الله من بقاع الأرض بيته الحرام بالاحترام وفرض على كل مسلم أن يحجه ما استطاع، وفي تلك البقعة يحشر الله من جميع رجال المسلمين وعشائرهم وأجناسهم فما هي إلاّ كلمة تقال بينهم من ذي مكانة في نفوسهم تهتز إليها أرجاء الأرض، وتضطرب لها سواكن القلوب (1).
__________________________
1 ـ العروة الوثقى 117 ـ 119.