فقالت جميلة يا أبا الخطاب كيف بدا لك في ثلاثة وأنت لا ترى ذلك قال أحببت أن أواسي معبدا قال معبد والله ما عدوت ما أردت ثم قالت للغريض هات يا مولى العبلات فاندفع يغني .
( فوانَدَمِي على الشَّبابِ ووانَدَمْ ... نَدِمتُ وبانَ اليومَ منِّي بغيرِ ذَمّ ) .
( وإذ إخوتي حَوْلِي وإذ انا شائخٌ ... وإذ لا أُجِيبُ العاذلاتِ من الصَّمَمْ ) .
( أرادتْ عراراً بالهَوانِ ومن يُرِدْ ... عراراً لعَمْرِي بالهَوانِ فقد ظَلَمْ ) .
قالت جميلة أحسن عمرو بن شأس ولم تحسن إذ أفسدت غناءك بالتعريض والله ما وضعناك إلا موضعك ولا نقصنا من حظك فبماذا أهناك ثم أقبلت على الجماعة فقالت يا هؤلاء اصدقوه وعرفوه نفسه ليقنع بمكانه فأقبل القوم عليه وقالوا له قد أخطأت إن كنت عرضت فقال قد كان ذلك ولست بعائد وقام إلى جميلة فقبل طرف ثوبها واعتذر فقبلت عذره وقالت له لا تعد ثم أقبلت على ابن عائشة فقالت يا ابا جعفر هات فتغنى بشعر النابغة .
( سقَى الغيثُ قبراً بين بُصْرَى وجاسِمٍ ... عليه من الوَسْمِيّ جَوْدٌ ووابِلُ ) .
( وأَنْبتَ حَوْذاناً وعَوْفاً مُنوِّراً ... سأتْبِعُه من خيرِ ما قال قائلُ ) .
( بكَى حارثُ الجَوْلانِ من هُلْك ربِّه ... فحَوْرانُ منه خاشعٌ مُتضائلُ )