مهمة، الدعوة للجهاد ضد الانجليز على الاختلافات المذهبية والاثنية، وعلى العزلة بين المناطق، وأدت إلى انحسار التناحر بين عدد من العشائر المتعادية، ومن ثم انضمام بعض من أيَّد الانجليز منها، إلى القتال في صفوف الثوار، هذا فضلاً عن دفع العديد من أفراد القبائل وعملاء الانجليز إلى التمرد على زعمائهم الموالين لقوات الاحتلال بدوافع إسلامية»([86]). وعلى ضوء التجارب المريرة التي عصفت بالأمة الإسلامية، والحيلولة دون إمرار سياسته المشؤومة والتي ترتكز على بث الفرقة والتشتت بين أعضاء الجسد الواحد للأمة الإسلامية «كان الخط الإسلامي والقيادة الدينية على وعي كامل بدور الاستعمار في تعميق التناقضات المذهبية والقومية والعنصرية في مجتمعنا الإسلامي. لذلك رفع الخط الإسلامي شعار الوحدة الإسلامية، كأساس للعمل السياسي ومواجهة الاستعمار الغربي. لقد كان الثائر الكبير السيد جمال الدين المعروف بالأفغاني، أول من أدرك أهمية الوحدة الإسلامية في المحافظة على الوحدة السياسية للأمَّة الإسلامية، والتصدي للنفوذ الأجنبي، لذلك سعى إلى الجمع بين المذاهب الإسلامية عبر التركيز على الخطر الاستعماري»([87]). وباء الغرب وأمصال الوعي ومن بين الدول العربية، ظل العراق بعيداً عن تأثير الاتجاهات الفكرية والثقافية الغربية، لأسباب مختصة بالشعب العراقي أولا كالنهوض الثقافي