الشيخ عبد الرحمن الخير

الشيخ عبد الرحمن الخير

 

 الشيخ عبد الرحمن الخير
(1322 هـ 1406 هـ)

 


 

بسم الله الرحمن الرحيم

هو الشيخ عبد الرحمان بن الشيخ محمد المعروف بالدرويش بن الشيخ ديب بن الشيخ سعيد بن الشيخ علي الملقب بالخير. ولد يوم الأربعاء (23/؟/1322 هـ) في حي علوش في موضع قرداحة التابع لمحافظة اللاذقية، درس في صغره لدى الكتاتيب ثم على والده مباديء العربية ومقدمات علوم القرآن وفقه أهل البيت ودخل المدرسة الرشادية وبها تعلم الحساب والتاريخ واللغة التركية وتابع دراسته الدينية والأدبية على العلامة الكبير الشيخ سليمان الاحمد وقد عيّن لأول مرة معلما في مدرسة قرية الشيخ يونس بـ (صافيتنا).
وفي عام (1925م) أسس وجماعة من أصدقائه جمعية (اللاطائفية) وكانت جمعية إصلاحية لمكافحة التعصب العشائري والعزلة الاجتماعية ومعالجة حالات الجهل والفقر والحرمان التي خلفتها العهود البائدة من ظلم المتسلطين وتجاوزهم ووحشيتهم بحق أبناء الطائفة، وأنتجت الجمعية من عملها خلال سنين عدة ثمارا طيبة فيما كانت تهدف إليه من طموحات النهوض والرفعة وفي عام (1927م) عمل الخير في مدرسة الجامع الجديد باللاذقية، وبعد سنة عين مديرا لمدرسة (القرداحة) وفي هذا الأثناء أسس (المدرسة التهذيبية) واستقبلها أبناء الجبل بالترحاب، ولما داب المستعمرون والمتآمرون على محاربة الفكر وهدم المعاهد فحاربوا الخير وأغلقوا مدرسته، فقد بقي طيلة حياته ينتقل من بلد لآخر ومن معهد لآخر وقد توسع نشاط الشيخ من خلال إشرافه على بناء المساجد والحسينيات ومحاضراته اليومية وتأسيسه للجمعية الخيرية الإسلاميّة الجعفرية في اللاذقية سنة 1950 م.
ضاقت السلطات به ذرعا فاعتقلته واضطرته لمغادرة (الجبل العتيد) الذي احتضنه طفلا ويافعا وشابا مجاهدا مكافحة لرفعة شأنه وعزة أبنائه فانتقل إلى دمشق بعدما صودرت أوراقه وكتبه. وقد وقف نفسه على بناء جامع وحسينية الإمام علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ في حي الأمين بدمشق وكان صوته إلى كل المسلمين ومن دعاة وحدتهم.
من آثاره وكتبه: العقد النظيم في مدائح وتأبين الشيخ صالح ناصر الحكيم، ونقد تاريخ العلويين لمحمد أمين الطويل، وتحفة المؤمن في فضل يوم الجمعة وبعض الأشهر،وقصة التقريب أبحاث دينية، وقضاء أمير المؤمنين للشيخ حسين الشفائي شرح وتعليق، والعلويون شيعة أهل البيت، ومن نداء الإيمان، محاضرات دينية أذيعت من دمشق، وللحقيقة والتاريخ، والصلاة والصيام وفق المذهب الجعفري، والغلو في الأدب العربي، ويقظة المسلمين العلويين مقالات متسلسلة والتوجيه الديني وكتب عديدة أخرى.
وقوله في التقريب: (إننا نجزم بان مصلحة المسلمين جميع المسلمين دون استثناء تقضي بأن يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه من روايات واجتهادات، وان يشد بعضنا أزر بعض فيما اجتمعنا عليه من كتاب ربنا وسنة نبينا وبهذا وحده نستطيع الوقوف صفا واحدا كأنهم بينان مرصوص في وجه الهجمات الإلحادية الغازية لمجتمعاتنا، وفي وجه الإثارات الطائفية المبعثرة لقواتنا وكلا النوعين من الهجمات يخطط بخبث وغباء لتمكين الهجمات الاستعمارية من السيطرة على بلادنا واستغلال اقتصادنا، وإضعاف دولنا عن النهوض وإلهائها عن كل اتحاد ووحدة صحيحين بالتطاحن الداخلي للمحافظة على المكاسب الآنية والمناصب الخادعة والحدود المصطنعة) (1)(2).
_______________________________
1 ـ مجلة الموسم، محمد سعيد الطريحي 11: 930.
2 ـ الرسول يدعوكم، حسن السعيد: 197، وكتب في دمشق 27 شوال 1396 هـ.