والمجدُ معناهُ منقوشاً جوانبُهُ ... يومَ السلام بأفواه السلاطين .
مَهديُّ بن الفضل بن الأشرف العَلَوي .
قرأتُ له من قصيدة نظامية صاحبية : .
لقاءٌ كسَنا البدْرِ ... وعَزمٌ طبي الهِندِ .
حَليفُ العِزِّ والمجدِ ... ومَولى النائل المُجدي .
أتاه العلمُ والحِلمُ ... صَبيّاً وهْوَ في المَهْد .
أبو هلالٍ العسكري .
أنشدني القاضي أبو جعفر البحاثي قال : أنشدني العبدُلْكاني قال : أنشدني ملك النحو أبو إسحاق إبراهيم بن عليٍّ قال : أنشدني أبو هلال لنفسه : .
ما بالُ نفسِكَ لا تهوى سلامتها ... وأنتَ في عَرَض النيا تُرغِّبُها .
دارٌ إذا جاءتِ الآمالُ تعمُرُها ... جاءتْ مقدِّمةُ الآجال تخربُها .
أراك تطلبُ دنيا لستَ تُدركُها ... فكيفَ تُدركُ أخرى لستَ تطلبها .
وأنشدني الشيخ أبو عامر قال : أنشدني أبو محمد الموحِّد بن محمد التُّستَريّ قال : أنشدني والدي C له : .
لي ذَكَرٌ لا يزال يَفضحُني ... كأنني منه قوفُ اِزْزَبَّهْ .
عادَ قميصي به قَلنْسُوةٌ ... وأصبحتْ جبَّتي به قُبّه .
فإنْ تكنْ كربَةُ تُكابدُها ... فلا تخفْ فهْوَ كاشفُ الكُربه .
وله أيضاً : .
إذا كانَ مالي مالَ من يلقُط العَجَمْ ... وحالي فيكُمْ حالُ من حاكَ أو حَجَمْ .
فأينَ انتفاعي بالأصالة والحِجى ... وما ربحتْ كفّي على العلم والحِكم .
ومن ذا الذي في الناس يُبصرُ حالتي ... فلا يَلعنُ القِرطاسَ والحِبر والقلمْ .
وله أيضاً : .
بركوب المُقَبَّحات جِهاراً ... يَفسُدُ الجاهُ والمرّوةُ تَخْربْ .
فاجعلِ الجِدَّ بالنهار شِعاراً ... والْهُ بالليل ما بدا لك والعَبْ .
كم تسرْبلتُ من رداءِ ظَلامٍ ... ضحكَ اللهوُ فيهِ إذ هُوَ قطَّبْ .
ورأيتُ الهمومَ بالليل أدهى ... وكذاك السرور بالليل أعذبْ .
وله يهجو : .
عليكَ سلامُ الأصبحيّة كلما ... يحنُّ أخو شَوقٍ لبُعد دِيار .
فلو كنتَ ريحاً كنتَ فَسوةَ مُتخمٍ ... ولو كنتَ عُضواً كنتَ أيرَ حمارِ .
وله من قطعة : .
عَلَينا محاذاةُ المرامي سهامَنا ... وليسَ علينا أنْ نُصيبَ ولا نُخطي .
وله أيضاً : .
جلوسيَ في سوقٍ أبيعُ وأشتري ... دليلٌ على أنّ الأنامَ قُرودُ .
ولا خيرَ في قومٍ يَذِلُّ كِرامُهم ... ويعظُمُ فيهم نَذْلُهم ويَسودُ .
ويَهجوهُمُ عنّي رثاثهُ كِسوتي ... هِجاءً قبيحاً ما عليه مَزيدُ .
قلت : بلغني أنّ هذا الفاضل كان يحضُر السوق ويحمل إليها الوُسوق وبحلُب دَرَّ الرزق ويَمْتري بأن يبيع الأمتعة ويشتري . فانظر كيف يحدو الكلام ويسوق وتأمّل هل غضّ من فضله السوق وكان له في سُوقَةِ الفضلاء أُسوةٌ أو كأنه استعار منهم لأشعاره كُسوة وهم نصرُ بن أحمد الخُبْزرْزِي وأبو الفرج الوأواءُ الدمشقي والفامي والسَّرِي الرفّاء المَوْصلي .
أما نصرٌ فكان يدحو الرُّقاقة الأرزيّة ويشكو في أشعاره تلك الرزيّة . وأما أبو الفرج فقد كان يسعى بالفواكه رائحاً وغادياً ويتغنّى عليها منادياً . وأما السري فكان يُطرّي الخلق ويَرْفو الخِرَق ويصف تلك العِبرة ويزعم أنه يسترزق الإبرة . وكيف ما كان فهذه حِرفةٌ لا تخلو من حُرفة وصنعةٌ لا تنجو من ضرعة وبِضاعةٌ لا تسلم من إضاعة ومتاعٌ ليس به لأهله استمتاع . ولأبي هلال هذا قوله : .
لا يَغرُّنَّكُم علوُّ لئيم ... فعلوٌّ لا يُستحقُّ سَفال .
وارتفاعُ الغريق فيه فُضوحٌ ... وعُلوُّ المصلوب فيه نكالُ .
وقوله أيضاً : .
شوفي إليكَ وإنْ نأَيتَ شَديدُ ... شَوقي عليَّ به الإلهُ شهيدُ .
طُوبى لمن أمسى يَراكَ بعينه ... وتَراهُ عينُكَ إنّه لعيدُ .
حمد بن محمد الوَّجِيُّ .
أنشدني القاضي أبو جعفر البحاثي الزوزني قال : أنشدني حمدٌ هذا لنفسه :