[ 10 ] لعوض لكان مستعيضا معاملا لا كريما ولو كان لغرض لكان مستكملا وليس العوض منحصرا في العين بل يشمل مثل الثناء والمدح والتخليص من المذمة والتخلى عن الرذيلة والتوصل إلى ان يكون على الاحسن قال صاحب الشفا فيه لفظة الجود وما يقوم مقامها موضوعها الاول في اللغات افادة المفيد لغيره فائدة لا يستعيض منها بدلا وانه إذا استعاض منها بدلا قيل له مبايع أو معاوض وبالجملة معامل ولان الشكر والثناء والصيت وساير الاحوال المستحبة لا يعد عند الجمهور من الاعواض بل اما جواهر واما اعراض يقررونها في موضوعات يظن ان المفيد غيره فايدة ربح منها شكرا هو ايضا جواد وليس مبايعا ولا معاوضا وهو في الحقيقة معاوض لانه افاد واستفاد سواء استفاد عوضا ما من جنسه أو من غير جنسه أو شكرا أو ثناء يفرح به أو استفاد ان صار فاضلا محمودا بان فعل ما هو اولى واحرى الذى لو لم يفعله لم يكن جميل الحال لكن الجمهور لا يعدون هذه المعاني في الاعواض فلا يمنعون عن تسمية من يحسن إلى غيره بشيئ من هذه الخيرات المظنونة أو الحقيقة التى يحصل له بذلك جوادا ولو فطنوا لهذا المعنى لم يسموه جوادا إلى اخر ما قال اقول قد ذكرت في حواشى المبدء والمعاد في رد من قال من اهل الكلام ان الغاية في الايجاد ايصال النفع إلى الغير ان ذلك الايصال اما ان يكون له ما يحاذي به امر في الخارج أو لا فعلى الثاني لا يكون غاية للايجاد وعلى الاول فهو اما واجب فيتعدد الواجب واما ممكن فننقل الكلام إلى غايته فيتسلسل وايضا هل ذلك الايصال اولى للقادر من عدمه ام لا فان كان الثاني فكيف يريد احدهما ويترك الاخر مع تساوى نسبتهما إليه إذ يستحيل الترجيح من غير مرجح وان كان الاول فالفاعل استفاد بفعله اولوية واستكمل عن ذلك فان قلت كلشيئ غير الغاية له غاية بخلاف الغاية فانها غاية بنفسها قلت والغاية ما يكون منشأ لفاعلية الفاعل فقولك غاية بنفسها بمنزلة قولك منشأ للفاعلية بنفسها فيلزم ان يكون غيره تعالى موجد مستقل فيوجد غيره موجود مستقل إذ الايجاد فرع الوجود فلو كان في وجوده محتاجا إليه تعالى لكان في منشأيته للفاعلية محتاجا إليه تعالى فكان هو تعالى غاية إذ لا معنى للغاية الا منشأ فاعلية الفاعل هف وايضا إذا كان وصف النافعية له عرضيا كان معللا فان كان معللا بالذات كان لازما له قديما والموصل إليه حادث ولو كان بالغير لدار أو تسلسل لان حصول الغير مسبوق بالنافعية فالغاية لايجاد الموجودات هي الذات وقولنا اوجد الموجودات ________________________________________