محمــد (ص) وتكوين الأمة الواحدة

محمــد (ص) وتكوين الأمة الواحدة

 

محمــد (ص) وتكوين الأمة الواحدة

 
 

      أد.رأفت غنيمي الشيخ
    أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر
   عميد كلية الآداب السابق – جامعة الزقازيق
  مؤسس معهد الدراسات الآسيوية – جامعة الزقازيق
 مؤسس كلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة قناة السويس
 مستشار رابطة الجامعات الإسلامية

 

  
مقدمة:
محمد بن عبد الله r رسول الإسلام السمح ونبراس الحياة الإنسانية جمعاء، فهو الرحمة المهداة لكل البشر، هو خاتم النبيين والمرسلين، كان القدوة لبني البشر في السلوك والتعامل والخير والفضل، حياته نموذجاً يجب أن يقتدى بها الكافة، لأنه أرسل للناس كافة رحمة وبركة ومن ثم فإننا عندما نتحدث عن جهوده r في بناء الأمة يجب أن نراعي الأمور الآتية:
أولاً: أخلاقه وصفاته r.
ثانياً: آل بيت النبوة الذي هو منهم.
ثالثاً: صحيفة المدينة المنورة التي أسست لقيام دولة مدنية نجحت في عهده وفي عهد الخلفاء الراشدين ثم الخلفاء الأمويين ثم الخلفاء العباسيين في تكوين دولة مترامية الأطراف يظلها الإسلام وشرائعه وتنطلق من عواصم هذه الدول (المدينة المنورة – دمشق – بغداد – ثم القاهرة) الرسل والجيوش لاستكمال البناء الذي وضعه محمد r وهذه الصحيفة خاطبت الجميع مسلمين وغيرهم باعتبار الجميع مواطنين في دولة الإسلام.
هذه الصحيفة تمثل دستوراً – بالمعنى المعروف الآن – لتنظيم أمور الدولة في جميع النواحي الدينية والاجتماعية والاقتصادية، ومن ثم كانت المدينة المنورة التي نسبت الصحيفة لها، مركز إشعاع ديني وحضاري عمت أرجاء العالم المعمور في قارات الدنيا المعروفة.
وسيرة سيدنا محمد r تشير إلى تفرده وتميزه عن سائر العظماء والأنبياء والرسل، محمد r وأن أتباعه وأحبابه ومريدوه الذين يتخذونه الأسوة الحسنة والمثال المتسامي. وهم وحدهم الذين يتزايدون ويتكاثرون، ويتباهى بهم الدنيا. كما أن دعوة محمد r بدءاً من الوحي المعصوم والمحفوظ حفظاً إلهيا، إلى السنة المطهرة التي مثلت البيان النبوي للبلاغ القرآني، نجدها كتاب مفتوح لا تنقضي عجائبه فيه نبأ الأولين وخبر الآخرين والكليات والإشارات والجوامع التي تتكشف وتتجلى بمرور الأزمان وارتقاء العقول وتقدم العلوم – آيات ومعارف وسنناً كونية واجتماعية مبثوثة في الأنفس والآفاق، والرسول هو الإنسان الكامل والرسول الخاتم والبشر الذي يوحى إليه، والمجتهد المعصوم.
والسيرة النبوية ارتبطت البشرية بالنبوة، والعادة بالإعجاز الخارق للعادة، والاجتهاد بالوحدة والأرض بالسماء، والنبي بالمطلق، والعلم الجزئي بالعلم المحيط، وعالم الشهادة بعالم الغيب، والزمني بالخلود، فدين محمد r تفرد بتأسيس الدولة، وتوحيد الأمة، وتنظيم الاجتماع والحث على بناء الحضارة، ودولته غدت الحارس للدين، الذي تسوس به اجتماعها المدني كما ضمن خلود هذا الدين لحضارته خلوداً تفردت به عن سائر الحضارات([1]).
محمــــد r
مولاى صلى وسلم دائماً أبداً           على حبيبك خير الخلق كلهم
} مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ {صدق الله العظيم
محمد الذي: نراه قد صار شمساً للكون، كاشفاً بدينه عن كمالات الكائنات، ها هو يخبر عن سعادة أبدية ويبشر بها، ويكشف عن رحمة بلا نهاية، ويعلنها ويدعو الناس إليها، وهو دلال محاسن سلطنة الربوبية ونظارها، وكشاف مخفيات كنوز الأسماء الإلهية ومعرفها.. هو برهان الحق، وسراج الحقيقة، وشمس الهداية، ووسيلة السعادة.
محمد r مثال المحبة الرحمانية، وتمثال الرحمة الربانية، وشرف الحقيقة الإنسانية، وأنور أزهر ثمرات شجرة الخلقة.. الذي أحاط نور دينه بالشرق والغرب في سرعة البرق الشارق، وقد قبل بإذعان القلب، قريب من نصف الأرض، ومن خمس بني آدم هدية هدايته بحيث تفدى لها أرواحها([2]).
ويضيف بديع الزمان سعيد النورسي: فيا أيها الناس، هل يمكن عندكم أن لا يكون محمد r ذلك الفرد الفريد؟ وهل يستطيع قاربكم أن يظهر فرداً آخر أليق بهذا المقام من محمد r ؟ فيامن له بصر بلا رمد، وبصيرة بلا عمى، انظر إلى عالم الإنسان في هذه الكائنات حتى تشاهد بالعيان دائرتين متقابلتين، ولوحتين متناظرتين:
الدائرة الأولى، دائرة ربوبية محتشمة منتظمة في غاية الاحتشام والانتظام وأما أحد اللوحين، فلوح صنعه مصنع مرصع في غاية الإتقان والإتزان، وأما الدائرة الأخرى فهي دائرة عبودية منورة مزهرة في غاية الانقياد والاستقامة، وأما اللوح الآخر، فهو لوح تفكر واستحسان في غاية الوسعة، وصحيفة تشكر وإيمان في غاية الجمع([3]).
محمد r يوم الخندق كان يتقل التراب حتى واري التراب شعر صدره وهو يرتجز برجز عبد الله بن رواحة يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا
 
ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا
 
وثبت الأقدام إن لاقينا([4])

محمد r الذي شهد بنفسه معركة أحد، حيث يقول البراء بن عازب: لا والله ما ولى النبي r، ولكن ولى سرعان الناس، فلقيهم هوازن بالنبل، والنبي r على بغلته البيضاء، وقال أبو سفيان بن الحارث أخذ بلجام بغلته والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: 
أنا النبي لا كذب
 
أنا ابن عبد المطلب
محمد r ، الذي كان يؤمن بأهمية الكلمة والشعر في المعارك مع المشركين حيث يقول: إذا القوم نصروا نبي الله بأيديهم وأسلحتهم فبألسنتهم أحق أن ينصروه، فقالت الأنصار: أرادنا، فأتوا حسان بن ثابت، فذكروا ذلك له فأقبل يمشي، حتى وقف على رسول r فقال:
قضينا من تهامة كل ريب
 
وخيبر ثم أجمعنا السيوفا
نخبرها ولو نطقت لقالت
 
قواطعهن دوساً أو ثقيفاً
قال كعب بن مالك فأنشد الكلمة كلها، فقال رسول الله r: والذي نفس محمد بيده، لهى أشد عليهم من رشق النبل([5]).
كيف نجح محمد r في تنظيم الأمور الدنيوية للمسلمين؟
يتم ذلك من خلال الأسس الآتية:
1)محمد r السلام والمحبة.
2)                       محمد r يبعث أنوار الحرية في التاريخ.
3)                      محمد r يجاهد التمييز العنصري ويحقق المساواة.
4)                       محمد r يضرب المثل الأعلى في مواصفات القيادة للشعوب والأمم.
5)                       محمد r يحقق دعائم العدل بين الناس.
ومن خلال هذه الأسس يؤكد محمد r على مواصفات القيادة الآتية:
1)قوة القائد المادية والمعنوية التي تتفق مع موقع القيادة الذي يحتله.
2)                       تحقيق العدل مع الرعية الذي يحقق المناخ اللازم لازدهار الكفاءات والمواهب في جميع المجالات.
3)                      تحقيق الشورى التي تعني الارتقاء بالإنسان إلى مستوى المسئولية في الوطن العربي والإسلامى بما يمكنه من المساهمة الإيجابية في التعبير عن الرأي تجاه أمته، والمشاركة الوجدانية مع هموم الوطن ومشكلاته.
4)                       تحقيق النزاهة والشرف حرصاً على المال العام الذي هو مصدر قوة الدولة في استثماراتها وفي دفاعها... الخ.
5)                       مراعاة الكفاءة في التعيين في الوظائف العامة.
6)                       الوفاء بالعهد باعتباره سمة أساسية من سمات التشريع الإسلامي.
7)                        الصدق والأمانة مع الرعية، تلك الصفة التي تتمشى مع ما اتصف به محمد r منذ شبابه بين العرب، حيث كان يسمى الصادق الأمين.
8)            العفو والرأفة، باعتبار أن الرعية نفوس بشرية تحتاج إلى نوع من الرفق والعفو والحلم، وهو ما حرص محمد r على توجيه القادة للالتزام بالبعد عن إغراءات المنصب ومقاومة طغيان المادة الذي يؤدي إلى تكبر النفوس والغرور، والترفع على عباد الله، الذين هم في أشد الاحتياج إلى الرأفة والعفو من الرؤساء.
9)                       الزهد والورع، وهي من التعاليم السامية التي اتسم بها الرسول r وهو في موقع القيادة.
10)           التواضع، الذي يقضي على التمييز العنصري، وتحقق مفاهيم سامية للمساواة ووحدة الأمة، والسلام الاجتماعي، وتحقق مفهوما أروع للديمقراطية العصرية، وكل معاني الحب والآخاء التي تنشدها البشرية.
هذه المواصفات التي أخذناها على رسول الله r محمد بن عبد الله r هي المواصفات التي وجهنا إليها لإقامة الدولة الإسلامية الكبرى والحكومة المنبثقة عن تعاليم الإسلام المعتمدة على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تطبيقاً لقول الله سبحانه وتعالى: }ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا{ صدق الله العظيم.
ويجب أن نتذكر أن نهج السنة المحمدية يتمثل في عالمية الرحمة الإيمانية، حيث قال سبحانه وتعالى «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» وإن قاعدة التعامل مع البشر يجب – كما قال الرسول r أن تتبع النهج الرباني، وهو أن الله يحب أن يكون الرفق في كل الأمور لتسود الرأفة والحنان بين الناس وليس العنف، فقال r «من لا يرحم الناس لا يرحمه الله»، وقال: «الراحمون يرحمهم الله تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».
وكان r نموذجاً للرحمة مع جميع الناس حيث كان:
-                        رحمته كقائد مع الرعية: في المعاملات الاجتماعية، وفي إقامة الصلوات وفي تنفيذ أحكام الشريعة وإقامة الحدود.
-                        رحمته r في الحروب: مع الأسرى، حسن المعاملة، المن والفداء لمن يرجى منهم الخير.
-                        رحمته r مع الضعفاء من الشيوخ والأرامل واليتامى والمساكين.
-                        رحمته r بالمرضى: التخفيف عنهم، زيارتهم... الخ.
-                        رحمته r: بالأطفال.
-                        رحمته r بالمرأة: في حالة مرضها ورعايتها لصغيرها، واحتياجها للعون المادي والمعنوي.
-                        رحمته r بالخدم.
-                        رحمته r بالحيوانات والطيور والكائنات عموماً.
آل البيت؟
آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو هاشم، وبنو عبد المطلب، ومواليهم، وأمهات المؤمنين. وهذا قول جمهور أهل العلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا بَنُو الْمُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ شَيْءٌ وَاحِدٌ» رواه البخاري
 قال بعض أهل العلم: آل بيته قريش، ومنهم من قال: آل محمد صلى الله عليه وسلم هم الأتقياء من أمته، وقيل: هم جميع الأمة.
أين الدليل على دخول أزواج النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم في ذلك؟ ثلاث آيات في كتاب الله:
الآية الأولى:
قوله تعالى: ]يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا[ [الأحزاب: 32، 33]. وهذه أوضح آية في بيان ذلك.
الآية الثانية
قول الملائكة لسارة زوج إبراهيم عليهما السلام: }أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (هود : 73).
الآية الثالثة:
قوله تعالى: }قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ{ [الحجر : 58 - 60]. فهذا الاستثناء لزوجة لوط دليل على دخولها في آل لوط عليه السلام.
ويستدل كذلك بقول زيد بن أرقم رضي الله عنه لحصين بن سَبْرة رحمه الله: "إِنَّ نِسَاءَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ" رواه مسلم.
ما الدليل على أن موالي آل البيت منهم؟
حديث مهران -مولى النبي صلى الله عليه وسلم- قال: قال رسول الله r: «إِنَّا آلُ مُحَمَّدٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ، وَمَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ» رواه أحمد. وفي الحديث أنهم لا يأخذون الصدقات، وهذا من إكرام الله لهم، ولهذا جعل الله لهم في الفيء والمغنم نصيباً كما سيمر معنا.
فلماذا أقرَّ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم أخذَ بَريرة مولاة عائشة رضي الله عنها الصدقة؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟
قال ابن تيمية رحمه الله: "أزواجه داخلات في آله وأهل بيته، كما دل عليه نزول الآية وسياقها –آية الأحزاب-، وقد تبين أن دخول أزواجه في آل بيته أصح، وإن كان مواليهن لا يدخلون في موالي آله، بدليل الصدقة على بريرة مولاة عائشة، ونهيه عنها أبا رافع مولى العباس". وذلك لأن دخول قرابته في آل البيت بالأصالة، ودخول أمهات المؤمنين فيهم بالتبع، فمن دخل في آل البيت بالأصالة أكسب الموالي هذا الوصف دون من دخل فيهم تبعاً.
ومسألة أن أمهات المؤمنين من آل البيت لا ينبغي التشغيب بها ولا الشك فيها؛ لما سبق من الأدلة، ولأنه إذا كان معلوماً دخول الموالي في آل البيت فإن أمهات المؤمنين أولى.
ما هي الآيات والأحاديث في فضائل آل البيت؟
قوله تعالى: }وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا{ [الأحزاب: 33]. والمعنى: إنما أوصاكن الله بهذا؛ ليزكيكنَّ، ويبعد عنكنَّ الأذى والسوء والشر يا أهل بيت النبي -ومنهم زوجاته وذريته عليه الصلاة والسلام-، ويطهِّر نفوسكم غاية الطهارة [التفسير الميسر]. وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات غداة وعليه مرط مرحَّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
وقوله تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ{ [آل عمران: 61]. فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة وعلياً والحسن والحسين وقال: «اللهمَّ هؤلاء أهلي» رواه الترمذي.
وثبت في صحيح مسلم عن يَزِيد بْنِ حَيَّانَ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا؛ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ، وَغَزَوْتَ مَعَهُ، وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ، لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا، حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، وَاللَّهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَقَدُمَ عَهْدِي، وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوا، وَمَا لَا فَلَا تُكَلِّفُونِيهِ. ثُمَّ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ؛ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ -فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ:- وَأَهْلُ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي». فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ؟ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؟ قَالَ: نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ. قَالَ: وَمَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ: آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ عَقِيلٍ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ عَبَّاسٍ. قَالَ: كُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. ومعنى «تارك فيكم ثقلين»: أمرين عظيمين.
وآل البيت صفوة خلق الله. ففي صحيح مسلم، عن وَاثِلَةَ بْن الْأَسْقَعِ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ».
ومما يبين فضائلهم أنه ما من مسلم يصلي صلاة إلا ويصلي عليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم. فقد علَّمنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نقول في تشهدنا: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وعلى أهل بيته، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إنك حميد مجيد. وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وعلى أهل بيته،  وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» رواه أحمد والطحاوي بسند صحيح.
وإذا كان قريب رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابياً فهذا من قد أمسك الفضل بناصيته.
ما حقُّ آلِ بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا؟
سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بمراعاة حقهم، ولآل البيت حقان.. حق معنوي، وحق مادي.
أما الحقُّ المعنويُّ فإجلالُهم وتوقيرُهم وحبُّهم. قال تعالى: }قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى {[الشورى:24]. والمعنى: لا أسألكم على هذا البلاغ والنصح لكم مالاً، وإنما أطلب منكم أن تكفوا شركم عني وتذروني أبلِّغُ رسالاتِ رَبي، إن لم تنصروني فلا تؤذوني بما بيني وبينكم من القرابة. وقيل: المعنى: أن تودوني في قرابتي، أي: تحسنوا إليهم وتبروهم.
وتجب محبة البيت لأمرين:
- لإيمانهم بالله تعالى.
ولقربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما الحق المادي فالخمس من الفيء والمغانم.
قال تعالى: (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[ [الحشر : 7]. وقال: }وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شيء قَدِيرٌ{ [الأنفال : 41]. والفيء: ما جاء من المشركين بدون حرب؛ كأموالٍ صالحناهم عليها، أو مال هلك عنه كافر لا وارث له، ونحو ذلك. وأما الغنيمة فما كان من أموالهم بحرب.
قال ابن تيمية رحمه الله: "وَكَذَلِكَ آلُ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَهُمْ مِنْ الْحُقُوقِ مَا يَجِبُ رِعَايَتُهَا فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ لَهُمْ حَقًّا فِي الْخُمُسِ وَالْفَيْءِ وَأَمَرَ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ مَعَ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"([6]). وقال: "وَاتِّبَاعُ الْقُرْآنِ وَاجِبٌ عَلَى الْأُمَّةِ؛ بَلْ هُوَ أَصْلُ الْإِيمَانِ وَهُدَى اللَّهِ الَّذِي بَعَثَ بِهِ رَسُولَهُ، وَكَذَلِكَ أَهْلُ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَجِبُ مَحَبَّتُهُمْ وَمُوَالَاتُهُمْ وَرِعَايَةُ حَقِّهِمْ. وَهَذَانِ الثَّقَلَان اللَّذَانِ وَصَّى بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
هل الكافر من آل البيت يستحق ذلك؟
الكافر لا يستحق منا إلا التبرء منه وبغضه، قال تعالى: ]لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[ [المجادلة : 22).
والكافر من آل البيت لا ينتفع بهذا النسب، قال تعالى: }تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ{ المسد : 1 – 5).
 هل لمن كان من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدع العمل ويتكل على هذا النسب؟
عن أبي هريرة  رضي الله عنه ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -حِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ ]وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ[-: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئا، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ سَلِينِي بِمَا شِئْتِ، لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا» رواه مسلموقال صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» رواه مسلم.
ما حكم ادعاء نسب آل البيت كذباً؟
قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «مَنِ ادَّعَى قَوْمًا لَيْسَ لَهُ فِيهِمْ نَسَبٌ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» رواه البخاري. وقال: «المتشبِّعُ بِما لَم يُعْطَ كلابس ثوبَي زور» رواه مسلمٌ في صحيحه.
ولا يجوز –كذلك- أن يتجرأ أحد على تكذيب من زعم أنه من آل البيت؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اثْنَتَانِ فِي النَّاسِ هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ: الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ» رواه مسلم.
والطعن يتحقق بأمرين: إعابة قبيلته، ونفي نسبته إليها.
ما حكم الغلو في آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين؛ فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» رواه ابن ماجة.
هل خصَّ النبي صلى الله عليه وسلم آل البيت بشيء؟
خير من يجيب عن هذا السؤال رجل منهم، ففي صحيح البخاري عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: هَلْ عِنْدَكُمْ شيء مما ليس في القرآن؟ قَالَ: لا، وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، إِلَّا كِتَابُ اللهِ، أَوْ فَهْمٌ أُعْطِيَهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، أَوْ مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ. قَالَ: قُلْتُ: فَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: «الْعَقْلُ، وَفَكَاكُ الْأَسِيرِ، وَلَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ».
وفي المسند قيل لعلي  رضي الله عنه : هَلْ خَصَّكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ؟ فَقَالَ: "مَا خَصَّنَا".
صحيفة المدينة المنورة لتكوين الأمة الإسلامية:
1.هذا كتاب من محمد النبي (رسول الله) بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن اتبعهم فلحق بهم وجاهد معهم.
2.                        إنهم أمة واحدة من دون الناس.
3.                       المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيتهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
4.                        وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
5.                       وبنو الحارس (من الخزرج) على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
6.                        وبنو سعادة على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
7.                        وبنو جشم على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
8.                        وبنو النجار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
9.                        وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
10.                       وبنو النبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
11.                       وبني الأوس على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
12.                      وأن المؤمنين لا يتركون مفرحاً بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل.
13.                     وأن لا يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه.
14.                      وأن المؤمنين المتقين أيديهم على كل من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثماً أو عدواناً أو فساداً بين المؤمنين.
15.                     وأن أيديهم عليه جميعاً ولو كان ولد أحدهم.
16.                      ولا يقتل مؤمن مؤمناً في كافر ولا ينصر كافراً على مؤمن.
17.                      وأن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم، وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس.
18.                      وأنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم.
19.                      وأن سلم المؤمنين واحدة لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم.
20.                     وأن كل غازية غزت معنا يعقب بعضهم بعضاً.
21.                      وأن المؤمنين يبئ بعضهم عن بعض بما نال دماؤهم في سبيل الله.
22.                    وأن المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومه.
23.                   وأنه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً ولا يحول دونه على مؤمن.
24.                    وأنه من اعتبط مؤمناً قتلاًَ عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولى المقتول (بالعقل)، وأن المؤمنين عليه كافة لا يحل لهم إلا قيام عليه.
25.          وأنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثاً أو يؤويه، وأنه من نصره أو أراه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل.
26.                    وأنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله وإلى محمد.
27.                     وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
28.                     وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم أو أثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
29.                    وأن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف.
30.                    وأن ليهود بن الحارث مثل ما ليهود بني عوف.
31.                     وأن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف.
32.                   وأن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف.
33.                  وأن ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني عوف.
34.                   وأن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
35.                   وأن جفته بطن من ثعلبة كأنفسهم.
36.                   وأن لبنى الشطبيية مثل ما ليهود بني عوف وأن البر دون الإثم. وأن موالى ثعلبة كأنفسهم.
37.                    وأن بطانة يهود كأنفسهم.
38.                    وأنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد.
39.                   وأنه لا ينحجز على ثأر جرح، وأنه من فتك فبنفسه وأهل بيته إلا من ظلم وأن الله على أبر هذا.
40.           وأن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم.
41.                      وأنه لا يأثم أمره بحليفه وأن النصر للمظلوم.
42.                    وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
43.                   وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.
44.                    وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم.
45.                    وأن لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها.
46.          وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله وإلى محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وأن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره.
47.                     وأن لا تجار قريش ولا من نصرها.
48.                     وأن بينهم النصر على من دهم يثرب.
49.                    وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه ويلبسونه، وأنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين إلا من حارب في الدين.
50.                     على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم.
51.                     وأن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم لأهل هذه الصحيفة مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة، وأن البر دون الإثم لا يكسب كاسب إلا على نفسه وأن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره.
52.           وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم، وأنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم أو آثم، وأن الله جار لمن بر واتقى، ومحمد رسول الله r.


([1]) محمد فتح الله كولن: النور الخالد محمد r محمد فخرة الإنسانية.
([2]) بديع الزمان سعيد النورسي: كليات رسائل النور (6) المثنوي العربي النوري، ص59.
([3]) المرجع نفسه.
([4]) خديجة النبراوي: محمد r الرحمة المهداة، كما لا يعرفه الآخرون، ص283.
([5]) نفسه، ص250.