ان النابغة كان كبيرا عند النعمان خاصا به وكان من ندمائه وأهل أنسه فرأى زوجته المتجردة يوما وغشيها تشبيها بالفجاءة فسقط نصيفها واستترت بيدها وذراعها فكادت ذراعها تستر وجهها لعبالتها وغلظها فقال قصيدته التي أولها .
( أمِنَ آلِ مَيّةَ رائحٌ أو مُغْتَدِي ... عجلانَ ذا زادٍ وغيرَ مُزَوَّدِ ) .
( زعَمَ البوارحُ أنّ رِحْلَتنَا غداً ... وبذاك تَنْعَابُ الغُرَابِ الأسودِ ) .
( لا مرحباً بغَدٍ ولا أهلاً به ... إن كان تفريقُ الأحِبّةِ في غَدِ ) .
( أزفَ التَّرَحُّلُ غيرَ أَنّ رِكَابَنا ... لمّا تَزُلْ بِرِحالنا وَكَأنْ قَدِ ) .
( في إِثْرِ غانيةٍ رمتْك بسَهْمِها ... فأصاب قلبَك غير أنْ لم تُقْصِدِ ) .
( بالدُّرّ والياقوتِ زُيِّن نحرُها ... ومُفَصَّلٍ من لُؤْلُؤ وزَبَرْجَدِ ) .
عروضه من الكامل .
وغناه أبو كامل من رواية حبش ثقيلا أول بالبنصر .
وغناه الغريض من روايته ثاني ثقيل بالوسطى .
وغناه ابن سريج من رواية إسحاق ثقيلا أول بالسبابة في مجرى الوسطى