الصحوة الاسلامية في الغرب : قراءة في المنطلقات، الواقع، المكاسب، الآمال وتحديات المستقبل

الصحوة الاسلامية في الغرب : قراءة في المنطلقات، الواقع، المكاسب، الآمال وتحديات المستقبل

 

الصحوة الاسلامية في الغرب : قراءة في المنطلقات، الواقع، المكاسب، الآمال وتحديات المستقبل 

 

مصطفى محمد حابس

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى أله الأطهار الطيبين وصحبه أجمعين وأتباعه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين..

- اللهم إن النور في كتابك ونحن في حاجة إلى نور، والهدى في شريعتك ونحن في حاجة إلى الهدى..

- اللهم إن المسلمين في ديار الغرب يعيشون في بحيرات مالحة توحشت أسماكها في أكل قويها الضعيف، ولا رادع في البحر يردع الطغاة الجبابرة إلا صواعق غضبك، تسلطها على من إستذل خلقك فأفسد الحرث والنسل، وزرع بين القوم شحناء العداوة ومتفجرات البغضاء..

- اللهم إن كلمتنا هذه فيها معنى العجز وطعم اليأس، ومرارة الإندثار.. فعلمنا يا رب، كيف تزغرد الكلمات بالأمل وتحيا الأقوال بالعمل..

 اللهم إنه منك وإليك، تباركت ربنا وتعاليت.. نستفتح بالذي هو خير:"رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" ، وبعد:

 

توطـئة:

أستهل هذه الكلمة بتوجيه كلمة شكر وعرفان للسيدات والسادة أصحاب الفضيلة القائمين على تنظيم هذا المؤتمر المبارك، خاصة منهم أستاذنا الكبير وشيخنا الكريم سماحة السيدمحمد علي التسخيري، حفظه الله و رعاه، الذي كان يحل علينا منذ سنوات خلت ضيفا كريما متميزا، أيام ملتقيات الفكر الإسلامي المباركة بالجزائر، ونحن طلبة، حيث تعلمنا منه ومن علماء الأمة بصفة عامة خيرا كثيرا..

 وأسأل الله أن يجعل من عمل القائمين و المشاركين في هذا المؤتمر نورا يسعى بين أيديهم يوم القيامة، وأن يقر أعينهم برؤية ثماره خيرا عميما يمتد نفعة إلى الأمة الإسلامية في الداخل وشتات الغرب.. فاللهم آمين.

  - إنه من نافلة القول أن الإنسان مدني بطبعه، ومجبول بفطرته على التواصل مع محيطه الإنساني والمادي، ولا يمكن له أن يعيش عيشة هانئة في ديار الغرب بمفرده، كما لا يمكن له أن يجد للحياة طعما إذا عاش بمعزل عن الناس، واستغنى بفكره وذاته عن محيطه والعالم الذي حوله، ذلك لأن صحة الأبدان وأمن الأوطان ورغد العيش هي مقومات الحياة، ولذلك قال الرسول(صلى الله عليه وسلم):{ من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في بدنه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها} [أخرجه الترمذي و إبن ماجة وهو حديث حسن]،

و لأن تناول - قديما و حديثا- عدد لا يستهان به من الكتاب والباحثين والمفكرين مسألة "الصحوة الاسلامية في الغرب عموما و العالم الاسلامي خصوصا" التي تصب كلها في كيفية العيش مع الآخر فردا ومجتمعا والتواصل معه بسلام على أرض الإسلام أو بلاد الغرب عموما، فإن الناظر المتفحص فيما تزخر به الساحة الفكرية المعاصرة من مؤلفات وأبحاث ودراسات وكتب، يجد أنه لا تزال ثمة حاجة قصوى إلى المزيد من الدراسات العلمية الجادة التي تنطلق من رؤية منهجية موضوعية واقعية رشيدة تستند في منطلقها إلى أصول الشرع العامة، ومراعية خصوصيات المجتمعات والأوطان والثقافات، كما أصطلح عليه في العصور الأخيرة "فقه المكان" أو " فقه الجغرافية"، ومن ثم فإن هذه الوريقة المتواضعة ترنو – منهجيا- إلى تسليط الضوء على " الصحوة الاسلامية في الغرب " و من المؤسف اليوم أن نتناول هذا الموضوع في ظل موجة جديدة من التوتر و الخوف من الاخر في الغرب، خاصة أن عالمنا العربي إزدان بيته بمولود بهي الطلعة، اسمه "الربيع العربي"، الذي ندعو الله له بطول العمر والتوفيق، رغم الصعاب وما يخطط له بعض زبانية الغرب قصد وأده في مهده، وإرباك مشاريعه الفتية الواعدة ومؤسساته الإسلامية الطموحة من طرف حزمة من المشوشين، من إذناب النظم البائدة [1].

 ومما زاد الطين بلة جهل العديد من المنتسبين للإسلام بأولويات العمل الإسلامي في الغرب، متناسين أن النص القرآني معجزة كله. و كما يحلو للإمام محمود بوزوزو، رحمه الله (من تلامذة الشيخ العلامة بن باديس، و أول إمام لمسجد جنيف بسويسرا في بداية الستينات)، تكراره علينا في حلقاته ونحن شباب في الثمانينات من القرن الماضي، ما ملخص قوله: "أن في القرآن الكريم الإعجاز البياني والعلمي كما فيه من الإعجاز التشريعي والإصلاحي، وإذا كان الأوائل وقفوا في بعض النصوص عن ما تتيحه الألفاظ، فإن من المتأخرين من أعاد قراءة هذه النصوص، فكشفوا عن معجزات علمية خدمت العقيدة خدمة جليلة، ولا ريب أن يصل الأواخر في ذلك إلى ما لم يصل إليه الأوائل، وإذا ساغ ذلك في مجال العلم فهو سائغ في مجال التشريع بلا شك، بل قال ابن عبد البر:" ليس أضر على الدين من مقولة: لم يترك الأوائل للأواخر ما يقولون فيها".

 وصاحب هذه السطور ليس فقيها في العلوم الشرعية ليتشعب في الفروع كبقية العلماء المبجلين المدعوين اليوم لهذا المؤتمر، بقدر ما هو دارس ومراقب وممارس، بل قل انطلاقا من كونه مسلما يعيش في البيئة الغربية، واقفا على رأس مؤسسة معنية بالتواصل والتفاهم المتبادل بين المسلمين من جهة والأخرين من جهة ثانية، وطرف محوري ممثل للإسلام في مجلس حوار الأديان السويسري، همنا وما يشغلنا دائما هو مطلب الارتقاء بالعلاقات التفاعلية بين أبناء البلد الواحد مهما اختلفت عقائدنا ومذاهبنا، عملا بالتوجيه القرآني البليغ، في قوله تعالى:[لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ](الممتحنة :8) وقوله تعالى:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ](المائدة:8).

وما علينا إلا بالتذكير، عملا بالأمر الرباني:[ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ]

عملا بقول العلامة الجزائري عبد الحميد بن باديس: "إذا العقيدة لامست فؤادا .. كانت في التضحيات روائع".

 راجياً أن تكون هذه الورقة مقدمة لبحوث ودراسات أشمل وأعمق لشريحة من أبناء هذه الأمة المباركة التي يمكن أن تمثل جسراً للتواصل مع الحضارة الأوروبية يساهم في خدمة وبناء مستقبل أمتنا إن شاء الله.
علما أن  هذه الورقة ليست نتيجة بحث أكاديمي وإنما نتاج قراءات و ممارسات بل قل معايشة يومية للعمل الإسلامي في الساحة الغربية خلال عشرين سنة من الزمان.

 

الغرب ليس شيئا واحدا:

لا أزعم أني أحيط بهذه الورقة بكل جوانب الصحوة الإسلامية في الغرب، فهذا العمل أصبح من الإتساعوالإنتشار ما يحتاج معه إلى كتب وبحوث ودراسات، لأن الغرب، أنواع و أشكال، دول وقارات ، نظم و سياسات، حتى في القطر الواحد فما بالك بالغرب .. فالغرب ليس شيئا واحدا !

فنحن ينبغي أن نتنبه إلى حقيقة أن الغرب ليس شيئاً واحداً، لا على المستوى الأفقي ولا على المستوى الرأسي. ذلك أن الولايات المتحدة غير أوروبا، والأمزجة متفاوتة في أوروبا ذاتها، فإنجلترا غير فرنسا، والبلدان مختلفان عن ألمانيا وإيطاليا.. وهكذا وإذا لاحظنا أن مشكلة الحجاب مثلاً مثارة في ألمانيا وفرنسا، في حين أن انجلترا سمحت للمتحجبات بالانخراط في سلك الشرطة، وصممت لهن غطاء رأس خاصاً، فإن ذلك يعكس تفاوت الرؤى والمواقف الذي نشير إليه،
وفي داخل كل بلد هناك نخبة سياسية وهناك مؤسسات علمية وبحثية ودينية، وهناك جماهير ورأي يعبئه الإعلام في هذا الاتجاه أو ذاك، في هذا الخضم الواسع فإن الغرب الذي نعنيه هو النخبة القابضة على السلطة، في الولايات المتحدة بوجه أخص باعتبارها صاحبة اليد الطولى الآن فيما أسمته بالحرب ضد الإرهاب، وبالسياسة التي تتبعها والضغوط التي تمارسها على أوروبا، فإنها تعد بمثابة القاطرة التي تجر وراءها بقية الدول الأوروبية، أو أغلبها إن شئت الدقة [2] .

و حتى تاريخيا، يخطئ من يظن أن الديمقراطية في الغرب ولدت وترعرعت وفقاً لفكر وفلسفة معينين. أما الذي يمعن أو يدقق في التاريخ الأوروبي فيجدها نظاماً تشكل عبر عملية تاريخية متنوعة من الصراعات والمساومات في ما بين مصالح الطبقات المختلفة أو بين القوى المتنافسة في الفئات العليا المتنازعة على الحكم.. وهذا ما يمكن أن يقرأ من خلال متابعة التاريخ البريطاني والأمريكي والفرنسي خاصة.

 

الصحوة الاسلامية في الغرب :

أولاً/مفهوم الهجرة في تاريخناالاسلامي وعلاقته بالغرب:

الهجرة مفهوم صاغه القرآن المجيد بلسانه، وأثنى عليه، ووقَّت له، ومهَّد له كثيرًا، وأعاد القرآن تنظيم الزمان ليُعطي لهذا الحدث العظيم أبعاده -كلّها- فكأنَّ الله -تبارك وتعالى- أراد أن يُشعر البشريَّة كلَّها بأنَّها -ببعثة رسول الله وخاتم النبيِّين محمد- قد دخلت طورًا جديدًا، بل إنَّها قد وُلدت من جديد، فمنطلق هذا الدين ومهبط الوحي كان الحرم، حيث أوَّل بيت وُضع للناس ببكة، والزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض. أرأيت حين يكون لديك عدَّاد تُعيده إلى الصفر ليبدأ العدَّ من جديدٍ، كأنَّ شيئًا مماثلاً حدث عند بعثة خاتم النبيِّين على مستوى الكون، قال جلَّ شأنه: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أنفسكم﴾(التوبة:36)، فهناك تغيير في المكان وتغيير في الزمان، وهناك إشارة إلى تغيير جذريٍّ إلى الأحسن والأفضل، وإلى التي هي أقوم في الإنسان. فهذه الرسالة لم تقتصر على استبدال «جاهلية العرب» بالإسلام، بل فكَّكت العالم القديم -كلّه- لتُعيد بناءه، فكانت هناك إمبراطوريتان عظيمتان تتحكمان في مصير العالم، إمبراطورية فارس ودولتها وقيادتها الكِسرويَّة المهيمنة على الشرق، تُقابلها إمبراطوريَّة الروم المهيمنة على الغرب، والمنتشرة في أصقاع كثيرة، منها بلاد الشام، فخلال وقت قصير حرَّر رسول الله شبه الجزيرة العربيَّة من الجاهليَّة والشرك وعبادة الأصنام، وتم تحرير العرب المـَنَاذرة من سلطان الفرس، وحرَّر العرب الغساسِنة من سلطان الروم، وهزَّ أركان الامبراطوريَّتين، وضعضع قواعدهما ليترك لخلفائه الراشدين من بعده استكمال عمليات تفكيك الامبراطوريَّتين[3] و هكذا انطلقت سنة الهجرة في أول عهدها..

و بالتالي فالعلاقة بين العالم الإسلامي والغرب بدأت مع ولادة الاسلام. ومطالعة الآيات الاولى من سورة الروم توضح ان المسلمين – رغم قلة الاتصالات آنذاك – كانوا يراقبون الحوادث العالمية بكل قلق. وعلى الطرف الآخر كان المشركون ايضا يراقبون. ولم تكن مسألة انتصار الفرس على الروم – كما يبدو – مسألة يمر بها المسلمون والمشركون بشكل عادي، فيفرح هذا ويحزن ذاك، وانما كان انتصار اي طرف يعني رجحان كفة الايمان او الشرك مما يكشف عن تصور الصراع على مستوى اوسع من الجغرافيا بلاريب. وهنا يبدأ التحدي والرهان – على ما تقوله بعض الروايات،ويتجلى صدق الوحي بان الروم – وكانوا في معسكر الايمان لانهم من اهل الكتاب – بعد أن غلبهم الفرس المشركون سينتصرون في بضع سنين، وهذا ما حدث بإرادة الله تعالى.

ولكن لا الروم ولا الفرس ما كانوا ليشعرون بما يخبئ لهم القدر من كيان سينطلق من رحم الصحراء ويكبر بعين الله وينقذ الارض من وهدة الضياع. وربما سمعوا بذلك ولم يكترثوا حتى جاءتهم الانباء بكبر هذا الوليد الصحراوي، ثم جاءتهم كتب الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم تطلب منهم الاسلام حتى يسلموا [4].

ثانيا /هجرة المسلمين إلى الغرب تتفاوت من قطر لآخر:

إن تاريخ هجرة المسلمين إلى أوروبا يتفاوت من قطر أوروبي إلى آخر، والبعض يرجعه إلى قرون خلت وهذا ما يحتاج إلى بحث دقيق لا أحسب أن هذه الورقة تستوعبه، غير أنه يمكن القول أن جذور الهجرة الحديثة المعتبرة التي هي أساس الوجود الإسلامي الحاضر في أوروبا الغربية يمكن إرجاع بداياتها إلى منتصف القرن التاسع عشر عندما وقعت بعض البلدان العربية والإسلامية ضمن دائرة الاستعمار الأوروبي. وأوضح مثل على ذلك الاستعمار الفرنسي للجزائر وبعدها للكثير من بلدان الشمال الإفريقي واستعمار بريطانيا لشبه القارة الهندية ومن ثم لجل بلدان المشرق العربي والإسلامي..
نقول أن الهجرات الأولى بدأت في ذلك التاريخ بشكل بسيط ومتقطع وكانت إما للخدمة في جيوش الاحتلال أو للعمل في المصانع الأوروبية وربما القليل منهم تطلعاً لعالم أفضل، وبقي اتساع الهجرة ونموها محدوداً حتى بلغ عشرات الآلاف مع نهاية الحرب العالمية الأولى. أما الهجرات الكبرى في العصر الحديث فكانت بعيد الحرب العالمية الثانية. ومع حاجة أوروبا إلى الأيدي العاملة لسد النقص الشديد الذي خلفه مقتل ما يزيد على ستين مليوناً من البشر في تلك الحرب، فقد قام أرباب العمل ببذل جهوداً متواصلة لاستقدام أعداداً كبيرة من دول العالم الثالث وفي مقدمتهم العرب والمسلمون ومن ثم كانت تلك الهجرات الكثيفة والتي تركزت في فرنسا ومن أبناء الشمال الإفريقي والأفريقي العربي على وجه التحديد وكذلك من المستعمرات الفرنسية في أفريقيا السوداء.  و في بريطانيا من أبناء شبه القارة الهندية، و في ألمانيا جالية من الأتراك، واستمرت تلك الهجرات والتي كان هدف أصحابها الأساسي وفي بداية الأمر العمل ولفترات مؤقتة ولتحسين أوضاعهم المعيشية ثم الرجوع إلى الوطن الأصلي خاصة أن جل المهاجرين لم يصحبوا عائلاتهم معهم في البداية، أقول استمرت تلك الهجرات وتطورت لتشمل أعداداً كبيرة من الطلبة الدارسين من معظم الأقطار العربية والإسلامية إضافة إلى أعداد غير قليلة من القدرات والكفاءات العلمية التي غادرت البلاد هرباً من الأوضاع السياسية المتقلبة والمتوترة والتي سادت جل البلاد العربية والإسلامية ومنذ بداية الستينات وحتى يومنا هذا.

كما ساهمت حرب الخليج الأولى والثانية والحروب الأهلية في الصومال والحرب في البوسنة والهرسك والأوضاع المتردية في العراق في هجرة أعداد كبيرة أخرى إلى أوروبا الغربية وبالذات إلى بريطانيا و دول اسكندنافيا ودول البنلكس (هولندا - بلجيكا) وسويسرا إضافة إلى الدول الأوروبيةأخرى.

ومع تردي الأوضاع الإقتصادية والسياسية في البلدان العربية والإسلامية زهدت الغالبية العظمى من العرب والمسلمين في أوروبا في الرجوع إلى بلدانهم وآثرت الاستقرار خاصة بعد التئام شمل العوائل ومن ثم نشوء أجيال جديدة ولدت وترعرعت وتشربت ثقافة المجتمع الأوروبي، وعليه فقد استقرت الغالبية العظمى من أبناء المسلمين بل اتسع وجودها ليشمل معظم الدول الأوروبية إن لم يكن جميعها حتى لم تعد هناك مدينة كبيرة ولا صغيرة لا تضم اعداداً من المهاجرين الجدد [5].

 

ثالثا / مفهوم الصحوة عموما:

الصحوة في اللغة ،كلمة (صحا) في العربية تعني التنبه والإفاقة واليقظة. ويعرف ذلك مـن مقابلها وهــو: النوم أو السكر، يقال: صحا من نومه أو من سُكره، صحواً، بمعنى: أنه استعاد وعيه بعد أن غاب عنه، نتيجة شيء طبيعي، وهو النوم، أو شيء اصطناعي، وهو السكر والأمم يعتريها ما يعتري الأفراد من غياب الوعي، مدداً تطول أو تقصر نتيجة نوم وغفلة من داخلها أو نتيجة تنويم مُسلط عليها من خارجها. والأمة الإسلامية يعتريها ما يعتري غيرها من الأمم فتنام أو تُنوم ثم تدركها الصحوة كما نرى اليوم. ولذا فإن صحوة الأمة تعني: عـودة الوعي والانتباه لها بعد غيبة [المعجم الوسيط ، د. إبراهيم أنيس وزملاؤه، الطبعة الثانية]


الصحوة اصطلاحاً:

بناءً على التعريف اللُغوي السابق ممكن أن نُعَرِّف الصحوة بأنها:

تلك الظاهرة الاجتماعية الجديدة التي تشير إلى تنبه الأمة الإسلامية، وإفاقتها وإحرازها تقدماً مُطرداً في إحساسها بذاتها، واعتزازها بدينها وفــي تحررها من التبعية الفكرية والحياتية وفي سعيها للخروج من تخلفها، وانحدارها ولقيامها بدورها الحضاري الخيري المتميز باعتبارها خير أمة أخرجها الله لإعمار الأرض [7]

أما بالنسبة لمفهوم الحركة الاسلامية فقد عَرَّفها الدكتورالقرضاوي بأنها، ذلك العمل الشعبي الجماعي المنظم للعودة بالإسلام إلى قيادة المجتمع وتوجيه الحياة كل الحياة [8]

وعرَّفها الأستاذ توفيق الطيب بأنها: الفئة الاجتماعية التي تحمل الدعوة الإسلامية أو التيار الاجتماعي الذي يحمل الإسلام، كدين ويريد إقامة هذا الدين [9]

 

 بين الصحوةوالحركة :

والفرق بين الحركة والصحوة، أن الحركة تُعبِّر عن جماعة أو جماعات منظمة ذات أهــداف محددة، ومناهج مرسومة، أما الصحوة، فهي تيار عام دافق، يشمل الأفراد والجماعــات المنظم وغير المنظم ، فبينهما كما يقول علماء المنطق: عموم وخصوص مطلق فكل حركة صحوة، وليست كل صحوة حركة، فالصحوة إذن أوسع دائرة من الحركة وأكثر امتداداً وهكذا ينبغي أن تكون، والصحوة مدد ورافد للحركة ومُسند لها والحركة دليل وموجه للصحوة، وكل منها يؤثر ويتأثر بالآخر ويتفاعل معه، والحركة الإسلامية قبل كل شيء عمل، وعمل دائب متواصل وليس مجرد كلام يقال أو خطب ومحاضرات، أو كتب ومقالات، وإن كان كله مطلوباً ولكنه جزء من حركة وليس هو الحركة. والحركة هي عمل شعبي يقوم أساساً على الانبعاث الذاتي والاقتناع الشخصي إيماناً واحتساباً وابتغاء ما عند الله لا ما عند الناس [10]

رابعا /من ملامح و خصائص الصحوة:

- أنها صحوة عالمية، ليست صحوة في بلد دون بلد، ليست صحوة في بلاد العرب وحدها، ولا حتى في داخل العالم الإسلامي وحده، بل هي في خارج العالم الإسلامي في الجاليات الإسلامية حيث تَكُون الأقليات الإسلامية في بلاد المهجر.
- وهي كذلك صحوة شباب، الشباب هي عمودها الفقري، وبخاصة الشباب المثقف، شباب الجامعات والمعاهد الذي أريد له في وقت من الأوقات أن يُعزل عن دينه وعن تراثه وعن أمته، وعملت فيه معاول الهدم الفكري عملها . أصبح هو الذي يُجَسِّد هذه الصحوة الإسلامية.

من خصائص هذه الصحوة أنها ليست صحوة مقصورة على الحماس أو الكلام أو الشعارات إنما هي صحوة تقوم على الالتزام بأحكام الإسلام وآدابه حتى السنن والمستحبات منها، بل إحياء ما كان قد مات من سنن وآداب [11]

خامسا / الصحوة الإسلامية في الفكر المعاصر:

لا يزال الحديث عن الصحوة الإسلامية، يأخذ مجاله الكبير في حركة الفكر المعاصر على مستوى النظرية والتطبيق، ليطرح تساؤلات كثيرة حول القضايا العامة التي أثارتها هذه الصحوة في عالم الإنسان، من حيث العناوين التي طرحتها في الساحة، ومن حيث المشاكل التي أثارتها، أو التحديات التي واجهتها، أو النتائج التي وصلت إليها. فهل استطاعت هذه الصحوة أن تنقل الإنسان إلى عالم جديد تختلف معطياته الفكرية والسياسية والاقتصادية عن المرحلة التي سبقتها، فتتبلور له قضاياه في مسألة الحرية أو العدالة، وتمنحه الأصالة في حركته نحو التوازن في حركة وجوده.

وهل تمكنت من إثارة مسألة الظلم المنتشر في الأرض لتتحدث عن كيفية مواجهته وتحريك قضية العبودية لتثير الفكر عن نوعية السيطرة عليها، وعن مسألة الجهل وطبيعة حلها وموضوع التخلف، لتبحث عن إمكانات الخروج منه.. وهل كانت في مستوى التحديات التي يفرضها الفكر الآخر أو الواقع المضاد..؟؟

وهل وصلت إلى بعض النتائج الحاسمة في حركة الأهداف؟ وهل استطاعت أن تكون البديل عن كل الواقع المسيطر على العالم؟

قد نحتاج في مواجهة هذا النوع من علامات الاستفهام أن نتفهم طبيعة هذه «الصحوة الإسلامية» وحجمها في حركة الواقع لنحدد صورتها وأبعادها الفكرية من خلال ذلك على مستوى النتائج، فما هي طبيعتها، وما هو حجمها؟.. عن هذا السيل من التساؤلات يقول العلامة السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله) :

"إننا نلاحظ أن الوضع الإسلامي كان يعيش حالةً من الركود في حركيته، فقد كان الفكر غارقاً في الكثير من الهوامش والتفاصيل التي تأكل حيويته، لأن المسألة كانت تتحرك في ذهنية التراث لا في ذهنية الحركة.. وكانت مسألة مواجهته لمشاكل الحياة على مستوى الواقع غارقةً في الضباب الذهني الذي فرضته الأفكار الجدلية التي لا تنفتح على آفاق النور في موقع، إلاَّ لتحاصرها الظلمة في موقعٍ آخر.. ما جعل البعض يطرح الإسلام في دائرة العباديات والأخلاقيات العامة والتشريعات الفردية بعيداً عن مسائل الحياة العامة في نطاق المسؤوليات السياسية والجهادية، كما جعل بعضاً آخر يطرح تجميد الإسلام في حركيته – مع اعترافه بشموليته – انتظاراً لآخر الزمان، لأن الظروف الحاضرة تمنع شرعيته، ويرى فريق ثالث أن مسألة الحديث عن الإسلام الشمولي قد تجاوزها الزمن، لأن المراحل الزمنية التي قطعها الإنسان ربطته بأوضاع جديدةٍ لم يواجهها الإسلام في مرحلة نشوئه وحركته السابقة، ما يفرض عليه أن يتخلى عن دوره للأفكار الجديدة التي تتسع لمشاكل الإنسان الجديدة، ليكون الإسلام مصدر إلهام في أفكاره وقيمه العامة، بدلاً من أن يكون مصدراً للعقيدة بتفاصيلها، أو للشريعة بشموليتها، ويقف إلى جانب ذلك فكرٌ إسلامي يعمل على الهروب من الغيب. ما أمكنه ذلك، ليتحرك في نطاق التوفيق بين ما هو الفكر الإسلامي وبين ما هو الفكر الغربي الذي فرض نفسه على الواقع السياسي في موازين القوة والضعف، لتكون المسألة المطروحة هي أن الإسلام يتفق مع المعطيات الحديثة للفكر الإنساني، وللتقدم العلمي، ما يجعل ذلك هو الميزان للقيمة الإسلامية في نظر الإنسان المسلم.. وهذا هو الاتجاه الذي قد لا يعوز أصحابه الإخلاص للإسلام، ولكنه يخضع للذهنية التي عاشت الانبهار بالحضارة الغربية، فأرادت للإسلام أن يأخذ بأسبابها في مجال التفسير للقرآن، والتوجيه للشريعة.. وقد انطلق – مع هذا الفكر التوفيقي – فكر حركيٌّ على أنقاض الفكر المتخلف الذي يُبعد الإسلام عن الحياة وفي مواجهة الصدمة الكبيرة التي انسحب فيها الإسلام من مواقع الحكم والتشريع من خلال الهجمة الشرسة على الإسلام في قواعده السياسية التي قادها الاستكبار العالمي الغربي"[12]


سادسا / الصحوة الاسلامية وشرائح الجالية المسلمة في أوربا :

لقد تطورت أحوال الجالية المسلمة في أوروبا مع ازدياد أعداد المسلمين وانتشارهم في جل الأقطار الأوربية وبروز الجيل الثاني والثالث بل والرابع، و تنقسم إلى عدة شرائح منها :

 أ- شريحة العمال و يمكن تصنيفها بالأمور منها : ضعف المستوى الثقافي، ضعف شديد في اللغة، رغم ذلك كانوا حريصين على تقاليدهم و دينهم.

ب- شريحة الكفاءات العلمية، التي كان له الفضل منذ خمسة عقود تقريبا، في تأسيس المراكز الثقافية الاسلامية و الاتحادات الطلابية.

ج- شريحة الأجيال الجديدة التي ولدت في الغرب و ترعرعت و تشربت الثقافة الغربية، و شريحة المسلمون من أصول غربية يمكن القول أن هاتين الشريحتين ستتقارب بل وتصبح واحدة خلال جيلين أو ربما حتى جيل واحد. 

ويمكن تحديد الأهداف الرئيسية لهذه الشرائح و المؤسسات التي ينتمون إليها، {مع مراعاة الفوارق بين سياسات الدول المختلفة}:

-  المطالبة بالاعتراف بالدين الإسلامي لما يمثله ذلك من مصالح كبرى للمسلمين في الدول الغربية.
-المشاركة السياسية والاجتماعية والفكرية في المجتمع الأوروبي.

 - محاربة التمييز العنصري.

- إزالة ما علق من تشويه حول الإسلام والمسلمين في صفوف أبناء المجتمعات الأوروبية ومؤسساتها
سابعا / نجاح الصحوة الإسلامية  في الغرب في استيعاب حاجة الناس وملامسة همومهم:
إن مقصد ظهور الصحوة الإسلامية هو مقصد إيماني شرعي، وأصحابها في الغالب لا يريدون من إبرازها والإعلان عنها إلا صلاح المجتمع وهداية الناس , لذا أستطيع القول أنها استطاعت بشكل مباشر وغير مباشر استيعاب حاجة الناس وملامسة همومهم، وهذا لا يمنع أن هناك جوانب أخرى من نشاطات هذه الصحوة الإسلامية أو مشاريعها لم تستطع استيعاب الحاجات أو ملامسة الهموم، ولعلي هنا أذكر بعض الجوانب التي استطاعت الصحوة الإسلامية من خلالها امتلاك قلوب الناس واهتمام الناس بها وبأفكارها وهي :ــ

1-  أن مناهج الصحوة تدور حول الدعوة إلى الله والعمل بسنة محمد عليه الصلاة والسلام في الوقت الذي كانت فيه الجاليات المسلمة في الغرب غارقة في النعيم المُلهي، واللذائذ المطغية، والتي أسرت العقل والقلب والبدن حتى أصبح الإنسان المسلم والعربي بالتحديد في الغرب إنساناً دنيوياً غارق في بحر الشهوات القاتلة إلى أن وصل مرحلة الفراغ الروحي، فجاءت الصحوة فدعت إلى العودة إلى الله والعمل بسنة نبيه [عليه الصلاة والسلام] والحرص على عمل الصالحات ، والبعد عن الحرام , فوجد الكثير من الناس في ذلك الوقت العصيب ضالتهم وبحثوا عن الاستقرار فوجدوه من خلال هذه الصحوة . 
2- اهتمت الصحوة في الغرب بالجوانب الإغاثية والمساعدات الإنسانية، ودعت إلى الاهتمام بالدول الفقيرة المسلمة ، وإيجاد سبل عملية حثيثة لوصول تبرعات المجتمعات المسلمة للفقراء والمعوزين في جميع البلاد الإسلامية إضافة إلى ما قامت هي من فتح صناديق للتبرعات الخيرية، ومن إنشاء للمراكز الصحية والتعليمية، وهذا الجانب وإن كان أصحابه ينوون به الأجر والنصرة إلا أنه عامل مهم في استقطاب قلوب الناس ومعايشة واقعهم . 

3 -  دعت الصحوة الإسلامية إلى نصرة المسلمين المستضعفين في بلاد الاسلام الذين استبيحت حرماتهم في تونس و مصر، أو الذين صودر اختيارهم الانتخابي في الجزائر،كما وقفت الصحوة الاسلامية بالتظاهر في وجه المحتل كما هو الشأن بالنسبة للقضية الفلسطينية  و التطهير العرقي البوسنة واحتلال أفغانستان والعراق، وهذا من أهم متطلبات الناس والأمة بوجه عام.

كما أستطاعت أيضا الصحوة الخروج  من عباءة العاطفة إلى ميدان البناء الراشد للعمل،كما شرح ذلك مطولا، العلامة عصام العطار، من مسجد بلال بمدينة آخن ألمانية، في مجلة الرائد، و لخصها الاستاذ نبيل شبيب في موقع الصحوة نت، "أن الصحوة، ساهمت بشكل جلي في العمل المنظم المؤسساتي، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر:

1- قيامها بإنشاء المراكز الإسلامية خاصة في دول شرق آسيا وأوروبا وأمريكا . 

2- استطاعت أن تعمل على تنشئة جيل من الدعاة والخطباء والمثقفين والساسة الذين يتحدثون باسمها على كافة الأصعدة . 

3-عملت على ترشيح أعضائها في الانتخابات الحكومية والبلدية والعمالية . 

4- ساهمت وبشكل كبير في توعية الشعوب الضالة أو المنحرفة حتى ظهر لها من النتائج ما يلمسه الجميع. 

5-استطاعت أن تزاحم أرباب الأفكار الأخرى، والعقائد المختلفة على وسائل الإعلام المختلفة وذلك بالبرامج الهادفة، والمقالات المثمرة التي أكلها و لو بعد حين . 

إلى غير ذلك من مساهمات الصحوة في ميدان البناء الراشد". 

ثامنا/الصحوة الاسلامية والإطار العام للمؤسسات الإسلامية في أوروبا:

يمكن القول أن معظم ما سنذكره هنا يمثل توجهات المنظمات الإسلامية في الغربعموما ولكننا ومن خلال معرفتنا للعديد من المؤسسات الإسلامية في أوروبا، يمكننا القول ان الكثير منها يشاطر المنظمات الإسلامية في أوروبا حسب الدول في رؤيتها وتوجهاتهاومنطلقاتها وأهدافها وسياساتها، لذا سنكتفي بتلخيص ذلك في نقاط [13]

1- الرؤية :

الحفاظ على الوجود الإسلامي في ديار الغرب وترسيخه وتمكينه من التعريف بالإسلام والدعوة إلى قيمه الإنسانية الحضارية والمساهمة الفاعلة في أوجه حياة المجتمع الأوروبي المختلفة (الإجتماعية والثقافية والفكرية والإقتصادية والسياسية.. )

2- المنطلقات

1- الإلتزام في فهم الإسلام حدود الكتاب والسنة وما أجمعت عليه الأمة في إطار فقه سليم يجمع بين الأصالة والمعاصرة،

بين المبدئية والمرونة، بين المحافظة والتجديد

2 -الإيمان بأن الإسلام منهج حياة كامل، يوجه نشاط الإنسان فرداً ومجتمعاً في جميع المجالات، والمؤسسات الإسلامية تتبنى هذه الشمولية وتدعو لها، مع مراعاة خصوصية الزمان والمكان في تطبيق هذا المبدأ

3- التربية بمختلف جوانبها الإيمانية والفكرية والدعوية أساس ذو أولوية في العمل الإسلامي، لذا يتوجب وضع المناهج والبرامج والوسائل المختلفة التي تساهم في تربية الأجيال وترسيخ القيم الإنسانية الحضارية في نفوسهم

4- الإيمان بأن الدعوة إلى الله تعالى بالتي هي أحسن واجب مقدس يجب العمل من أجله، وتسخير الإمكانيات له، مع الإلتزام بمبدأ النزاهة والصدق

 5- نبذ كل وسائل العنف والإكراه، والإيمان بضرورة الحوار والتواصل مع الآخرين

6- تكريس الجهود والإمكانات من أجل الحفاظ على الوجود الإسلامي في الغرب، والعمل على تثبيته وتقويته ليقوم بدوره في الإشعاع الحضاري المطلوب

7- التشجيع والعمل على تحقيق الإندماج الإيجابي للمسلمين في المجتمعات الغربية، إندماجاً يجمع بين الحفاظ على الشخصية الإسلامية من جانب، وممارسة المواطنة الصالحة من جانب آخر، خدمة للصالح العام، وتحقيقاً لمبادئ الأمن والإنسجاموالإزدهار.

8- العمل على التواصل الوثيق مع العمل الإسلامي والمؤسسات الإسلامية في العالم الإسلامي، بما يساعد على تحقيق الأهداف المشتركة. كما يشجع ويساهم في التقارب والتنسيق بين المنظمات الإسلامية العاملة

9- إعتبار المسلمين أنفسهم في الغرب جزءاً من الأمة المسلمة، يتبنون قضاياها العادلة، ويدافعون عن حقوقها بحكمة واعتدال مع مراعاة قاعدة الأولويات والتوفيق بين المصالح

10- العمل على أن يكون المسلمين في الغرب جسر التواصل بين الغرب والعالم الإسلامي، تواصلاً يحقق المصالح المشتركة والتعاون الإيجابي

3- الأهداف

1- التعريف بالقيم الإسلامية وبلورة الثقافة الإسلامية وفقاً لمقتضيات العصر، وخصوصيات الواقع الغربي
2- مساعدة المسلمين في الغربفي ممارسة واجباتهم والحفاظ على هويتهم الثقافية ورعاية شؤونهم الإجتماعية
3- تشجيع وإقامة المؤسسات المختلفة من مساجد ومدارس ومعاهد تعليمية وأندية ثقافية وإجتماعية ورياضية ومهنية وغيرها

4- الإرتقاء بالمؤسسات الإسلامية وتنمية خبراتها وتدعيم التنسيق والتعاون بينها

5- الإهتمام بالأجيال الجديدة من المسلمين وتهيئة الفرص لهم لتعلم الدين الإسلامي واللغة العربية ومساعدتهم على التفوق المهني

6- العمل على تحقيق حضور المسلمين في المجتمع الغربي وتمثيلهم في المؤسسات الغربية

7- السعي للاعتراف بالدين الإسلامي في الدول الغربية بما يعزز هوية المسلمين في بلدانهم الغربية.
8- توسيع الحوار الثقافي والحضاري بين المسلمين وأصحاب الأديان والعقائد والأفكار الأخرى والعمل على التفاعل معها وصولاً إلى توطيد السلم الإجتماعي في المجتمع الغربي.
9- التواصل مع المسلمين في العالم وتعزيز التعاون بين الغربوالعالم العربي والإسلامي.
10- مد جسور التعارف والتعاون مع المؤسسات والهيئات العربية والإسلامية على الصعيد المحلي الرسمي والشعبي وعلى المستوى العالمي في إطار المصالح المشتركة
11- المساهمة في الجهود الرامية لحماية الحريات والدفاع عن حقوق الإنسان وكرامته ونبذ كافة أشكال التمييز العنصري.


4- السياسات:

من أهم السياسات التي يمكن أن تكون توجهات عامة لمؤسسات الصحوة الإسلامية:

1- إعتبار المصلحة العليا للمسلمين فوق المصالح القطرية والحزبية والمذهبية وغيرها

2- الحرص على التعاون والتقارب بين المؤسسات الإسلامية الفاعلة على الساحة الواحدة فيما يتفق عليه من أهداف والعمل على ربط علاقات تعارف وتنسيق مع كافة العاملين في الحقل الإسلامي مع تجنب أي صدام

3- الإنفتاح على المجتمع والبيئة وربط علاقات تعاون مع مختلف الجهات التي تخدم مصالح المسلمين ودعم الحوار بين مختلف الأديان خاصة الحوار الإسلامي المسيحي

4- إلتزامالإعتدال والواقعية في معالجة قضايا المسلمين في الغرب.

5- العمل ضمن الأطر القانونية والحرص على الإستفادة مما تتيحه القوانين من إمكانات

6- تقديم القيام بواجبات المواطنة في المجتمع على المطالبة بالحقوق

7- إعتماد مبدأ التخطيط في كل الأعمال مع تقييم دوري ومتواصل لما تقوم به من أنشطة وإنجازات وما تقوم به من

اتصالات وإتفاقات لضمان التسديد والإصلاح.

 

تاسعا/ أهم المشاكل والمعوقات التي تواجه الصحوة في الغرب "أفرادا ومؤسسات":

1- التمييز العنصري والديني الذي ينتشر بين بعض شرائح المجتمعات الغربية، مع تباين بين الدول والمجتمعات هذه، وأثره على عدم استقرار الجالية وخوفها من المستقبل وتأثير ذلك أيضاً على واقع حياته الإقتصادية من خلال تمييز في الحصول على فرص العمل المتاحة إضافة إلى الأثر الإجتماعي والسياسي.

2- ضعف التواصل بين الأجيال وأثر الجهل وضعف المستوى الثقافي والحضاري لجيل الآباء وعدم قدرة الكثير منهم على توريث الهوية والقيم الإسلامية لأجيالهم الجديدة

3- تأثير آفات المجتمع الغربي المادية على المسلمين وخاصة على أجيالنا الجديدة [التفكك العائلي - الانحلال الجنسي – المخدرات...]

4- الإنعكاسات السلبية للخلافات العرقية والحركية والمذهبية للمسلمين في الغرب والتي انتقلت إلينا من بلاد المشرق الإسلامي والتي ساهمت ولا زالت تساهم في عرقلة القيام بدور ريادي متكامل للعمل الإسلامي والمؤسسات الإسلامية في الغرب.

5- وجود أفراد ممن يحملون توجهات وأفكار متشددة والبعض منها يمكن وصفها بالمتطرفة تسئ إلى الإسلام والمسلمين في الغرب بل وكل العالم من خلال طروحات تدعوا إلى معادات المجتمع الغربي بل ومحاربته ومما يزيد في أثرها السلبي إبراز الإعلام لها وبالأخص الإعلام العربي والإسلامي رغم انها لا تمثل إلإ شريحة صغيرة من المسلمين.

6- ضعف وغياب العمل المؤسساتي في الكثير من المؤسسات الإسلامية الذي يؤدي بدوره إلى كثير من المشاكل المالية والإدارية والتي يكون لها إنعكاس سلبي على ثقة المسلمين بها ومن ثم تساهم في ضعف العمل الإسلامي بل وحتى بث الفرقة بين المسلمين في المؤسسة الواحدة.

أحسب أن النقاط الست أعلاه تمثل المعوقات والمشاكل الأساسية التي تواجه أجيال الصحوة على وجه الخصوص وتحتاج من العاملين أفراداً ومؤسسات إلى مزيد من الاهتمام للتقليل من أثرها بحول الله.


عاشرا/ الآمال وتوجهات المستقبل:

لا شك ان الكثير من آمال المسلمين تقع في صلب أهداف المؤسسات الإسلامية التي سبق وأن ذكرناها ولكن يمكننا هنا التركيز المحاور الخمس التالية :

1- تطوير المؤسسات الدينية والإجتماعية والثقافية والتعليمية والمهنية القائمة اليوم والإرتقاء بها لتكون مراكز إشعاع حقيقية ترسخ القيم الإسلامية الإنسانية الحضارية في نفوس أبناء المسلمين كما تبصرهم بواجباتهم تجاه مجتمع يعيشون فيه و يساهمون في بناء أمنه ومستقبله.

2- التركيز على عنصري المرأة والشباب لأن المرأة هي بانية الأجيال والمساهمة الفاعلة في مستقبله وذلك من خلال مشاركتها الفاعلة في كل جوانب العمل الاجتماعي والثقافي والسياسي. وكذلك العناية بالشباب من خلال بناء مؤسسات إجتماعية وثقافية وبذل جهد متواصل من أجل عملية اندماجهم في المجتمع الغربي من خلال موازنة دقيقة بين الحفاظ على الهوية والقيم الإسلامية. [14]

3- الوصول إلى اعتراف رسمي بالدين الإسلامي ينسحب على كل الدول وذلك يتطلب جهود كبيرة ومتواصلة وسيمثل ذلك الاعتراف انجازاً عظيماً يساهم في تجاوز الكثير من العقبات في حياة طبيعية للمسلمين في الغرب.
4- تواصل استمرار الحوار الإسلامي مع الأديان الأخرى (خاصة الحوار الإسلامي المسيحي) ترسيخاً للقواسم المشتركة بين أبناء المجتمع الواحد وتعاوناً بينهم من أجل درء القيم الهابطة التي تنخر في أوصال المجتمع (كالتفكك العائلي والانحلال الجنسي والمخدرات،..) وخاصة عند الأجيال القادمة. [15]

5-تحويل حال العداء والخوف والترقب بين أوروبا والعالم العربي والإسلامي إلى وضع يسوده الأمن والسلام والتواصل وتبادل المنافع . ولا شك ان ذلك يحتاج إلى عمل دؤوب ومتواصل وصبر على كل الصعوبات التي تقف في طريق هذا الأمل المنشود.

الخاتمة/الصحوة الاسلامية نتاج اجتهادات متعددة :

مع إهلال الربيع العربي في الضفة الاخرى للبحر الابيض المتوسط، الصحوة الاسلامية في الغرب عموما وفي أوروبا خصوصا، مقبلة على مراحل مزهرة جديدة، تتأرجح بين التمكين و النصرة، والتكيف والاستقرار، لأن مسلمي الغرب الذين يعيشون كأقليات كبيرة نسبيا في دول الغرب لا بد وأنها تتأثر بما يحدث في دول العالم الاسلامي اليوم،  وتؤثر في الوقت نفسه في سياسات الدول التي يعيشون فيها بمقادير مختلفة، فلا بد للمسلمين أن يغتنموا هذه الفرصة بوضع استراتيجية علمية واضحة و شاملة تذوب فيها الفوارق المذهبية الضيقةوالنعرات القومية المقرفة التي استطاعت الصحوة الإسلامية تجاوزها، بحيث أصبح - و الحمد لله- يجتمع اليوم في المسجد الواحد العديد من الجنسيات والمذاهب تحت سقف فكري واحد، وهذا بفضل مجهودات المخلصين من أبناء الصحوة من  مشارب شتى، آتت أكلها ولو بعد حين ..

و بالتالي فإن الصحوة نتاج اجتهادات متعددة، لا يحق لأحد، مذهبا كان أو جماعة  أو نظاما أن يدعي أبوة الصحوة لوحده، وبالتالي فأبناء الصحوة وبناتها في الغرب، تجمعت لديهم خبرة وتجربة العديد من المذاهب والمدارس الفقهية، جعلتهم أحسن حالا بكثير من أبناء الصحوة في دولنا العربية والاسلامية الذين قيدتهم بعض السياسات والمذاهب وكبلت عقول بعضهم الأعراف المحلية، ففاتهم خير كثير، جد كثير .. لأجل ذلك فالصحوة الإسلامية "لم تنطلق من موقفٍ ضيّقٍ مضبوط، ليمارس حركته في وحدة الفكر الحزبي، المحدّد الملامح والاتجاهات والأساليب، بل انطلق من الحالة الإسلامية العامة التي تتمثل في الاجتهادات المتعددة التي يختلف فيها المجتهدون، ويتنوّع معها المقلّدون لهم، وفي الشعارات المتنوعة التي يلتزمها الناس تبعاً لمشاعرهم وأفكارهم وأوضاعهم في الساحة الإسلامية الواسعة" [16].

نعم الصحوة الإسلامية ولدت في الشرق و ترعرعت في الغرب فنفضت النوم عن عيون المسلمين، فأصبحوا يحدّقون بالنور الذي يملأ آفاق الإسلام في فكره وعقيدته، كما أبعدت المسلمين عن الاستغراق في الغفلة المطبقة على عقولهم وقلوبهم، ودفعت بهم إلى الاندفاع نحو مواجهة التحديات بكل طاقاتهم التي تتحدى الأخطار، وتتحمل الجراح، وتختزن الآلام [...]،ليعيش المسلم وحدة الموقف بين ما هو الفكر والعمل، وبين ما هو النظرية والتطبيق، فلا يكون مسلماًَ في العبادة وكافراً في السياسة، ومنحرفاً في خط السير..[17].

وفي ضوء ذلك، ارتفعت الغشاوة عن وعيهم الفكري والروحي، فأصبحوا يملكون الحذر في ما يُطرح من أفكار، وفي ما تتحرك في أوساطهم من دعوات، وفي ما يثار في ساحاتهم من تهاويل، أو يخطط لهم من مشاريع.. ليفكروا في ذلك بطريقة واعية تناقش ذلك كله في نطاق الفكر الإسلامي والشريعة الإسلامية، لتأخذ بالأصالة في الانتماء، عملا بقوله تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }.

ورغم بزوغ فجر "الربيع العربي" في تونس و مصر و ليبيا و اليمنو ..[18]، والذي أينعت بعض أزهاره و برزت بعض أشواكه هي في حاجة ماسة اليوم قبل غد، في بعضها للترشيد والبعض الأخر للتقليم و ثالث للنصرة - أن نتناول موضوع  الصحوة الاسلامية في الغرب الذي يعد من أهم الروافد لحركة الصحوة داخل دولنا الاسلامية، لا لشيء إلا لان الصحوة الاسلامية في الغرب استطاع  رجالها في الغرب، أن يتحاوروا  و يتعايشوا  في تربة  غير تربتهم و مناخ سياسي غير مناخهم المعتاد، لذلك من حق هذه الصحوة المباركة في الغرب، أن تعطي دروسا للدعوة الأمة الإسلامية في بلادنا العربية إلى إحياء المصالحة الشاملة للأمة مع ذاتها وبين حكامها وشعوبها بما يضمن تعزيز الحريات وضمان الحقوق والمشاركة في رسم المستقبل، واعتماد النهج السلمي والحوار سبيلاً للإصلاح وترتيب البيت وتعزيز القدرات والإمكانيات؛ لتصبح الأمة قادرة على أداء رسالتها في مسيرة الحضارة الإنسانية ، فالإسلام بعقيدته وشريعته يعتمد الحوار وسيلة للبلاغ والتفاهم مع الآخر انطلاقًا من اعترافه بكل النبوات والرسالات والكتب بما لا يعارض التعددية الدينية والحضارية.
والصحوة في الغرب دعت عمليا إلى تأكيد نهج الوسطية والاعتدال وتقديم البدائل الإسلامية في ضوء مقاصد الشريعة الأمر الذي مكنها من إدارة  حوار نـّدي مع أجناس وديانات أخرى استلزم الاعتراف المتبادل والمتكافئ واحترام الخصوصية للأمة الإسلامية، وأدارت  الصحوة من جهة أخرى حروبا سلمية  حقوقية و إعلامية، قصد المحافظة على ثوابت الدين الاسلامي في بعض بؤر التوتر في الغرب  ورفض التدخل لصياغة مناهجها التعليمية والثقافية والسياسية وبرامجها الدينية ومؤسساتها الخيرية، والكف عن إلصاق التهم الزائفة بالإسلام الحنيف. . [19]

أما بالنسبة لبعض قادة دولنا العربية، الذين لا يعترفون بجهد وفضل الصحوة الاسلامية في الغرب، ويرفضون التواصل معها كسفير مدرب ومجرب، مقدسين الغرب حد الثمالة في كل شيء، نقول لهم: كفانا جريا وراء ما تنتجه الالة الفكرية والثقافية الغربية، وكفانا العيش على وتيرة تقليده في كل شيء والهرولة إلى مائدته فأهل مكة أدرى بشعابها، فالمرحلة تقتضي العمل على فهم الذات أولا، ثم فهم الغرب ثانيا، مع تحديد أولويات المرحلة بمنهج يستبصر الافاق من داخل فهم مكونات السنن الحضارية والتاريخية، ولن يتأتى لهم هذا المطلب ما لم يقوموا بتجديد المنهج، يقول العلامة المغربي الدكتورالشاهد البوشيخيملخصا هذا الضرب من الفهم :"عبثا نحاول إصلاح الحال قبل إصلاح العمل، وعبثا نحاول إصلاح العمل قبل تجديد الفهم، عبثا نحاول تجديد الفهم، قبل تجديد المنهج، وإن تدبرا يسيرا لأول ما نزل من الهدى. هدى الله جل وعلا. يرشد إلى أن قراءة بمنهج معين، لتحصيل فهم معين، هي أول طريق وشرط البدء، إنها القراءة باسم الله{...}فالمنهج الراشد ينتج العلم النافع، والعلم النافع ينتج العمل الصالح والعلم الصالح ينتج الحال الصالح أوالحياة الطيبة. [20]

و بما أنه لن يصلح آخر هذه الامة إلا بما صلح أولها، فكذلك لن يتجدد أمر الدين حتى يتجدد فهم الدين، ولن يتجدد فهم الدين حتى يهتدي في منهج الفهم للتي هي أقوم. فكم من ترسبات منهجية فاسدة أفرزتها وراكمتها قرون الضعف والانحطاط في الأمة لا تزال مستمرة  التأثير، وكم من مقذوفات منهجية مدمرة صبها الغرب صبا على رؤوس نابتة في الامة، أو نفثتها في روعها، فهي فاعلة فيها فعل السحر ، وليس في الواقع- للأسف- اتجاه جاد يخلص العباد من سحرة فرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فاكثروا فيها الفساد".. [21]

فالمرحلة الراهنة  تقتضي، أن لا نكون في دائرة الهبوط الحضاري الذي يعيق كل إجراء يهدف لإخراجنا من مرحلة الغثائية على كافة الاصعدة إلى مرحلة العزة النفسية والقوة التي لا تعني البغي و الجبروت والتسلطن بقدر ما تعني المناعة والحضور الملموس المستبصر في عالم أعمى لا يعترف إلا بالأقوياء.. فالمطلوب حوار الذات قبل الحوار مع الآخر، حوار يكسبنا الوحدة والتعايش فيما بيننا أولا، إذ كيف ندعو إلى التعايش مع الاخر و ذاتنا تشكو حال الانقسام والتجزئة، سياسيا وثقافيا واقتصاديا.

إن التعاون بين الدولة والفرد كما يقول المفكر الاسلامي مالك بن نبي{رحمه الله}، على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، هو العامل الرئيسي في تكوين سياسة تؤثر حقيقة في واقع الوطن. وإذا ما تعذر هذا العمل - بين سياسة القمة وأشواق الأمة- فإن القطيعة المعنوية سوف تعزل الدولة عن الوطن وتشل الطاقات الاجتماعية، أو{والأمر هنا أدهى وأمر} تشتتها تشتيتا تكون نتائجه: عدم الانسجام وعدم التناغم، ومعارضات طاغية في فوضى شاملة، يسودها شعار {عليك خاصة نفسك}، ذلك الشعار الذي تدين بفترات الانحطاط والقهقري، كتلك التي أطلقنا عليها {عصر ما بعد الموحدين}. [22] وكما يقول إبراهام لنكولن رئيس الولايات المتحدة: إن التغرير بفرد ممكن دائما، والتغرير بشعب ممكن بضعة أيام، إلا أنه غير ممكن كل يوم.

هذه جملة محاور ونقاط أحببت أن أجعلها بين أيديكم لعلها تعطي فكرة ولو موجزة عن الصحوة الاسلامية في الغرب عموما، راجيا أن أكون قد وفقت لذلك داعياً الله عز وجل السداد في الخطى ،والتوفيق في المسعى والغنيمة من كل بر، لنا ولمؤتمركم الموقر،  والله يقول الحق و هو يهدي السبيل .

 {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}

 

هوامش:

ــــــــــــــــ

1-  ورقتنا:" فقه الأولويات عند الأقليات المسلمة في الغرب : الجالية المسلمة في سويسرا نموذجا"/ المؤتمر الدولي الرابع و العشرين للوحدة الإسلامية، بعنوان "الأساليب الفكرية و العلمية لتحقيق التقريب بين المذاهب الإسلامية" -  طهران / إيران: 19-21 فبراير /شباط 2011 .

2-  محاضرة فهمي هويدي ، هل يستهدف الإسلام الغرب؟ مؤتمر(الإسلام والغرب في عالم متغير) وتحت شعار " تفاعل بلا ذوبان خصوصية بلا انكفاء" في الفترة من 19-21 شوال الموافق 13-15 ديسمبر 2003م برعاية مركز الدراسات الاستراتيجية و وزارة الإرشاد والأوقاف، السودانية.

3-  طه جابر العلواني، درسٌ من الهجرة، مجلة الأمة بتاريخ 1 صفر 1431هـ

4 - محمد علي تسخيري، محاضرة الغرب والصحوة الإسلامية، مع التركيز على كتاب مستقبل الاسلام والغرب" لشيرين هانتر" نموذجا.

، الموقع الالكتروني.  5-  أوراق اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا

6-  يوسف القرضوي، الصحوة الاسلامية و هموم الوطن العربي و الاسلامي، ص 11- 12،

 7- محي الدين عطية، مجلة المسلم المعاصر العدد 42،ص5

8- يوسف القرضاوي، أولويات الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة، ص13

 9- مجلة المسلم المعاصر، عدد 1، ص 86

 10- يوسف القرضاوي أولويات الحركة الإسلامية ص -11-8

 11- يوسف القرضاوي، الصحوة الإسلامية بين الآمال والمحاذير، ص11-16

12- السيد محمد حسين فضل الله،الصحوة الإسلاميةإشكالات ومواقف وتطلعات، الموقع الالكتروني.  

13- أحمد الراوي،الإسلام والمسلمون والعمل الإسلامي في أوروبا، الواقع، المعوقات و الآمال، الموقع الالكتروني.  

14-  نسبة الانتحار في سويسر3/4 منها في صفوف الشابات المسلمات" التركيات"، حسب دراسة طبية قدمتهاالدكتورةانيتةربشيي رويي ، المستشفى الجامعي ببازل السويسري، http://www.skos.ch/store/pdf_f/zeso/2011/Nummer1/Interview-f.pdf

لتفاصيل أكثر أنظر ورقتنا "نماذج من اهتمام المؤسسات الدولية بالدور العالمي للزكاة وأهميتها في رعاية الوجود الإسلامي في أوروبا / مؤتمر عالمية الزكاة بين الواقع والمأمول"، الدوحة / قطر: 1-21 ديسمبر 2010

15- ورقتنا"العمل الصحفي في ميدان الحرب بين القانون الدولي الإنساني وأحكام الإسلام" في الندوة الإقليمية: "حرية الإعلام في دول الخليج العربي - من أجل إعلام مستقل ومتعدد"، بإشراف اليونسكو، الكويت:3-4 مايو 2010م.

16-السيد محمد حسين فضل الله: الصحوة الإسلامية إشكالات ومواقف وتطلعات ، الموقع الالكتروني.

17-السيد محمد حسين فضل الله ،المصدر السابق.

18- توصيات ندوة الاستبداد والثورة الاجتماعية ( تونس و مصر نموذجا )، التي دعينا إليها  ونظمها  منتدى الدراسات الحضارية السننية ، تحت إشراف المفكر الجزائري، الطيب برغوث: أيام :20-22-25-27- 29- جانفي2011.

19 - ورقتنا في المؤتمر الدولي بالأمم المتحدة: " مسلمون و مسيحيون لبناء مستقبل مشترك" ، جنيف / سويسرا: 1- 4  نوفمبر 2010، ألقيت بالفرنسية بعنوان:

Des musulmans et des chrétiens pour construire un avenir commun

- وورقتنا في المؤتمر الدولي بالأمم المتحدة:  الحوار بين الأديان و العيش معا متساوون و مختلفون { التساوي في الحقوق والواجبات والاختلاف في المعتقد و الديانات}، جنيف 28- أوت/ أغست -2011، ألقيت بالفرنسية بعنوان:

DIALOGUE INTERRELIGIEUX :Vivre ensemble égaux et différents « Créer des leaders par l’éducation des droits de l’Homme »/  8th Annual International HumanRightsSummitInterreligious Meeting / Geneva

20-الشاهد البوشيخي: " نحو منهج لدراسة مفاهيم الالفاظ القرآنية" جريدة المحجة البيضاء ، المغربية، عدد 143 / 2001/ ص: 61 .

21- الشاهد البوشيخي: " نحو منهج لدراسة مفاهيم الالفاظ القرآنية" / نفس المصدر.

22- مالك نبي:" بين الرشاد و التيه"، محور السياسة و الأيديولوجية، ص:82.