قراءات نقدية في مشروع التقريب بين المذاهب الإسلامية خلال عشرين عاما
قراءات نقدية في مشروع التقريب بين المذاهب الإسلامية خلال عشرين عاما
علي بن مبارك
يحتاج الخطاب التقريبيّ اليوم إلى قراءة نقدية تساعده على تجاوز صعوباته، ومن الشجاعة أن نعترف أنّ مشروع التقريب بين المذاهب الإسلامية يعيش أزمة رغم كلّ ما حقّقه من نجاحات طيلة العقود السّابقة، ويمكن أن نرصد عدّة وجوه لهذه الأزمة، فالتقريب أصبح يفقد رونقه وجاذبيته يوما بعد يوم، ويفتقد أيضا بعض رجاله ودعاته ممّن تحمّسوا يوما إلى التقريب وبشّروا به ودافعوا عنه، ولئن كان رجل التقريب يفتخر بانتمائه إلى المشروع التقريبيّ ويصرّح بذلك دون ملل أو كلل، فإنّه في العقد الأخير أصبح يتحرّج من ذلك ويتجنّب اعتماد مصطلح التقريب ذاته ويعبّر عن أفكاره التقريبيّة بمصطلحات أخرى وعبارات بديلة، وأصبح عدد كبير من المثقفين يقرنون بين التقريب والصراع المفتعل بين الفكر الشيعيّ والحركة السلفية، وأصبح التقريب يفهم عند بعضهم باعتباره فكرا دينيّا يعادي السلفية والسلفيّين، ورغم ظهور عدّة تجارب تقريبيّة في العقد الأخير من القرن العشرين فإنّ صداها كان محدودا ولم تتواصل فيما بينها فكانت محاولات معزولة بل كانت في أغلبها بمثابة صيحة في واد لا صدى لها، اجتمع المجتمعون في مدن عربية وإسلاميّة مختلفة، فتحدّثوا عن التقريب والوسطية والاعتدال والاختلاف والعيش المشترك، وانتقدوا التعصّب والغلوّ والعنف، أنجزوا بحوثا وأبدعوا نصوصا واقترحوا استراتيجيات تقريبيّة وحلولا تذلّل الصعوبات، ثمّ تنتهي المؤتمرات والندوات وتعود الوفود إلى مواقعها وبلدانها وأسرها، وتتوقف المشاريع وتنتهي الأحلام، وتظلّ الأقلام تنتظر مؤتمرا جديدا علّها تكتب مرّة أخرى عن التقريب والوحدة.
واعتبرنا التقريب مشروعا لأنّه يشمل عدّة تجارب تقريبيّة متباينة من حيث الإطار الزمني والجغرافي ولكنّها متماثلة في أهادفها وأحلامها، فالتقريب مشروع يستوعب تجارب الماضي كلّها ويستشرف دوما ودون كلل تجارب جديدة وأفكار مستحدثة، لقد ساهمت عدّة مؤسّسات في تطوير المشروع التقريبيّ، كما سخّر عدد كبير من علماء المسلمين ومثقّفي هذه الأمّة أقلامهم وفكرهم لخدمة التقريب ونشر مبادئه، ولا بدّ في هذا السياق التحليليّ النقديّ أن نذكر أعلام هذا المشروع ومحطّاته الكبرى اعترافا بجميل المبادرة والتأسيس، ولكنّنا نحتاج أيضا إلى المراجعة والنقد حتّى نستثمر الجوانب المضيئة في تلك التجارب ونتجنّب ما وقعت فيه من أخطاء، ولقد ظهرت منذ مستهلّ تسعينات القرن العشرين عدّة مشاريع تقريبيّة لعلّ أهمّها المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وقبل أن نتحدّث عن هذه التجربة سنعرّج على تجربة المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن وإسهامات المنظّمة الإسلاميّة للتربية والعلوم والثقافة وغيرها من التجارب التقريبيّة ممّا يسمح المقام بذكرها.
اهتمّ المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية منذ تأسيسه بمشغل الوحدة الإسلامية وقضايا التقريب بين المذاهب الإسلاميّة، وفي هذا السياق نظّم سلسلة من الندوات تعنى بالتقارب بين المسلمين، وشرع المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسّسة آل البيت) في عقد هذه السلسلة التي تعنى بالحوار بين المسلمين منذ سنة 1992 "انطلاقا من أهداف المجمع المتضمنة تحقيق التقاء علماء المسلمين وتعارفهم، وتقوية الرّوابط الفكريّة والآراء بينهم، والسعي إلى التّقريب بين علماء المذاهب وفقهائها"[1]، تمّ اختيار موضوع "حقوق الإنسان" للندوتين الأولى[2] والثانية[3] واستدعت اللجنة المنظّمة عددا كبيرا من رجال الدّين والباحثين في العلوم الشّرعيّة من مختلف المذاهب السنية والشّيعيّة والإباضيّة لتقديم بحوث في هذا المجال. واهتمّت النّدوة الثالثة[4] بموضوع "الزكاة والتكافل الاجتماعي في الإسلام"، بينما تطرّقت النّدوة الرّابعة[5] التي تناولت "أهمّية الأوقاف الإسلاميّة في عالم اليوم". واختارت اللجنة المنظّمة موضوع "حقوق الإنسان في الإسلام بين الخصوصيّة والعالميّة" عنوانا للندوة الخامسة[6] كما اختارت موضوع "الاجتهاد في الإسلام" عنوانا للندوة السّادسة[7]، وصدر عن المجمع بيان عمان[8] وأشرف على تصميم موقع تفسير للقرآن الكريم يحتوي أغلب التفاسير السنية والشيعية والإباضية والصوفية ، القديمة والمعاصرة.
وتنبّهت المنظّمة الإسلاميّة للتربية والعلوم والثقافة[9] (الإيسيسكو) لخطورة مشغل التقريب وضرورة مدّ جسور التواصل بين المسلمين أفرادا ومجموعات وعقدت بدورها في العقد الأخير من القرن العشرين مجموعة من الندوات رفعت شعار "التقريب بين المذاهب الإسلاميّة"[10]، وعقدت سنة 1991 ندوة دوليّة تحت عنوان "نحو التّقريب بين المذاهب الإسلاميّة" ثم أردفتها سنة 1996 بندوة ثانية تناولت فيها موضوع "التّقريب بين المذاهب الإسلاميّة"[11]، واستهلّت الإيسيسكو القرن الحادي والعشرين (2004) بندوة هدفت من خلالها إلى اقتراح "استراتيجية التّقريب بين المذاهب الإسلاميّة"[12]، ونظّمت عدّة مؤسسات وحكومات لقاءات ومؤتمرات ذات بعد تقريبيّ في قطر والبحرين والجزائر ولبنان وتونس والمملكة العربية السعودية وتركيا، وظهرت في العالم الإسلامي تجارب تقريبية متعددة وشخصيات تقريبية متنوعة، وجدير بالذّكر أنّ العقد الأخير من القرن العشرين تميّز بظهور مجموعة من الكتب تحدّث أصحابها عن التقريب[13] أو جمعوا فيها نصوصا تقريبيّة قديمة[14]، ولا نبالغ إذا قلنا بأنّ هذا العقد من الزمن أفرز عددا كبيرا يكاد لا يحصى من الأدبيات التقريبيّة في الوطن العربي والعالم الإسلامي وأوروبا وأمريكا الشمالية.
ورغم كثرة التجارب التقريبيّة فإنّ التنسيق بينها كان ضعيفا، فلم تستفد التجارب بعضها من بعض، كما أنّها لم تستفد من التجارب التي سبقتها وخاصة تجربة جماعة التقريب بالقاهرة، ولقد رصدنا اضطرابا في بعض الأعمال المنجزة تحت شعار التقريب، وشمل الاضطراب عدّة مجالات، فالكلمات العلمية التي نستمع إليها في ملتقيات التقريب أو نقرؤها إثر صدورها في أعمال أصبحت في عمومها بسيطة يكرّر بعضها بعضا، بل قد نجد المحاور نفسها والمضامين ذاتها تتكرّر دون تجديد أو تطوير، ومن معوقات مسيرة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة أنّ التجارب المهمّة في هذا المجال لم تؤمّن آليات متابعة دقيقة وناجعة، فمشروع المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسّسة آل البيت) مشروع تقريبيّ واعد استطاع أن يجمع كبار علماء المسلمين وأن يقرّب من معرفهم وذاكراتهم الدّينيّة، وكانت رسالة عمّان رسالة مدوّية في زمنها، ولكنّ صوت التقريب المنبثق عنها خفت حتى أصبح لا يكاد يسمع، وظلت التوصيات مجرّد حلم ينتظر التحقيق، وحاولت التجربة القطريّة أن تساند التجربة الأردنية وبقية التجارب التقريبيّة وكان مؤتمر حوار المذاهب الإسلامية بالدوحة (2007) عملا نوعيّا متميّزا جمع عددا كبيرا من علماء الأمّة الإسلاميّة ومفكّريها من مختلف المذاهب، ورغم كثرة الوعود التقريبيّة التي بشّر بها المؤتمر فإنّنا لم نلمس جدية في مواصلة المشوار ومتابعة القرارات والتوصيات، وكان يمكن لقطر أن تلعب دورا أساسيا في تطوير مشروع التقريب وتوفير أسباب النجاح له وكان يفترض أن يكون مؤتمر حوار المذاهب حلقة أولى من سلسلة حلقات تدعّم مجال التقريب وتطوّره في زمن احتدّ فيه الصراع المذهبيّ.
وكان من المفيد تقريبيّا أن تقتحم الإيسيسكو هذا المجال وتنظّم سلسلة من الندوات تعنى بقضايا التقريب بين المذاهب الإسلامية، فهي منظمة عريقة تسهم فيها الدول الإسلاميّة كلّها، وتتمتّع بإمكانيات مالية وسياسية وبشرية كبيرة، وكان بإمكان المنظمة أن تطوّر المشروع التقريبيّ وأن تذلّل نصيبا من معوقاته الآنية والاستراتيجيّة، فقد استطاعت المنظّمة أن تستثمر ما أتيح لها من امكانيّات بشريّة لتقترح استراتيجيا تقريبيّة سنة 2004، ولكنّ هذه الأعمال التقريبية الاستراتيجيّة لم تكن في مستوى حاجيات التقريب والتقريبيّين، وجاءت أعمال الإيسيسكو متعجّلة مضطربة، ولم تقترح حلولا عمليّة تيسّر التقريب وتصل به إلى برّ الأمان، ولم تستفد من التجارب السابقة لها، ولئن أعلنت استراتيجيا الايسيسكو عن قرارات رائدة في مجال التعليم والبحث العلمي والإعلام يمكن أن تسهم في ترسيخ ثقافة التقريب، فإنّ قراراتها لم تر النور ولم تدخل حيّز التطبيق، ولم تستطع هذه المنظّمة الإسلامية الدولية أن تجمع مختلف التجارب التقريبيّة في العصر الحديث من ندوات ومؤتمرت ولقاءات وورشات عمل وكتب ودوريات ومحاضرات ومحتويات إعلامية مكتوبة ومرئية، ونتج عن هذا التقصير غياب قاعدة بيانات تتعلّق برجال التقريب في مختلف أرجاء العالم الإسلامي[15]، وكم يحتاج التقريبيّون إلى التواصل والتعارف.
لقد عرف العقد الأخير من القرن العشرين والعقد الأوّل من القرن العشرين ظهور عدّة تجارب تقريبيّة حاولت تجديد رسالة "جماعة التقريب" بالقاهرة ومواصلة نشر الفكر التقريبيّ، ولعلّ أهمّ هذه التجارب ما تعلق منها بالمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بطهران.
تزامن ظهور المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة مع حدث خطير يتعلق بالتقريب ورجالاته، ففي سنة 1990 توفي محمّد تقي القمّي بعد أن كرّس حياته كلّها لخدمة فكرة التقريب وإنجاحها، فبعد نشاط دام أكثر من نصف قرن وتضحيات انتهت بعزلته ووفاته في المهجر بباريس، رحل وهو يشعر بأنّ التقريب دخل نفقا معتما، فقد توفي رواد التقريب: رفاق دربه في جماعة التقريب، وأغلقت "دار التقريب" بالقاهرة بعد أن كانت تأوي بين جدرانها نخبة من علماء المسلمين يجمعهم الحلم: حلم التقريب والوحدة، ودخلت العلاقات المصرية الإيرانية في مأزق بعد نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية وفرار شاه إيران إلى مصر، وتوترت العلاقات السياسية بين إيران وبعض الدول الإسلاميّة بسبب الحرب العراقية الإيرانية، وظهرت بوادر الفتن المذهبية في لبنان والعراق وأفغانستان وغيرها من أقطار العالم الإسلاميّ، توفي تقي القمّي وكلّه شوق إلى غد أفضل كان يصرّح به أحيانا ويهمس به أحايين أخرى في محاوراته ولقاءاته، وشهدت نفس السنّة حدثا مهمّا آخر يتمثّل في تأسيس "مجمع" عالميّ للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة بطهران أعلن منذ البداية أنّه سيواصل رسالة الجامعة والجماعة: الجامعة الإسلاميّة والجماعة التّقريببّة، واستئناسا بإصدار جماعة التّقريب مجلّة "رسالة الإسلام" أصدر المجمع مجلّة ناطقة بلسان حاله اختار لها عنوان "رسالة التّقريب"، ورغم أنّنا لم نجد في وثائق المجمع ما يصل بين الحدثين فإنّنا على يقين أنّ الأمر لم يكن قطّ اعتباطيّا.
واعتبر المجمع نفسه منذ البداية " امتدادا لـ "دار التّقريب بين المذاهب الإسلاميّة ومواصلة للدرب نفسه"[16]، وكما أصدرت "دار التقريب" بالقاهرة مجلة "رسالة الإسلام"، "فإن المجمع العالميّ للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة يقدم بين يدي المسلم في شتّى أنحاء العالم مجلّة "رسالة التّقريب"[17]، وهذا المنزع التّواصليّ بين التجربتين أكّده أمين عام المجمع الأوّل في محاورات[18]، وهدف المجمع منذ تأسيسه إلى "المساعدة على أمر إحياء ونشر الثّقافة والتعاليم الإسلاميّة والدفاع عن ساحة القرآن وسنة النبيّ الأكرم"[19]، و"تحقيق التعارف والتفاهم الأكثر بين العلماء والمفكرين والقادة الدّينيّين في المجالات العقائديّة والفقهيّة والاجتماعيّة والسّياسيّة"[20] و"إشاعة فكرة التّقريب بين المفكرين والشّخصيّات النّخبويّة في العالم الإسلاميّ ونقله إلى الجماهير المسلمة"[21] و"السّعي لتحكيم وإشاعة مبدأ الاجتهاد والاستنباط في المذاهب الإسلاميّة"[22] و"التنسيق وتشكيل الجبهة الواحدة في قبال التآمر الإعلاميّ والهجوم الثقافيّ لأعداء الإسلام"[23] و"نفي موارد سوء الظنّ والشّبهات بين أتباع المذاهب الإسلاميّة"[24].
ويقوم المجمع بعدّة أنشطة تقريبية داخل إيران وخارجها، ويضطلع بعقد الندوات ونشر الكتب وتحقيقها، ومن أنشطة المجمع أيضا "التعاون مع العلماء والمفكرين في تأسيس الجماعات والمراكز التّقريبيّة في البلدان الإسلاميّة وغير الإسلاميّة التي تعيش فيها الجاليات والأقليات من المسلمين"[25]، كما يضطلع المجمع بدعم بعض البحوث الجامعيّة في مستويي الماجستير والدكتورا، ويتمّ تأطير هذه البحوث من خلال اتّفاقيات علميّة عقدها المجمع مع مجموعة من المؤسّسات الجامعيّة والبحثيّة داخل إيران وخارجها، وبعث المجمع جامعة مختصّة "جامعة المذاهب الإسلاميّة" (1992) تهدف فيما تهدف إلى "إعداد جيل من العلماء والمثقفين والباحثين المسلمين المطّلعين على مذهبهم الإسلاميّ بالإضافة إلى المذاهب الإسلاميّة الأخرى"[26]، وتتكوّن الجامعة من ثلاث كليات تعني أساسا بتدريس العلوم الشرعيّة من منظور الدراسات المقارنة.
من الصعب رصد أنشطة المجمع أو ذكر ما نشره من كتب ودوريات فهي كثيرة ومتعددة، ومن الصعب أيضا الوقوف عند مشاراكات المجمع في الملتقيات الدولية ومعارض الكتاب والتظاهرات الثقافية، ورغم المجهودات الجبّارة التي يقوم بها المجمع فإنّه يحتاج إلى قراءة نقدية حتى يتحسّن أداؤه ويقترب أكثر من أهداف التقريب الحقيقية، ويمكن أن نختزل هذه الملاحظات النقدية في المداخل التالية:
* من التقريب الثقافي إلى التقريب الفقهي: الانزياح الأخير
لقد كانت تجربة دار التقريب بالقاهرة تجربة رائدة، استطاعت رغم بساطة الإمكانيات وكثرة المعوقات أن تعدّد من مشاربها وتنوّع من مجالاتها، فلم تقتصر على علماء الدّين والمهتميّن بالعلوم الشرعية فحسب، بل تجاوزت ذلك واستقطبت نخبة من المثقفين المرموقين في عدّة معارف وفنون،ولو دققنا النظر في أعضاء جماعة التّقريب المؤسّسين لدارها ومجلّتها فلا نجدهم أرباب مذاهبهم ولا يمثّلون بالضّرورة مدرسة مخصوصة في الفقه أو العقيدة أو الكلام بل نجد من بينهم من كان جامعيا[27] أو أديبا[28] أو قانونيا[29] أو مناضلا سياسيّا[30]، وإذا استثنينا بعض شيوخ الأزهر[31] المشاركين في "حركة التّقريب" وبعض علماء الشّيعة ومراجعهم[32] ممّن تابعوا أعمال الحركة، فإنّ بقية المسهمين في بعث "جماعة التّقريب" وتطويرها لم يكونوا قطّ ممثّلين رسميين عن مذاهبهم، ولقد أضفى هذا التعدّد على التقريب بعدا حضاريا شاملا، واستطاع الخطاب التقريبيّ أن يمسّ القضايا الحيوية للأمّة الإسلامية وأن يجيب على أسئلة عويصة تحيّر المسلم المعاصر.
وبقدر ما نوسّع من دائرة التقريب ومجالاته نفتح أبوابا جديدة، ونستقطب أطرافا أخرى ليس من المفيد إقصاؤها أو تهميشها، فالعلوم الشرعية مشغل من بين عدّة مشاغل تحيّر المسلم اليوم، ويستطيع المشروع التقريبيّ أن يستثمر مكاسب الحداثة وإنجازات الثورة المعلوماتية والاتصالية الحديثة ومناهج العلوم الإنسانية لتطوير أدائه وتحسين أعماله وتحقيق أهدافه الكبرى التي حلم بها التقريبيّون منذ نشأة "فكرة التقريب."
ومن المفيد أن نجد في مؤتمرات التقريب وندواتها المختصون في المعارف الإنسانية والعلوم الاقتصادية والإحصائيات والدراسات الانتروبولوجية والتواصلية وأهل الإبداع بكلّ توجّهاتهم الإبداعية والعلماء والأطباء والمهندسون والناشطون في الحركات العمالية والطلابية والشبابية (...) ، ومن المفيد أيضا أن يصحب المؤتمرات التقريبية تظاهرات ثقافية من قبيل عروض موسيقية أو معارض تشكيلية ....
فهذه المداخل الثقافية مهمّة في التقريب على بساطتها ولا بد من التفكير فيها بصفة جدية على مستويين إثنين على الأقل يمكن لمجمع التقريب أن يفكّر فيهما:
- المستوى الأوّل: يتعلّق بمواضيع مؤتمرات الوحدة وغيرها من التظاهرات التقريبية وبرامج تنظيم هذه المؤتمرات، ويستحسن في هذا السياق اختيار مواضيع جديد لم يتمّ التطرّق إليها سابقا في مؤتمرات تقريبيّة من قبيل "المواطنة" و"الحرية الدينية" و"الحقيقة الدينية بين النسبية والإطلاق" و"العيش المشترك واحترام الآخر" "المجتمع المدني ودوره في تطوير المشروع التقريبي" و"البحث العلمي ورهانات التقريب" (...)،ونلاحظ أنّ مؤتمرات الوحدة حافظت طيلة السنوات الماضية على التنظيم ذاته من حيث المحاور والزيارات والأنشطة الثقافية المصاحبة للمؤتمر، ولا تستجيب هذه المحافظة إلى حاجيات التقريب المتغيرة، وعلى هذا الأساس لا بدّ من التفكير بجدية في تطوير أداء هذا المؤتمر بتشريك حقيقي لأعضاء الجمعية العمومية للمجمع الذين لا يشاركون حاليا في رسم الخطوط العريضة لمؤتمر الوحدة.
- المستوى الثاني يتعلّق بالطبيعة المشاركين في مؤتمر الوحدة: ولا نبالغ إذا قلنا بأنّ المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية مطالب بتجديد النظر في قائمة المشاركين فيه، ويتطلّب هذا التجديد جهدا كبيرا ودراسة عميقة على المستوى العالمي والإسلامي تضبط الأطراف الفاعلة في المشهد الإسلامي اليوم، ويمكن مراعاة المقاييس التالية:
- الحيوية وكثرة الأنشطة العلمية:يحتاج التقريب اليوم إلى شخصيات حيوية ناشطة في المؤسسات العلمية والمجتمع المدني كثيرة الحضور في المؤتمرات والندوات والإعلام، تتواصل دائما مع النّاس بكلّ فئاتهم، وكم من مشارك في مؤتمر الوحدة أو غيرها من المؤتمرات التقريبية ينقطع عن التقريب بمجرّد انتهاء المؤتمر، وحالما يعود إلى بلده ينعزل ولا يضطلع بدوره الريادي في التعريف بالفكر التقريبيّ وأعلامه.
- الصرامة العلمية: لا نبالغ إذا قلنا بأنّ جماعة التقريب بالقاهرة حقّقت نجاحا بفضل الصرامة العلميّة التي اعتمدتها مجلّة " رسالة الإسلام"، ولقد لاحظنا بكلّ أسف تراجع شمل المستوى العلمي للورقات العلمية المقترحة في مؤتمر الوحدة وفي عدّة مؤتمرات أخرى، وعلى هذا الأساس لا بدّ من التفكير بجديّة في المحافظة على المستوى العلمي، ويكون ذلك من خلال الإعلام المسبق عن المؤتمر ويستحسن أن يكون الإعلان عن المؤتمر قبل سنة من انعقاده، وتستطيع لجنة تنظيم المؤتمر أن تعلن في ختام كلّ مؤتمر على المؤتمر القادم وموضوعه، وتنجز الورقات العلمية في مواقيت محددة تضبط في الإبان وتتابع من قبل لجنة مختصّة تنتمي إلى عدّة دول إسلامية، وتراجع من قبل لجنة قراءة متخصصة في الفكر التقريبيّ توجّه العمل وترشده وتشرف على نشره، ومن المفيد أن تنشر أعمال مؤتمرات الوحدة حتى تعمّ فائدتها على المسلمين كلّهم.
- عدم التورّط مع الأنظمة السياسية المستبدة في العالم الإسلامي:
كشفت ثورات الربيع العربي المعاصرة البون الشاسع بين الحكومات العربيّة وشعوبها، واستطاعت الشعوب الثائرة أن تتمرّد على قرون من الاستبداد والغطرسة، ومن وجوه استبداد هذه الأنظمة الفاسدة حصر المشاركات العلمية الإسلامية في نخبة من علماء الدّين والمثقفين الموالين لها، وأصبحنا في السنوات الأخير نرى نفس الوجوه تشارك في أغلب المؤتمرات تقترحها أنظمتها حتى تكون عينا لها، لقد غيّرت الثورات العربية كلّ المعطيات واهتزت الأنظمة الجائرة التي كانت تحكم بالعنف والإرهاب لعقود من الزّمن، ومن الحماقة أن نحافظ على الوجوه نفسها وأن نعتمد على رموز الأنظمة الفاسدة، والحال أنّ الأمّة الإسلامية مليئة بالكفاءات المخلصة المتميّزة في كلّ القطاعات.
ويجدر الملاحظة أنّ التركيز على بلد إسلاميّ دون آخر أو جيل دون غيره أو صنف من المعارف دون غيرها يفقد التقريب نشاطه وفعاليته، فالبلدان الإسلامية كلّها معنية بالتقريب، فلماذا تغيّب دول وتشارك دول أخرى بعدد مبالغ فيه من المشاركين؟ ولماذا مازالت نسبة مشاركة المرأة والشباب ضعيفة؟ كلّ هذه الأسئلة لا بدّ أن نجد لها إجابة حتى يتطوّر الأداء التقريبيّ ويشمل المسلمين اليوم بكلّ توجّهاتهم وفئاتهم.
التقريب مشغل أهلي: خطورة تسييس العمل التقريبيّ
لقد تعاملت جماعة التقريب بالقاهرة مع المسألة السياسيّة بذكاء وخبرة، فالسياسة سلاح ذو حدين قد تفيد التقريب وقد تضرّه، وعلى هذا الأساس لا بدّ أن يظلّ العمل التقريبيّ عملا مدنيّا مستقلا في قراراته وأنشطته عن المؤسّسات السياسيّة الرسميّة، فقد يستفيد التقريب من بعض القرارات السياسية وقد ينتفع من معاضدة بعض الساسة ولكنّ مطالب رغم ذلك بالحفاظ على استقلاله، فالمشروع التقريبيّ مشروع إصلاحيّ بالأساس، وهو من منظور مختلف مشروع ثقافيّ يعمل أساسا على إصلاح العقل الإسلامي المعاصر وتحويله من عقل خلافيّ صداميّ، ونعتقد أنّ المجتمع المدني هو الفضاء المناسب للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة، ولابدّ أن يخترق الفكر الإصلاحي الجمعيات والمنظمات المهنية والمنظمات الشبابية ومركز البحوث، وتتميّز هذه المؤسّسات باستقلالها عن المجتمع السياسيّ وقدرتها على استيعاب شرائح كبيرة من المجتمع.
وتعتقد أنّ المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية لا بدّ أن يحافظ على هويته الأهلية باعتباره مؤسسة مدنية غير حكوميّة، وهذا يعني أنّ المجمع - كما هو حال بقية المؤسّسات التقريبيّة- يستحسن أن ينخرط تنظيرا وممارسة في أنشطة المجتمع المدني الإسلاميّ، ويؤمّن له هذا التوجّه الأهلي الاستقلالية في أخذ القرارات وسهولة التواصل مع مؤسسات المجتمع المدني في العالمية العربي والإسلاميّ، ولا نبالغ إذا قلنا بأنّ كلّ القرائن تؤكّد تراجع دور الأنظمة السياسية العربية والإسلامية واضطلاع مؤسسات المجتمع المدني بأدوار ريادية في كلّ المجالات، ونلاحظ هذا التغيّر في الأدوار في العالم العربي، ففي تونس على سبيل المثال ظهرت بعد قيام الثورة التونسية (14 جانفي 2011) عدّة جمعيات تعني بالحوار والتقريب[33] ، ويمكن أن نحصر النشاط المدني للمؤسسات التقريبيّة في النقاط التالية:
- الاستقلالية وعدم الاعتماد على المؤسسات الحكومية في تنظيم الأنشطة.
- التواصل مباشرة مع التقريبيين والمشاركين في مؤتمرات الوحدة دون اللجوء إلى مؤسسات حكومية.
- التنويع في مصادر التمويل وعدم الاقتصار على دعم الحكومات.
- التركيز على التمويل الذاتي وتوفير موارد مالية إضافية.
- التعامل بدرجة أولى مع مؤسسات المجتمع المدني في العالم الإسلامي.
ونخلص في خاتمة هذه الورقة العلمية إلى القول بأنّ مشروع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة عرف تطوّرات في العقدين الأخيرين، وكان المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية حلقة أساسية في هذا التطوّر، ولا يمكن لأحد أن ينكر ما بذله المجمع من مجهودات تضاف إلى ما بذل من جهد في مجال التقريب والوحدة بأغلب الأقطار الإسلامية ومن بقبل أهمّ المنظّمات والمجامع الإسلاميّة، وكلّ ما نرجوه أن تتضافر الجهود ويقع التنسيق فيما بينها حتى لا تتكرّر الأخطاء، فالتواصل الإسلاميّ-الإسلاميّ في مجال التقريب قد يذلّ عدّة صعوبات مازال تحول دون نجاح مشروع التقريب وانتشاره وتجذّره في المحيط الإسلاميّ بكلّ تشكيلاته ومؤسّساته.
[1] أعمال ندوة "الاجتهاد في الإسلام"، مسقط، 12 و14 ديسمبر 1998، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، مسقط، ط3، 2006 (سلسلة ندوات الحوار بين المسلمين)
[2] عقدت هذه الندوة الأولى في عمّان عاصمة الأردن يومي 20-21 محرم 1413 هـ، الموافق لـ 21-22 يوليو / جويلية 1992
[3] عقدت الندوة الثانية في عمّان في 4-5 ماي 1993 الموافق لـ 12-13 ذي القعدة 1413 هـ
[4] عقدت هذه الندوة أيضا في عمّان عاصمة الأردن يومس 12-14 يوليو 1994 الموافق لـ3-5 صفر الخير 1415 هـ
[5] عقدت الندوة الرّابعة في لندن باستضافة مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية وبمشاركة منها بين 30 حزيرن و2 تموز 1996 الموافق لـ 13 و15 صفر الخير 1417 هـ
[6] عقدت الندوة الخّامسة بالرباط بالمملكة المغربية، بمشاركة الإيسيسكو واستضافتها فيما بين 22 و24 أكتوبر 1997 الموافق لـ 18-20 جمادى الآخرة 1418 هـ.
[7] عقدت الندوة السّادسة بمسقط عاصمة سلطنة عمان بين 12 و14 ديسمبر 1998 الموافق لـ 23-25 شعبان 1419 هـ
[8] انعقد مؤتمر "اجماع المسلمين على احترام مذاهب الدّين" بعمّان عاصمة الأردن بين 4 و9 جويلية 2005 (الموافق لـ 27-29 جمادي الأولى 1427 هـ) وأشرف على تنظيمه المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسّسة آل البيت) بدعوة من الملك الأردني عبد الله الثّاني، وانبثق عن هذا المؤتمر بيان خطير كان له أثر بالغ محليا وإسلاميّا ودوليا عرف بـ "رسالة عمّان" أو "إعلان عمّان" كما نجده في بعض الأدبيّات، ولقد حظيت "رسالة عمّان" هذه باهتمام الباحثين والمهتمّين بشؤون الفكر الإسلاميّ المعاصر وفي هذا الإطار تمّ تنظيم عدّة ندوات ومؤتمرات تتناول بالبحث والدرس "رسالة عمّان" وأبعادها التّقريبيّة ولعلّ أهمّ هذه النّدوات تلك التي عقدت بالجامعة الهاشمية تحت عنوان "رسالة عمّان في عيون الآخرين"
[9] للتعرّف على المنظّمة وأنشطتها وإصداراتها يمكن تصفّح موقعها الرّسميّ: http: //www.isesco.org.ma/arabe/index.php
[10] انعقدت هذه الندوة أيّام 16 و17 و18 سبتمبر سنة 1991 بالرّباط (المغرب الأقصى)
[11] انعقدت هذه النّدوة بالرّباط خلال الفترة المتراوحة بين 23 و29 أوت سنة 1996، وصدرت أبحاثها ضمن منشورات المنظّمة الإسلاميّة للتربية والعلوم والثقافة سنة 1997 تحت عنوان "التّقريب بين المذاهب الإسلاميّة".
[12] صدرت استراتيجيّة التّقريب بين المذاهب الإسلاميّة عن المنظّمة الإسلاميّة للتربية والعلوم والثقافة سنة 2004، وهي في الأصل الوثيقة التي اعتمدها المؤتمر الإسلاميّ الثلاثون لوزراء خارجية الدول الإسلاميّة حين انعقاده بطهران في ماي 2003
- مجموعة مؤلفين، على دروب التقريب بين المذاهب الإسلاميّة، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت، 1994
- صائب عبد الحميد، حوار في العمق من أجل التقريب الحقّيقي، الغدير للدراسات والنشر،بيروت، 1995
- مجموعة مؤلفين، مسألة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة: أسس ومنطلقات، دار التقريب بين المذاهب الإسلاميّة ، بيروت، 1997 ،ط2
- أحمد سيّد أحمد علي، التقريب بين أهل السنّة والشيعة ما له وما عليه، دار اليقين للنشر والتوزيع ،المنصورة (مصر)، 2008
- مجموعة مؤلّفين، سؤال التقريب بين المذاهب أوراق جادة، مؤسّسة الانتشار العربي، بيروت، 2010، تقديم، حيدر حبّ الله، سلسلة: كتاب الاجتهاد والتجديد
[14] انظر على سبيل المثال:
- عبد الله العلايلي،مسألة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة ، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت
- هادي خسروشاهي، قصّة التقريب: أمّة واحدة ثقافة واحدة، المجمع العالميّ للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة، طهران، 2007
[15] تعمّقنا في دراسة مشروع الإيسيسكو التقريبيّ في مقالنا:
- علي بن مبارك، ثقافة التقريب ورهانات الحوار الإسلاميّ-الإسلاميّ، الندوة الدولية العلمية الرابعة "حوار الثقافات"، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، وحدة البحث "حوار الثقافات"، 21-23 أفريل 2011.
[16] افتتاحية العدد، مجلة "رسالة التّقريب"، العدد الأول، ص 7
[17] افتتاحية العدد، مجلة "رسالة التّقريب"، المصدر نفسه، ص 7
[18] انظر خاصّة: حوار مع الشيخ محمّد واعظ زاده الخراساني، ترجمه عن الفارسيّة حيدر حبّ الله، نصوص معاصرة، العدد 10: ربيع 2007، ص ص 11-50
[19] تقرير حول المجمع العالميّ للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة، المرجع نفسه، ص 15
[20] تقرير حول المجمع العالميّ للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة، المرجع نفسه، ص 15
[21] تقرير حول المجمع العالميّ للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة، المرجع نفسه، ص 15
[22] تقرير حول المجمع العالميّ للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة، المرجع نفسه، ص 15
[23] تقرير حول المجمع العالميّ للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة، المرجع نفسه، ص 15
[24] تقرير حول المجمع العالميّ للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة، المرجع نفسه، ص 15
[25] تقرير حول المجمع العالميّ للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة، المرجع نفسه، ص ص 53-54
[26] المجمع العالميّ للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة، أهدافه ومنهجه ومنجزاته، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة، طهران، ط3، 2004
[27] من قبيل جمال محرز وعبّاس حسن وعبد الجواد رمضان وعبد السّلام محمّد هارون وعبد الوهاب حمودة ومحمود محمّد الخضري وحامد محيسن ومحمّد البهيّ...
[28] من قبيل: أحمد أمين وأحمد محمّد بريري وأحمد محمّد عيسى وعبّاس محمود العقّاد ومحمّد صادق نشأت ومصطفى طه حبيب....
[29] من ذلك نذكر: توفيق الفكيكي ومحمّد صادق وعبد الله الجرافي وعلي علي منصور ومحمّد الشافعي اللبان ومختار القاضي
[30] نذكر خاصّة: محي الدّين القليبي الذي عرّف في مجلّة "رسالة الإسلام" بأنّه مجاهد تونسي.
[31] نخصّ بالذكر: أحمد الشرباصي وعبد الحليم محمود وعبد العزيز المراغي وعبد العزيز محمّد عيسى وعبد المتعال الصعيدي وعبد المجيد سليم وعبد الوهاب خلاّف ومحمّد أبو زهرة ومحمّد الغزالي ومحمّد الطنطاوي ومحمّد عبد اللّطيف درّاز محمّد عبد الله درّاز ومحمّد محمّد مدني..الخ
[32] نذكر على سبيل المثال المرجع الشّيعيّ البروجردي وهبة الله الشهرستاني وعبد الرزّاق الحسيني.....
[33] من بين هذه الجمعيات جمعية قمنا باقتراحها على ثلّة من العلماء والمثقفين وهي بصدد التشكّل. وتمت تسميتها بـ "الجمعية التونسية للتقريب والحوار"، ومن الوجوه التقريبية التي شاركتنا فكرة بعث هذه الجمعية نذكر الأساتذة عادل بالكحلة ومحمد الخضراوي وصلاح الدين العامري..