( وما كان بَيْني لو لَقيتُك سالماً ... وبين الغِنَى إلاَّ ليالٍ قلائلُ ) .
قالت جميلة حسن ما قلت يا ابا جعفر ثم اقبلت على نافع وبديح فقالت أحبُّ أن تغنياني صوتا واحدا فغنيا جميعا بصوت واحد ولحن واحد .
( أَلاَ يا مَنْ يَلُوم على التصابي ... أَفِقْ شيئاً لتسمعَ من جوابِي ) .
( بَكَرْتَ تَلُومُنِي في الحبِّ جَهْلاً ... وما في حبِّ مثلي من مَعَابِ ) .
( أليس من السعادةِ غيرَ شَكٍّ ... هَوَى متواصلين على اقترابِ ) .
( كريمٌ نال وُدّاً في عَفَافٍ ... وسترٍ من مُنعَّمةٍ كَعَابِ ) .
فقالت جميلة هواكما والله واحد وغناؤكما واحد وأنتما نحتما من بقية الكرم وواحد الشرف عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ثم أقبلت على الهذليين الثلاثة فقالت غنوا صوتا واحدا فاندفعوا فغنوا بشعر عنترة العبسي .
( حُيِّيتَ من طَلَلٍ تَقَادم عهدُه ... أَقْوَى وأَقْفَر بعد أمِّ الهَيْثَم ) .
( كيف المَزَارُ وقد تربَّع أهلُها ... بعُنَيْزتَيْن وأهلُنا بالغَيْلَمِ ) .
( إن كنتِ أَزْمعتِ الفِراقَ فإنما ... زُمَّتْ رِكَابُكُم بلَيْلٍ مُظْلِم ) .
( شَرِبتْ بماء الدُّحْرُضَيْنِ فَأَصْبحتْ ... زَوْراء تَنْفِر عن حِياضِ الدَّيْلَمِ )