[ 9 ] المخزون واحدا كما اشار إليه الحق تعالى ايضا في كتابه المجيد بقوله وما امرنا الا واحدة لانه كما يرشدك إليه تسميته بالفيض المقدس بذاته منزه عن التعينات والتقيدات والتنوعات التى باعتبار المهيات فهو كالشعلة الجواله والحركة التوسطية التى باعتبار تجدد نسبتها إلى حدود المسافة راسمة للحركة القطعية وبذاتها امر ثابت بسيط وكالواحد الذى جميع مراتب الاعداد منازله فان تكثر شيئية المفاهيم واختلاف شيئية نفس المهيات انما هو باعتبار انضمام مفهوم إلى مفهوم كما في انضمام الجوهر والقابل الابعاد والنامي والحساس مثلا ولو لم يكن تغاير بحسب الحقيقة فلا اقل من نوع ما من الاعتبار كما في المهيات البسيطة كالهيولى فيقال في حدها انها جوهر وحده إذ لو كان هنا انضمام مفهوم وحده حقيقة لم يكن الهيولى جوهر اوحده ولم يكن جنسها مضمنا في فصلها وفصلها مضمنا في جنسها ولم يكن التغاير بين الجنس والمادة بمجرد اعتبار لا بشرط وبشرط لا والتوالي باسرها باطلة فقيد وحده ماخوذ لبيان انها نفس الجوهر فقط وهذا بخلاف مفهوم الواحد لا بشرط الذى هو بمنزلة الجنس للاعداد أو في الاثنين مثلا لم ينضم إلى مفهوم الواحد مفهوم اخر بل التكرر في لحاظ الذهن اياه وهو وجوده الذهنى وكلامنا في نفس شيئية المهية ولذا يقال الاعداد امور اعتبارية وانها غير متناهية لا يقفية وانها تحصل من تكرر الواحد اما الاول فلانك إذا اعتبرت مفهوم الواحد مرتين يحصل اثنان وان اعتبرت ثلاث مرات يحصل ثلثه وهكذا واما الثاني فلان اعتبار المعتبر ينقطع اخر الامر لان القوى الجسمانية متناهية التأثير والتاثر واما الثالث فلانك علمت انه لم ينضم مفهوم اخر إلى مفهوم الواحد في جميع مراتب العدد فظهر ان التكرر في لحاظات الذهن وتصوراته لذلك المفهوم الواحد مع ان لكل نوع منها اثرا خاصا وتحقق اختلاف نوعي بينها فشيئية مفهوم الواحد في شيئيات مفاهيم الاعداد كحقيقة هذا الوجود في الوجودات ولهذا المعنى قال سيد الساجدين وزين الموحدين (ع) يا الهى لك وحدانية العدد وايضا هو كالوفق في الاعداد إذ في كل لوح من ثلثة في ثلثه إلى مأة في مأة وما فوقها الوفق هو السائر في جميع الاضلاع الطولية والعرضية والاقطار بالصور المتفننة والهيأت المتشتتة وكالنفس الانساني السارى في الحروف ولهذا سموه بالنفس الرحماني كما مر يا كريم الكرم افادة ما ينبغى لا لعوض ولا لغرض إذ لو كان ________________________________________