مالك انه مشكل وأطال في توجيهه ( ج دنى ) ككبرى وكبر وصغرى وصغر وأصله دنو حذفت الواو لاجتماع الساكنين كما في الصحاح قال شيخنا وقيل هو جمع نادر غريب عابه صاحب اليتمية على المتنبي في قوله أعز مكان في الدنى سرج سابح * وخير جليس في الزمان كتاب ونقله الشهاب في العناية وأقره فتأمل * قلت انما أراد المتنبي في الدنيا فحذف الياء لضرورة الشعر فتأمل ( و ) قالوا ( هو ابن عمى ) ( أو ابن خالي أو ) ابن ( عمتى أو ) ابن ( خالتي ) هذه الثلاثة عن اللحيانى ( أو ابن أخى أو ) ابن ( أختى ) هاتان عن أبى صفوان قال ابن سيده ولم يعرفها الكسائي ولا الاصمعي الا في العم والخال ( دنية ودنيا ) بكسرهما منونتين ( ودنيا ) بالضم غير منونة ( ودنيا ) بالكسر غير منونة أيضا وقال الكسائي هو عمه دنيا مقصور ودنية ودنيا منون وغير منون وفى الصحاح هو ابن عم دنى ودنيا ودنيا ودنيا إذا ضممت الدال لم تجر وإذا كسرت ان شئت أجريت وان شئت لم تجر فاما إذا أضفت العم الى معرفة لم يجز الخفض في دنى كقوله هو ابن عمه دنيا ودنية أي ( لحا ) لان دنيا نكرة فلا يكون نعتا لمعرفة انتهى قال ابن سيده وانما انقلبت الواو في دنيا ودنية ياء لمجاورة الكسرة وضعف الحاحز ونظيره قنية وعلية وكان أصل الكل دنيا والمعنى رحما أدنى الى من غيرها وانما قلبوا ليدل ذلك على انه ياء تأنيث الادنى ودنيا داخلة عليها ( ودانيت القيد ) للبعير ( ضيقته ) عليه ( وناقة مدنية ومدن ) كمحسنة ومحسن ( دنا نتاجها ) وكذا المرأة وقد أدنت ( والدنى ) من الرجال ( كغنى الساق الضعيف ) الذى إذا آواه الليل لم يبرح ضعفا والجمع أدنياء ( وما كان .
دنيا ولقد دنى ) يدنى كرضى يرضى ( دنا ) بالفتح مقصورا ( ودناية ) كسحابة الياء فيه منقلبة عن الواو لقرب الكسرة كله عن اللحيانى وفى التهذيب دنا ودنؤ مهموز وغير مهموز وقال ابن السكيت ودنوت من فلان أدنو دنوا وما كنت دنيا ولقد دنوت تدنو غير مهموزة دناءة مصدره مهموز وما تزداد منا الا قربا ودناوة قال الازهرى فرق بين مصدر دنا ودنؤ كما ترى فجعل مصدر دنا دناوة ومصدر دنؤ دناء قال ويقال لقد دنات تدنا مهموزا أي سفلت في فعلك ومجنت ( والدنا ) بالفتح مقصورا ( ع ) بالبادية قاله الجوهرى وقال نصر من ديار تميم بين البصرة واليمامة وأنشد الجوهرى فامواه الدنا فعويرضات * دوارس بعد أحياء حلال وفى المحكم أنه أرض لكلب وأنشد لسلامة بن جندل من أخدريات الدنا التفعت له * بهمى الرقاع ولج في أحناق ( والادنيان واديان ) كما في الصحاح ( ولقيته أدنى دنى كغنى وأدنى دنا ) بالفتح مقصور أي ( أول شئ ) قال الجوهرى والدنى القريب وأما الذى بمعنى الدون فمهموز ( وأدنى ) الرجل ( ادنا عاش عيشا ضيقا ) بعد سعة عن ابن الاعرابي ( ودنى في الامور تدنية تتبع صغيرها وكبيرها ) هكذا في النسخ والصواب وخسيسها كما هو نص الجوهرى وفى المحكم عن اللحيانى دنى طلب أمر اخسيسا وفى التهذيب يقال للرجل إذا طلب أمرا خسيسا قد دنى بدنى تدنية ( وتدنى ) فلان أي ( دنا قليلا ) نقله الجوهرى ( وتدانوا ) أي ( دنا بعضهم من بعض ) نقله الجوهرى أيضا ( ودانية د بالمغرب ) في شرقي الاندلس ليس بساحل البحر ( منه جماعة علماء منهم أبو عمر و ) عثمان بن سعيد بن عثمان الاموى مولاهم ( المقرئ ) القرطبى سكن دانية ولد سنة 372 وسمع الحديث بالاندلس ورحل الى المشرق قبل الاربعمائة وعاد الى الاندلس فتصدر بالقراآت وانتفع الناس بكتبه انتفاعا جيدا وتوفى بدانية سنة 444 * ومما يستدرك عليه دنى تدنية إذا قرب عن ابن الاعرابي ودنت الشمس للغروب وأدنت والعذاب الادنى كل ما يعذب به في الدنيا عن الزجاج ودانيت الامر قاربته ودانيت بين الامرين قاربت وجمعت ودانى القيد قينى البعير ضيق عليه قال ذو الرمة دانى له القيد في ديمومة قذف * قينيه وانحسرت عنه الاناعيم وقول الراجز * ومالى أراه والفاقد دنى له * انما أراد قد دنى له وهو من الواو من دنوت ولكنها قلبت ياء لانكسار ما قبلها ثم أسكنت النون قال ابن سيده ولا أعلم دنى بالتخفيف الا في هذا البيت وكان الاصمعي لا يعتمد هذا الرجز ويقول هو من رجز المولدين وتدانت ابل الرجل قلت وضعفت قال ذو الرمة تباعد منى أن رأيت حمولتي * تدانت وان أخنى عليك قطيع والمدنى كمحدث الضعيف الخسيس الذى لا غناء عنده المقصر في كل ما أخذ فيه نقله الازهرى وأنشد فلا وأبيك ما خلقي بوعر * ولا أنا بالدنى ولا المدنى والدنية كغنية الخصلة المذمومة والاصل فيه الهمز ولكنه يخفف والجمرة الدنيا هي القريبة من منى والسماء الدنيا هي القربى الينا ويقال سماء الدنيا بالاضافة وادنى ادناء افتعل من الدنو أي قرب ويعبر بالادنى تارة عن الاصغر فيقابل بالاكبر وتارة عن الارذل فيقابل بالخير وتارة عن الاول فيقابل بالآخر وتارة عن الاقرب فيقابل بالاقصى وأدنيت الستر أرخيته وأبو بكر بن أبى الدنيا محدث مشهور والنسبة الى الدنيا دنياوى وكذا الى كل ما مؤنثه نحو حبلى ودهناء قال الجوهرى ويقال دنيوى ودنيى والدنياتين بالضم مثنى الدنيا ملاوى العود لغة مولدة معربة نقله الشيخ عبد القادر البغدادي في بعض رسائله اللغوية واستدل