( ذكرتُ الوليدَ وأيّامَهُ ... إذِ الأرضُ من شَخْصه بَلْقَعُ ) .
( فأقبلتُ أطلبه في السَّماء ... كما يبتغي أنْفَه الأجْدَعُ ) .
( أضاعك قومُك فليطلبوا ... إفادةَ مِثْلِ الذي ضَيَّعُوا ) .
( لوان السُّيوفَ التي حَدُّها ... يصِيبُك تَعلَمُ ما تصنَع ) .
( نَبَتْ عنكَ أو جعلتْ هيبةً ... وخوفاً لصَوْلِك لا تَقْطَع ) .
بعض اخلاق عبد الله بن طاهر .
فأما خبر عبد الله بن طاهر في صنعته هذا الصوت فإن عبد الله كان بمحل من علو المنزلة وعظم القدر ولطف مكان من الخلفاء يستغني به عن التقريظ له والدلالة عليه وأمره في ذلك مشهور عند الخاصة والعامة وله في الأدب مع ذلك المحل الذي لا يدفع وفي السماحة والشجاعة ما لا يقاربه فيه كبير أحد .
أخبرني علي بن سليمان الأخفش عن محمد بن يزيد المبرد أن المأمون اعطى عبد الله بن طاهر مال مصر لسنة خراجها وضياعها فوهبه كله وفرقه في الناس ورجع صفرا من ذلك فغاظ المأمون فعله فدخل إليه يوم مقدمه فأنشده أبياتا قالها في هذا المعنى وهي .
( َنْفسي فداؤك والأعناقُ خاضعةٌ ... للنَّائباتِ أبِيًّا غيرَ مُهْتَضَم ) .
( إليكَ أقبلتُ من أرضٍ أقمتُ بها ... حَوْلَيْنِ بعَدك في شَوْقٍ وفي أَلَم ) .
( أقفُو مَسَاعِيك اللاَّتِي خُصِصتَ بها ... حَذْوَ الشِّراكِ على مثْلٍ من الأَدَمِ ) .
( فكان فَضْلِيَ فيها أنّني تَبَعٌ ... لمَا سَنَنْتَ من الإِنعامِ والنِّعَمِ ) .
( ولو وُكِلْتُ إلى نَفْسِي غَنِيتُ بها ... لكن بدأتَ فلم أعْجِزْ ولم أُلَم )