أخبرني الحرمي قال حدثنا الزبير قال .
كانت امرأة يقال لها أم ليث امرأة صدق فكانت قد فتحت بينها وببن جارة لها من الأنصار خوخة وكانت الأنصارية من أجمل أنصارية خلقت .
فكلم الأحوص أم ليث أن تدخله في بيتها يكلم الأنصارية من الخوخة التي فتحت بينها وبينها فأبت فقال أما لأكافئنك ثم قال .
( هيهاتَ منكَ بنو عَمْرِ ومَسْكَنُهمْ ... إذا تَشَتَّيْتَ قِنَّسرِينَ أو حَلَبا ) .
( قامتْ تراءى وقد جَدّ الرحيلُ بنا ... بين السَّقِيفةِ والبابِ الذي نُقبَا ) .
( إني لمَانٍحُها ودِّي ومُتَّخِذٌ ... بأُمّ لَيْثٍ إلى معروفِها سَبَبَا ) .
فلما بلغت الأبيات زوج المرأة سد الخوخة فاعتذرت إليه أم ليث فأبى أن يقبل ويصدقها .
فكانت أم ليث تدعو على الأحوص .
أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثني عمر بن شبة قال حدثني أبي قال .
ركب الأحوص إلى الوليد بن عبد الملك قبل ضرب ابن حزم إياه فلقيه رجل من بني مخزوم يقال له محمد بن عتبة فوعده أن يعينه .
فلما دخل على الوليد قال ويحك ما هذا الذي رميت به يا أحوص قال والله يا أمير المؤمنين لو كان الذي رماني به ابن حزم من أمر الدين لاجتنبته فكيف وهو من أكبر معاصي الله فقال ابن عتبة يا أمير المؤمنين إن من فضل ابن حزم وعدله كذا وكذا .
وأثنى عليه .
فقال الأحوص هذا والله كما قال الشاعر .
( وكنتَ كذئب السَّوْءِ لما رأى دَماً ... بصاحبه يوماً أحالَ على الدّمِ )