[ 8 ] وخلق الاشياء بالمشية حيث ان الاعيان الثابتة والمهيات الامكانية خلقت بهذا الوجود فانها كما احتاجت إلى الحيثية التعليلية في حمل الوجود عليها كذلك احتاجت إلى الحيثية التقييدية والواسطة في العروض بخلاف الوجود إذ لا يحتاج إلى الحيثية التقييدية والواسطة في العروض وقوله (ع) وعليها اجتمعت الامور كلها اشارة إلى ان كلا منها كلمة تامة جامعة لكل كمال وخير بنحو البساطة كما قال ارسطا طاليس الحكيم العالم الاعلى هو الحى التام الذى فيه جميع الاشياء لانه ابدع من المبدع الاول التام ففيه كل نفس وكل عقل وليس هناك فقد ولا حاجة البتة لان الاشياء التى هناك كلها مملوة غنى وحيوة وكانها حيوة تغلى وتفور وجرى حيوة تلك الاشياء انما تنبع من عين واحدة وقال ايضا ان كل صورة طبيعية في هذا العالم فهى في ذلك العالم الا انها هناك نبوع افضل واعلى وذلك انها ههنا متعلقه بالهيولى وهى هناك بلا هيولى وكل صورة طبيعية ههنا فهى صنم لصور التى هناك الشبيهة بها انتهى كلام الفيلسوف وقوله (ع) ولم يجعل للحروف في ابداعه لها معنى غير انفسها اشارة إلى بساطتها حيث ذكرنا انها انوار صرفه بلا مهية كما قال شيخ الاشراق وقوله (ع) يتناهى باعتبار ان فوق مرتبتها مرتبة نور الانوار فانه تعالى فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى عدة ومدة وشدة الا انه بكلشيئ محيط وقوله (ع) لا وجود لها باعتبار فنائها عن ذواتها واستهلاكها في بحر نور الاحدية وهيمانها في مشاهدة جماله وجلاله كما ورد ان الله ارضا بيضاء مشحونة خلقا يعبدون الله ويسبحونه ويهللونه ولا يعلمون ان الله خلق ادم ولا ابليس ثم نقول وهذا الوجود هو الاسم المكنون المخزون المشار إليه في حديث مروى عن ابي عبد الله (ع) ان الله تعالى خلق اسما بالحرف غير مصوت وباللفظ غير منطق وبالشخص غير مجتد وبالتشبية غير موصوف وباللون غير مصبوغ منفى عنه الاقطار مبعد عنه الحدود محجوب عنه حس كل متوهم مستتر غير مستور فجعله كلمة تامة على اربعة اجزاء معا ليس واحد منها قبل الاخر فاظهر منها ثلثة اسماء لفاقة الخلق إليها وحجب واحد منها وهو الاسم المكنون المخزون اقول الثلاثة التى اظهرها التى اظهرها لفاقة الخلق الوجود الذى افاضه على الجبروت والملكوت والناسوت فان كليات العوالم ثلثة وكون هذا الاسم المكنون ________________________________________