- حديث الأذان .
وبه : ( عن علقمة عن ابن بريدة أن رجلا من الأنصار ) وهم المؤمنون من أهل المدينة ( مر برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فرآه حزينا ) أي فرأى الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلّم محزونا ( وكان الرجل ) أي الأنصاري من صفته وعادته وكرمه وسخاوته ( إذا أطعم ) أي تغدى أو تعشى ( يجتمع إليه ) بصيغة المجهول أي يحضر بعض الفقراء لديه ( فانطلق ) أي فذهب الرجل إلى غير محله ( حزينا بما رأى من حزن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ) بضم الحاء وسكون الزاي وبفتحتين وبهما قرأت في قوله سبحانه وتعالى { عدوا وحزنا } ( 1 ) ( فترك طعامه ) أي المهيأ له ولأصحابه كرامة ( وما كان يجتمع إليه ) من أهله وقرابته وفقراء جاره ( ودخل مسجده ) أي الكائن في محلته ( يصلي ) جملة حالية أو استئنافية ( فبينما هو كذلك ) أي حزينا مصليا ( إذ نعس ) أي في صلاته أو بعد ما فرغ من مناجاته ( فأتاه آت في النوم فقال ) : أي الآتي ( هل علمت مما حزن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ) بكسر الزاي أي وهو فعل لازم بخلاف فتحها فإنه متعد ومضارع الأول مفتوح والثاني مضموم ومن للتعليل وما استفهامية ( قال ) أي الرجل ( لا ) أي لا أعلم سببه ولا أعرف موجبه ( قال ) أي الآتي ( فهو ) أي حزنه وهمه ( لهذا التأذين ) أي لأجل معرفته كيفية التأذين وهو الإعلام بدخول وقت الصلاة للمصلي ( فآته ) أمر من الإتيان فأحضره ( فمره أن يأمر بلالا أن يؤذن ) أي للناس في أوقاتها ( فعلم الأذان ) أي بجميع كلماته ( الله اكبر الله أكبر مرتين أشهد أن لا إله إلا الله مرتين أشهد ان محمدا رسول الله مرتين ) وفيه دلالة على عدم الترجيع خلافا للشافعي ومن تبعه ( حي على الصلاة مرتين حي على الفلاح مرتين الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ) أي مرة كما هو المستفاد من السكوت عن التكرار .
_________ .
( 1 ) القصص 8