والله أشعر من كل ذات مثانة قالت الله ومن كل ذي خصيتين فقال حسان أنا والله أشعر منك ومنها قال حيث تقول ماذا قال حيث أقول .
( لنا الجَفَناتُ الغُرّ يَلْمَعْنَ بالضُّحَى ... وأسيافُنا يَقْطُرْنَ من نَجْدةٍ دَمَا ) .
( ولَدْنا بني العَنْقاءِ وابنَيْ مُحَرِّقٍ ... فأَكْرِمْ بنا خالاً وأَكْرِمْ بنا ابنَمَا ) .
فقال إنك لشاعر لولا أنك قللت عدد جفانك وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك وفي رواية أخرى فقال له إنك قلت الجفنات فقللت العدد ولو قلت الجفان لكان أكثر وقلت يلمعن في الضحى ولو قلت يبرقن بالدجى لكان أبلغ في المديح لأن الضيف بالليل أكثر طروقا وقلت يقطرن من نجدة دما فدللت على قلة القتل ولو قلت يجرين لكان أكثر لانصباب الدم وفخرت بمن ولت ولم تفخر بمن ولدك فقام حسان منكسرا منقطعا .
مما يغنى فيه من قصيدة الفرزدق الفائية قوله .
صوت .
( تَرَى الناسَ ما سِرْنا يَسِيُرون خَلْفَنا ... وإن نحن أَوْمَأْنا إلى الناس وَقَّفُوا ) .
فيه رمل بالوسطى يقال إنه لابن سريج وذكر الهشامي أنه من منحول يحي المكي .
أخبرنا الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني أبو مسلمة موهوب بن رشيد الكلابي قال وقف الفرزدق على جميل والناس مجتمعون عليه وهو ينشد .
( تَرَى الناسَ ما سِرْنا يَسيُرون خَلْفَنا ... وإن نحن أَوْمَأنا إلى الناس وَقَّفُوا ) .
فأشرع إليه رأسه من وراء الناس وقال أنا أحق بهذا البيت منك قال أنشدك الله يا أبا فراس فمضى الفرزدق وانتحله