يقول ما كان ينبغي للنابغة إلا أن يكون زهير أجيرا له .
أخبرني أحمد قال حدثنا عمر قال عمرو بن المنتشر المرادي .
وفدنا على عبد الملك بن مروان فدخلنا عليه فقام رجل فاعتذر من أمر وحلف عليه فقال له عبد الملك ما كنت حريا أن تفعل ولا تعتذر .
ثم أقبل على أهل الشأم فقال أيكم يروي من اعتذار النابغة الى النعمان .
( حلفتُ فلم أترك لنفسك رِيبةً ... وليس وراء الله للمرء مذهُب ) .
فلم يجد فيهم من يرويه فأقبل علي فقال أترويه قلت نعم فأنشدته القصيدة كلها فقال هذا أشعر العرب .
أخبرنا حبيب بن نصر وأحمد بن عبد العزيز قالا حدثنا عمر بن شبة قال قال معاوية بن بكر الباهلي قلت لحماد الراوية بم تقدم النابغة قال باكتفائك بالبيت الواحد من شعره لا بل بنصف بيت لا بل بربع بيت مثل قوله .
( حلفتُ فلم أترك لنفسك رِيبةً ... وليس وراء الله للمرء مذهُب ) .
كل نصف يغنيك عن صاحبه وقوله .
( أيّ الرجال المهذَّبُ ... ) ربع بيت يغنيك عن غيره .
وهذه القصيدة العينية يقولها في النعمان بن المنذر يعتذر اليه بها وبعدة قصائد قالها فيه تذكر في مواضعها .
ولقد اختلفت الرواة في السبب الذي دعاه الى ذلك .
خبره مع النعمان وزوجته المتجردة .
فأخبرني حييب بن نصر المهلبي وأحمد بن عبد العزيز الجوهري قالا حدثنا عمر بن شبة عن أبي عبيدة وغيره من علمائهم