الإسلامي، الذي شهده العراق في تلك الفترة، وأخرى موضوعية بحتة، يذكر بعض الكتّاب عدداً منها وهي: انقطاع العراق عن الغرب بحكم موقفه الجغرافي وانعدام وسائل المواصلات، فهو من جانب كان بعيداً عن التيارات الفكرية الحديثة الغربية التي كانت تهب من الأستانة، ومن جانب آخر كان بعيداً أيضاً عن وسائل الثقافة الغربية والأفكار الحديثة التي سادت في بلدان ساحل البحر المتوسط. «وكذلك يعزى ضعف التغلغل الثقافي الأوربي في اختراق الثقافة الإسلامية في العراق إلى ضعف نشاط الإرساليات التبشيرية ومدارسها القليلة العدد، والى ضآلة عدد المدارس الأجنبية التي تدرس وفق المناهج الأوربية الحديثة، فرغم حصر إنشاء مثل هذه المدارس في ثلاث مدن رئيسية هي بغداد، الموصل، البصرة، فقد بقي نصيب العراق منها أقل من شقيقاته العربية مصر وسورية ولبنان»([88])، ذلك «لم يشهد العراق وجوداً مؤثراً وذا أهمية للاتجاه الثقافي المتغرب باستثناء بعض التعبيرات المحدودة الأثر، التي مجَّدت الثقافة والحضارة الغربيتين، ودعت للأخذ بهما، كجمعية مساعي التقدم، التي أنشأها مسيحيون عراقيون عام 1874م»([89]). «وفي هذا الصدد يذكر فيليب حتى مثلاً أنه باستثناء بعض الضباط والموظفين الذين دربوا بالقسطنطينية، لا نكاد نجد أحداً من العراقيين، احتكَّ بالأفكار العصرية»([90])، وان النخب التي تلقت علومها، سواء من الأستانة أو حتى من الدول