وإن نظرتَ في التي ... وشَّى بها وحَبَّرا .
رأيتَ حُسناً لم تَجِد ... كمثل ذاك مُبصَرا .
ومَفْخَراً ومَفْخَراً ... حتى تَكِلَّ أنْ ترى .
أبو جعفرٍ الفيروز آباديُّ من فارس .
أنشدني الشيخ أبو محمد الحمداني قال : أنشدني القاضي ابنُ السمّاك له : .
نسيمَ الصَّبا إنْ جئتَ أرضَ أحبَّتي ... فخُصَّهُمُ منّي بكل سلامِ .
وبلَّغْهُمُ أنّي رهينُ صبابةٍ ... وأنَّ غَرامي فوقَ كلِّ غرام .
وإنّي ليكفيني طروقُ خيالهم ... لو أنَّ جُفوني مُتِّعتْ بمَنام .
ولستُ أُبالي بالجِنان وباللظى ... إذا كان في تلك الديار مُقامي .
وقد صمتُ عن لذّات نفسي كلّها ... ويومُ لقائي يومُ فِطرِ صيامي .
أبو الفرج محمد بن علي بن محمد .
الخَضِر الغُنْدِجاني .
وردَ نيسابور سنة ثلاث وستين وأربعمائة فاستوطن مدرسة السرّاجين مريضاً ودخلها طويلاً وسكنَها عريضاً . ولم أره ولكنْ سمعت خبره وهجا بعض أصدقائه فلم يَذلَّ لهجوه عزه الأقعس ولا جرب بذمّه عِرضه الأملس . ولم يبلُغْني من شعره غير ذاك الهذَيان فصنتُ عَذْبَتي القلم واللسان . وإذا وجدتُ غيرَهُ قدَدْتُ سَيره إن شاء الله عزّ وجلّ .
أبو جعفر ظفر بن إسماعيل الفارسي .
مدح شرف السادة أبا الحسن البلخي بقصيدة قال فيها : .
من رامَ نَيلَ الأماني شامَ غُرّته ... إذا بَدا عَلماً في مَوكب البَهَمِ .
وما قصدتُ بشعرٍ صَوغَ مِدحتِهِ ... لكنّني مادحٌ في مدحِه كَلِمي .
أبو مسلم عبد العزيز بن محمد الفارسي .
يقول من قصيدة نظامية أولها : .
قِيانَ الأيكِ في شَرَقِ الظَّلام ... أعَدْتِ العين رَمداءَ الغَمام .
ويا ريحَ الصَّبا عَرَّفتِ رَيْعي ... بأردانٍ تُصافحُها خِيامي .
فإنْ تكُ فُرصةٌ وحَللتِ نجداً ... فخُصِّي بالتحيّة والسلام .
غزالاً كان يسمح لي بطيفٍ ... يُلمُّ مُسلِّماً في كل عامِ .
وقد عَقلَ السُّرى أرساغَ حرفٍ ... يفوت الريحَ في سَعة الزِّحام .
تراه يذوبُ من مَرَحٍ وطَيشٍ ... ويحمَدُ أن أُشيرَ إلى الخِطام .
طَويتُ به أديمَ الأرض شَوقاً ... إلى مَلِكٍ أبرَّ على الأنام .
يَعدُّ النَّجمَ من أُفُقِ المَعالي ... على الأفلاك سارحةَ السَّوام .
أدارَ الرأيَ في خَلَدِ العوالي ... فدارَ المُلكُ في فَلَك النِّظام .
أبو المُنازِلِ بن محمد بن أحمد .
بن معمرٍ الفارسي .
له من قصيدة نظامية يقول فيها : .
باليُمنِ والإقبال والبَركات ... والطالعِ المسعود في الحركات .
وافى فأشرقَ من نواحي فارسٍ ... ما كان منها راكدَ الظُّلُمات .
وغَدتْ تَجرُّ على المَجَرَّةِ ذيلَها ... مذ ظَلَّ يقصدها الوزيرُ فيأتي .
بحرٌ يلوذُ المُعتفونَ بسَيبه ... أبداً وحينٌ للعَدُوِّ العاتي .
جعفر بن دوسْتويه الفارسيّ .
أنشدني الشيخ الحسن السمرقندي المحدِّثُ له : .
ليَ خمسٌ وثمانونَ سنَهْ ... فإذا قدَّرتُها كانتْ سنَهْ .
إنَّ عُمرَ المرءِ ما قد سَرَّهُ ... ليس عمرُ المرءِ الأزْمنهْ .
علي بن محمد الدَّقُوري .
من مُدّاح الصاحب نظام الملك دام الله أيامه وحرس على المُلك نظامه . يقول فيه من قصيدة : .
رِواقُه مُشمخِرٌّ في ذُرا شَرَفٍ ... مُستمسِكٌ بعُرى عزٍّ وتمكينِ .
آراؤه كسيوف الهِندِ ما شُهرتْ ... إلاّ لضربٍ ببُشرى الفَتح مَقرونِ .
يُبدي البشاشة من قبل النَّوال كما ... يُقدِّمُ الغُصنُ نَوراً في البساتين .
كأنّما خُلِقتْ يُمناهُ من كَرَمٍ ... في عنصرٍ بمزاج المَجدِ مَعْجون .
نحنُ الحَمامُ وجَدْواهُ التي انفجرت ... أطواقُهُنَّ بمَنٍّ غير ممنون