نحو تخفيف المعاناة والبغض الطائفي فيما بين المسلمين
نحو تخفيف المعاناة والبغض الطائفي فيما بين المسلمين
عبد الغني شمس الدين/ ماليزيا
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
يعيش المسلمون اليوم في محنة تلو المحنة, قبل ان تحل القضايا السياسية والإنسانية في فلسطين تأتي مشاكل أخرى في اليمن وسوريا ومصر . وهكذا تتراكم المشاكل والمصاعب مما يضاعف نسبة عدد النازحين واللاجئين من المسلمين في داخل البلاد وخارجها في العالم . هذا بالإضافة إلى المعاناة والمظالم التي تحدث في الروهينغيا والصومال والشيشان وغيرها . ثم ان هذه النكبات تشتد وتتعاظم حتى تقضي على الأخضر واليابس في البلاد المنكوبة وتضعف امال المسلمين في مستقبلهم السياسي والاقتصادي والثقافي والعسكري. اما في ما يتعلق بالعالم الغربي فمليء بالصراعات والريبة والشكوك حتى في ما بين دول الجوار والعالم الغربي نفسه
لقد ابدع الشيخ محي الدين قرة الداغي حينما عبر عن ذلك بقوله:"
إذا نظرنا إلى من حولنا في هذا العالم، سواء أكان العالم الإسلامي والعربي أو الغرب، أو بصورة عامة العالم الإنساني، لوجدنا أن المؤامرات تحاك في هذا العالم من كل جانب، وأن هذا العالم بصورة عامة لا يعيش على وئام، ولا على مودة، ولا على حب المصلحة للآخرين، فعلى مستويات الدول الغربية التي يجمعها جامع الدين المسيحي، والمصالح المشتركة وغير ذلك، نراها تعيش هذه العوالم في حالة خصام، وتجسس، وارتياب، وشك بعضهم من بعض، كما تثبت ذلك الوسائل الحديثة من التجسس على كل ما يحدث في أوروبا، على الرغم أن أوروبا الغربية ترتبط بأمريكا بعدة وشائج ومصالح، وأنها تابعة لأمريكا دائماً على مر تاريخها الحديث المعاصر.
أما إذا تجاوزنا هذا العالم إلى عالم بين الشرق والغرب، وبين الغرب والصين وروسيا، فترى أن العالم عالم غريب، من المؤامرات، وتصرف مئات المليارات من الدولارات على التجسس، حتى يعلم كل واحد ما يفكر به الآخر، وحتى يدبر كل واحد للآخر ما يؤدي إلى هلاكه أو ضعفه.
أما عالمنا الإسلامي اليوم فلا حديث عن ذلك، لأن عالمنا ليس لديه قوة يحسب له، ويعتبر له، لا في الأمم المتحدة ولا في غيرها من المحافل الدولية، لذا أصبحت أسرارنا ومعلوماتنا متاحة دون الحاجة إلى التجسس أو إلى غير ذلك.
عالم غريب فيه الشك والريبة، عالم خلال أقل من قرن حدثت فيه حربان عالميتان، أكلت الأخضر واليابس، واليوم هناك حربان آخريان، حرب عالمية ثالثة ضد الإرهاب، والمقصود به الإرهاب الإسلامي، ثم ظهر حرب عالمية مكملة لهذا الحرب، وهو الحرب على الإسلام بصورة عامة، وضد من يمثل هذا الإسلام بصورته الوسطية. "
هذه الصور الكئيبة تزداد وضوحا فيما لو أمعنا النظر ودرسنا كل إشكالية أو قضية على حدة.
ففي مصر مثلا تقوم القوى الأمريكية والإسرائيلية وغيرها بالتعاون مع القوى اللبرالية والقومية وبعض الفئات المنحرفة في الإجهاض على الحكومة الديمقراطية المنتخبة وإحلال محلها بالحكومة العسكرية المتغطرسة ، لا تهتم بالمقومات الإنسانية ولا حريات الافراد ولا العدالة ولا الشرعية.
ففي حينها تتبدل السياسة إلى الخساسة. فتتغير المفاهيم وتتبدل الأفكار والموازين ويتبدل الخير بالشر.والسياسة بالخساسة.
فالسياسة –مثلا –" تقتضي أن تراعي الأصول العقدية والأخلاقية والتشريعية والأعراف الاجتماعية، واما الخساسة هي إهمال كل الثوابت الدينية، والجري وراء الفلسفات العالمية والانحرافات الخارجية وجلبها إلى المجتمع بعد ليِّ عنقه كي يقبل بالطبخة الأجنبية، السياسة هي استيعاب كل الطاقات الوطنية وتوظيفها في أحسن المواقع القيادية، والخساسة هي اعتقال و"تطفيش" الطاقات الوطنية، وزجِّها في السجون والمعتقلات أو طردها إلى الدول الخارجية كي تريِّح البلاد والعباد من مشاريعهم القوية، السياسة تعتمد الوضوح مع الشعوب والمجتمعات، والصراحة في المُلمات، والخساسة التواء وكذب وخداع للشعوب، واللعب بالعواطف والأرقام، حتى تفيق الشعوب على خراب مالطة، ويبقى أقطاب الخساسة يكذبون ويدلسون، السياسة أن يُكرم أهل العلم والفضل والخبرة والحنكة، والخساسة أن يهان ذوو العلم والفضل والخبرة، السياسة أن تصان النساء عن الامتهان، وتتفرغ لتربية الرجال، وتساهم في بناء مجتمعها دون سفور وابتذال، والسياسة العربية حتى لو طغت تبقى محافظة على حرمة البيوت، حتى إن أبا جهل يستغرب طلب أحد "فتواته" ليلة الهجرة: لِم ننتظر محمدا حتى يخرج من بيته فتقتله؟، فلندخل عليه بيته، فغضب أبو جهل وقال : أتحبون أن تتحدث العرب أننا فزَّعنا بنات محمد؟!!!، أما الخساسة فقد أنتجت قوما يقتحمون البيوت على النساء والفتيات والأطفال ويعتقلون الحرائر والقاصرات، بل يهتكون الأعراض للضغط على الدعاة الأحرار"
ان ما يحدث في مصر وفي عالمنا العربي وخاصة مع الربيع العربي، شيء تجاوز ما يتصوره العقل من بذل المليارات من الدولارات في سبيل إفشال هذه الثورة، وفي سبيل إفشال الربيع العربي، وهناك أيضاً أيادٍ حقيقية تنفيذية تعمل لمصالح الصهاينة وأعداء الإسلام، لأنهم يعلمون علم اليقين بأن هذه الأمة لا يمكن أن تنهض أو تتقدم إلا إذا أصبحت أمة فيها الحرية، وفيها الإحساس بكرامة الإنسان.
ومن جانب آخر في مستوى العالم الإسلامي والعربي هناك مؤامرات تحاك من اجل تفجير وتقطيع وشائج الإيمان والاخوة الإسلامية بين أبناء مذاهب وطوائف المسلمين تهميدا للقضاء على وحدتهم والنيل من سيادتهم الوطنية وإمعانا في الكيد والتنكيل بهم.
لقد عرف الاستعمار الجديد مدى جسامة خسائرهم المادية والبشرية في شن حروب لمحاربة الإرهاب الإسلامي على تعبير أبواقهم الإعلامية فعمد إلى أسلوب شن الحروب بالوكالة وحث المسلمين للتحارب والتقاتل والتناحر فيما بينهم حتى "يخربون بيوتهم بأيديهم"ثم يأتون للقضاء على من يتبقى منهم على قيد الحياة .
أهمية تعزيز أواصر التقريب في ما بين الناس
الإسلام دين المحبة والرحمة حتى في ما بين المسلمين وغير المسلمين وان كان التقريب لا يجوز في ما بين اتباع الأديان إذا كان يؤدي إلى إذابة الفوارق الجوهرية بين الأديان المختلفة كما بين التوحيد في الإسلام و(التثليث ) في النصرانية وما بين (التنزيه ) في العقيدة الإسلامية و(التشبيه في العقيدة اليهودية ) أو إزالة التباين في الفروق الأساسية بين المسلمين وأهل الكتاب ، وبتعبير أخر لا يجوز التقريب بين الأديان بمحاولة مفتعلة وممجوجة لتذويب الفوارق الجوهرية فيما بينها إلا ان هناك من التقريب ما هو المقبول وخاصة فيما بين الأديان السماوية إذا كان يؤدي إلى نتائج ايجابية لإسعاد البشرية وينشر السلام والأمن العالمي.
ومن التقريب المفيد –مثلا - إذا كان يؤدي إلى :
1.الحوار بالتي هي أحسن أو
2. التركيز على القواسم المشتركة بيننا وبين أهل الكتاب أو
3. التعاون لمواجهة الإلحاد والإباحية أو
4. مناصرة قضايا العدل والشعوب المستضعفة أو
5. إشاعة روح التسامح لا التعصب أو
6 التعاون في المجالات المختلفة كمشاريع التنمية والعلمية وما إلى ذلك
ومن هنا فان التقريب وتعزيز أواصر التالف والتقريب فيما بين اتباع المذاهب المعتبرة في كيان الأمة الواحدة اوكد واوجب.
أهمية ترسيخ فكرة التقريب بين المذاهب الإسلامية
ان مجالات الاختلاف فيما بين علماء وفقهاء الأمة في استنباط الاحكام جد واسعة ومتبينة. فلا ينبغي ان نجعل التبابن والاختلاف فيما بينهم وسيلة لتفريق الأمة وتشتيت شملها أو ان تطغى العصبية المذهبية على المسلمين, لأنـّه من الأمور التي علمنا من استقراء المذاهب الفقهية , وأراء الفرق الكلامية أن في كل منها خطأ وصوابا, ولم نعلم مذهبا من المذاهب الإسلامية المعتبرة خطأ كله أو صوابا كله. اذن, فمن الواجب عليهم ان يأخذوا بما ظهر بالبرهان صوابه,وان يكون قصارى جهدهم الرغبة الصادقة في الوصول إلى الحق دون أن يقيموا وزنا لما سوى الحق, بذلك يصبحون فعلا أمة واحدة , ويصبح الخلاف الفقهي والكلامي والنظري في محيطهم وسيلة من وسائل القوة العلمية والسعة الفكرية, ويتفرغون لما هو أولى بهم من التعاون على نصرة الدين, وإصلاح حال المسلمين, وتبليغ كلمة الله واضحة قوية إلى الناس أجمعين.2
والتقريب بين المذاهب الإسلامية الذي ندعو إليه لا يعني إزالة أصل الخلاف بينها, ولا يعني أيضاً أعطاء الباطل صفة الشرعية , ومنح الدخيل من الأفكار صفة الأصيل , لتبقى بذور الفتنة وأسس الخلاف بين الأمة لتشتعل في أية لحظة يراد لها, ولا يعني أيضاً السكوت عن الأخطاء التي قد توجد في بعض الأفكار والمفاهيم , وعدم بيان الحق في مسألة من المسائل المطروحة , وإنّما المراد من التقريب هو : تفهم أوجه الخلاف بينها , لوضع الخلاف في إطاره الصحيح والمشروع, إذا الاختلاف من طبيعة البشر, والاختلاف بين المذاهب الإسلامية لا بد أن لا يخرج من هذا الأصل , والذي يؤدي بسبب هذا الخروج إلى تقسيم الأمة إلى شيع وأحزاب.3
وحيث ان المعرفة العلمية بين المذاهب الإسلامية بإمكانها أن تساهم في التقريب حتى على قاعدة الاختلاف، فلا مندوحة من التجديد العلمي والفكري لخطاب التقريب بالشكل الذي يستجيب لتطورات العصر ودخول العالم القرن الحادي والعشرين، كما يستجيب –أيضاً - للتراكمات المعرفية في هذا المجال، وللتحوّلات المعاصرة والشاملة التي مرت بها الأمة من حين لأخر.
غير ان فكرة التقريب قد لا تقتنع بها الأمة بفعل الإخفاقات المتتالية التي منيت بها في بعض المناطق أو الأقطار مما يضعف التجاء البعض إليها ، فلا بد من تجديد قناعة الأمة بمسألة التقريب وترسيخ هذه القناعة، وتطوير وعي الأمة بهذه المسألة، وجعلها من قضاياها الرئيسية التي تدافع عنها وتمارس عليها رقابتها.
فمصدر الاختلاف ليس فقط بسبب اختلاف المذاهب ولكن أيضاً لأسباب نفسية وسياسية ونحوها
ولإذكاء المواقف الايجابية وتشجيع الاتجاهات نحو التقريب في افراد المجتمع فلا مندوحة أيضاً من احياء تراث التقريب في الأمة، وهو من تراث النهضة والإصلاح النابض بالوعي واليقظة والأمل، ومن عطاء العقلاء والمصلحين والخيِّرين في الأمة، وهو التراث المشرق واللامع والملهم الذي هو بحاجة إلى العناية به.
ومن ناحية أخرى فان نهج التقريب ينبغي ان يكون متأصلا في الأمة بحيث يكون من القواعد الفكرية والعلمية والأخلاقية التي يلتزم بها الجميع في مجالات الكتابة والتأليف والنشر، وضرورة تعميم هذا النهج على المؤسسات الإعلامية والجمعيات الأهلية والنقابات التي تمارس دور الإشراف والرقابة في المجالات المذكورة، كاتحادات الناشرين ونقابات الكتاب وغيرها من المؤسسات المعنية والمتخصصة.
بعض المعوقات لحركة التقريب
وبالرغم ان فكرة التقريب لها ايجابيات عديدة للمجتمع الإسلامي إلا ان هناك مواقف أو اتجاهات تعرقل أو على الأقل تضعف من فعاليتها في التخفيف من حدة النزوع إلى الاختلاف . منها ما ذكره الدكتور طه جابر العلواني في صفحته الاليكترونية :
"انَّ فهمًا خاطئًا لبعض القضايا الأساسيَّة في عصورنا المتقدِّمة ساعد في تأسيس «ثقافة الاختلاف» والتأصيل لها، وقلَّل من أهمِّيَّة احتواء الاختلافات وفضِّ المنازعات، وساعد على تأجيجها وتكريسها، ومن بين الأفهام الخاطئة فَهْمُ البعض لقوله تعالى: ﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ (هود:118-119)، فكثير من المفسِّرين ربطوا اسم الإشارة «ذلك » بالاختلاف، وجعلوه -بأنواعه وبدون تفاصيل أو تحفُّظات- غايةً إلهيَّة، وليس الأمر كذلك، فالله تعالى خلقهم للهداية، وأناط بهم مهامًّا جسيمة لا يستطيعون-وهم مختلفون- الوفاء بها؛ كإعمار الكون المحتاج لتعاون البشريَّة وتكافلها، وإقامة العدل، ونشر قيم الحقِّ والخير والجمال فيه، فكلُّها أمور يقوم بها المتضامنون المتآخون المتحابون المتكافلون في السرَّاء والضرَّاء، المؤمنون بوحدة البشرية أسرةً ممتدَّة، ووحدة الأرض بيتًا آمنًا لهم؛ فسوء الفهم جعل الاختلاف غايةً ومقصدًا، فإذا لم يختلف الناس ولم يتنازعوا فكأنَّ الغايةَ لن تتحقُّق."
"وهناك أمر آخر أسَّس لاتجاهات الاختلاف وبناء ثقافته، هو إيمان بعض النّاس بقدرتهم على الإحاطة بالحقائق، فإذا بدا لهم رأيٌ أو موقف اعتبروه حقيقةً مطلقةً، واعتبروا كلَّ مخالف خارجًا عن الحقِّ مستحقًّا للنار والدمار والإبعاد والعزل عن الأسرة البشرية، ونجد شيئًا من تفسير للاختلافات الناشئة في عالمنا الإسلامي، تبدأ صغيرةً كمستصغر الشرر وسرعان ما تنمو ويتوقَّف العقل أمامها لتعمل العواطف والأهواء بتصعيدها وإشعال أوارها، فتصبح أزمةً مستفحلةً مستبسلة يستعصي حلُّها."
"قلِّب الطرف في بلدان المسلمين وانظر اختلافاتهم، واطرح ما شئت من أسئلة حول أسبابها، لتكتشف أنَّها أصلاً أسباب لا تستدعي واحدًا من الألف من نتائجها التي قادت إليها، فالاختلافات هيمنت على علاقات الحكَّام والشعوب والعلماء والعامَّة، والعلماء فيما بينهم، والعامَّة في مختلف مستوياتهم، والأحزاب السياسيَّة، والحركات الدعويَّة، والنقابات الفئويَّة، وكأنَّ الناس لا يمكنهم العيش إلاّ في ظلال فرديَّة مطلقة، تجعل من كلِّ فرد كيانًا قائمًا بذاته، يستعيض بها عن الأمة والشعب والدولة والأسرة، وسائر مستويات الائتلاف، وهذه الظاهرة تحتاج لعلاج سريع وإلا فستُهلك الأخضر واليابس، وعلاجها لن يكون بمجرَّد الوعظ والنصح والإرشاد، فذلك كلّه جزءُ العلاج، فلا بدَّ من آليَّات دقيقة تبدأ بالطفولة الأولى ولا تتوقف، تُعلِّم الناس ثقافة أخرى للاختلاف تُزيل من الأذهان والعقول الإحساس بإمكان أيِّ إنسان الإحاطة بالحقيقة المطلقة، فذلك شأن العليم الخبير، وتعلِّم الناس أنَّ تعدُّد المواقف والرؤى -بتعدُّد زوايا النظر- إنَّما هو أمر إنسانيٌّ لا يجعل الحقَّ باطلا ولا الباطل حقًّا، ثقافة تتجاوز مبدأ الثنائيَّتين: حقٌّ باطل، صواب خطأ، أسود أبيض، بل تنظر إلى الألوان الأخرى لتعرف أنَّ هناك ما لا يندرج منها تحت طرفي الثنائية، فهل يستطيع المسلمون وعقلاؤهم وجامعاتهم ومنابرهم وفضائياتهم بناء ثقافة مغايرة للاختلاف؟ تسمح بصيانة ما تركته الصراعات والنـزاعات والاختلافات من مقومات وقدرات الأمة على البقاء؟ نسأل الله التوفيق لتحقيقه وإيجاده، لنرى ثقافة للاختلاف تسمح بالتسامح والتعايش، وتؤمن بتعدُّد زوايا النظر ووسائل الرؤية، لتجمع الكلمة، وتوحِّد الصفوف، وتزيل وحشة القلوب، وعن الإسلام والمسلمين والمواطنين ظلمات أسباب الاختلاف وثقافتها.."
ومن هذا المنطلق نرى انه من اوجب الواجبات ان ندعم مساعي الحميدة لتعزيز الاتجاه نحو التقريب والتاّلف في ما بين اتباع المذاهب الإسلامية حتى نستطيع ان نتفرغ للقيام باعمال تبني حضارة الأمة في المستقبل .
المبادئ التي يمكن الالتزام بها لتقوية التالف
والتقريب بين المذاهب الإسلامية لها عشرة مبادئ للحوار طبقا لما ذكره رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، منها.
"المبدأ الأول: حسن الفهم
والمقصود بحسن الفهم في هذا المقام حسن التعرف على حقيقة موقف الطرف الآخر، ولا يكون ذلك من أفواه العامة ولا من الشائعات، ولا من واقع الناس، بل يجب أن يكون من مصادره الموثقة أو من العلماء الثقات المعروفين؛ فكثيرا ما يكون الواقع غير موافق للشرع، وكم من كلام يردده العامة ويشيع بين الناس، وهو في الحقيقة مجرد أكاذيب وإشاعات لا أصل لها.
ومن المهم في هذا الصدد التفريق بين الأصول والفروع، وبين الفرائض والنوافل، وبين المتفق عليه والمختلف فيه، وبين الشائعات والحقائق، وبين ما يلزم الفقه وما يفعله الناس من عند أنفسهم.
وأبرز مثال على ذلك مسألة تحريف القرآن؛ حيث يرى بعض علمائهم أن القرآن محرف بمعنى أنه ناقص، ولكن هذا الرأي ليس متفقا عليه عندهم، فهناك من علمائهم من رد عليه وفند شبهاته.
"يجب التفرقة بين المتفق عليه والمختلف فيه الذي ينبني على حسن الفهم عن طريق المصادر الموثوق بها بعيدا عن الشائعات وكلام العوام"
وهذا الذي يجب اعتماده لا الآخر؛ لأن هذا الرأي له ما يؤيده من واقعهم، فالمصاحف المطبوعة عندهم هي نفس التي عندنا، وهي نفس التي يُحفِّظونها لأبنائهم ويربونهم عليها حفظا وتدريسا، وهي نفسها التي يستدلون بها على الأحكام الشرعية في العقائد والفقه وغير ذلك.
وهذا ما يجعلنا نؤكد على وجوب التفرقة بين المتفق عليه والمختلف فيه الذي ينبني على حسن الفهم عن طريق المصادر الموثوق بها بعيدا عن الشائعات وكلام العوام.
المبدأ الثاني: حسن الظن
وتحت هذا المبدأ أورد الشيخ نصوصا عديدة من القرآن والسنة يستدل بها على وجوب حسن الظن بالآخر، وتحريم سوء الظن به، فالإسلام يقيم العلاقة بين أبنائه على حسن الظن، ويحمل حال غيره على أحسن المحامل وإن كان يحتمل معنى آخر.
ولهذا يرى أن أول ما ينبغي أن نطرحه من طريقنا لكي نقرب بين الأمة بعضها وبعض هو سوء الظن، وأن نغلب فضيلة حسن الظن فيما بيننا كما هو شأن أهل الإيمان، ولا يصح هنا أن نحْمل كل فعل حسن أو تصرف صالح يصدر عن الشيعة على أنه من باب التقية؛ لأن ذلك ضرب من سوء الظن لا مبرر له ولا داعي إليه.
المبدأ الثالث: التركيز على نقاط الاتفاق
وذكر الشيخ هنا ثلاثة أمور يتفق عليها أهل السنة وأهل الشيعة جميعا، أولاها: الاتفاق على الإيمان بأصول العقائد المعروفة، وثانيها: الاتفاق على الإيمان بالقرآن الكريم، ولا نثير هنا ما ذكره البعض من أنه ناقص أو محرف.
وثالثها: الاتفاق على الالتزام بأركان الإسلام وشعائره الكبرى من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت، فالسنة والشيعة متفقون على هذه الأركان، وإن حدث خلاف بينهم فكما يحدث بين المذاهب الفقهية عند أهل السنة.
وإذا كان الشيعة لا يعترفون بكتب الحديث المعتمدة عند أهل السنة، فإن معظم ما ثبت عندنا بالسنة ثبت عندهم من طريق رواتهم، والمهم أن الفقهين في النهاية يتقاربان إلى حد كبير؛ لأن المصدر الأصلي واحد وهو الوحي الإلهي، والأهداف الأساسية والمقاصد الكلية للدين واحدة عند الفريقين، وهي إقامة عدل الله ورحمته بين عباده.
المبدأ الرابع: التحاور في المختلف فيه
"المحاورات تكون مجدية ونافعة، فربما أدى تلاقح الأفكار وتفاعل الآراء إلى جلاء نقطة كانت غامضة، أو تقريب مسافة كانت بعيدة، أو الخروج بتفسير يقبله الطرفان"
يرى الشيخ أنه ينبغي التركيز في الحوار على الجوانب العملية التي يقصد بها أمران:
الأول: ما يتعلق بمواقفنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فنجتمع حول هدف واحد، ونصدر عن موقف واحد، ونواجه المخططات المعادية بخطة وإستراتيجية واحدة.
الثاني: ما يتعلق بالأحكام الفقهية العملية، فالحوار فيها أيسر وأقرب منالا من الأمور العقائدية والكلامية.
ومثل هذه المحاورات تكون مجدية ونافعة، فربما أدى تلاقح الأفكار وتفاعل الآراء إلى جلاء نقطة كانت غامضة، أو تقريب مسافة كانت بعيدة، أو الخروج بتفسير يقبله الطرفان، وبخاصة إذا كان الحوار جادًّا ومخلصا في طلب الحقيقة بعيدا عن التعصب والانغلاق.
المبدأ الخامس: تجنب الاستفزاز
فمتى استخدم أحد الفريقين ألقابا وكلماتٍ وعبارات مثيرةً ومستفزة للطرف الآخر فلن ينجح الحوار أو يثمر طرحه المنشود، وذلك كتسمية أهل السنة للشيعة بـ"الرافضة"، وتسمية أهل الشيعة للسنة بـ"الناصبة".
ومن ذلك البعدُ عن الموضوعات ذات الحساسية الخاصة مثل الإساءة إلى الصحابة من قبل الشيعة، ووضع الشيخ هنا نقاطا ينبغي أن يتفقوا عليها:
الأولى: أن هذا الذي وقع بين الصحابة أصبح تاريخا طويت صفحاته، وسيسأل الله أصحاب هذه الأفعال عنه ويجزيهم بأعمالهم ونياتهم، ثم علينا أن ننشغل بقضايا واقعنا المرير، ونتكاتف لإصلاحه من الآفات والعقبات التي تقف أمام المصلحين والمجددين.
الثانية: أن مسألة السب عموما لا تليق بالمسلم، فليس المسلم بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء، وبخاصة إذا تعلق السب بأناس مثل الصحابة.
الثالثة: أن يحرص الفريقان على نقل الأقوال التي من شأنها أن تجمع ولا تفرق، وخاصة كلام العقلاء من علماء الشيعة عن الصحابة، فهذا من شأنه أن يصفي الأجواء، ويوحد الصفوف.
المبدأ السادس: اجتناب تكفير كل من قال: "لا إله إلا الله"
ونقل الشيخ هنا أقوالا لعلماء كبار، منهم: ابن الوزير وابن تيمية والهيثمي، تنكر أشد الإنكار، وتحذر أبلغ التحذير من تكفير الناس بذنب أو خطأ.
وذكر في هذا المقام قضية مهمة، وهي أن من ينكر أحاديثَ آحادٍ لشبهة عنده أو تأويل تأوَّله لا يُكفَّر، فهم يردون هذا الحديث أو ذاك لا لينكروا السنة، بل لأنهم رأوه مخالفا لدلالة القرآن الواضحة، أو للأحاديث اليقينية المتواترة، أو للعلم القطعي المؤكد، أو للواقع التاريخي الثابت، أو لدلالة الحس والعقل، أو غير ذلك مما جعله علماء الحديث أنفسهم من دلائل الوضع في الحديث.
المبدأ السابع: البعد عن شطط الغلاة
"من المبادئ المهمة في الحوار والتقريب البعد عن الغلاة والمتنطعين والمتطرفين من كلا الفريقين الذين يثيرون الفتن في أحاديثهم وكتاباتهم"
ومن المبادئ المهمة في الحوار والتقريب البعد عن الغلاة والمتنطعين والمتطرفين من كلا الفريقين الذين يثيرون الفتن في أحاديثهم وكتاباتهم، ومن أبرز مظاهر الغلو اتهام الغير بالكفر، وإذا كان هناك متخصصون في تكفير المسلمين جميعا، فإن هناك متخصصين في تكفير الشيعة دون غيرهم، وربما أضافوا إليها بعض الطوائف الأخرى، ولهم في ذلك أدلة:
أن الشيعة يؤمنون بتحريف القرآن، وينكرون كون السنة مصدرا ثانيا للتشريع، ويسبون الصحابة، ويدّعون العصمة لأئمتهم بل يدعون أنهم أفضل من الأنبياء وأنهم يعلمون الغيب، ولذلك يستغيثون بهم من الكروب، وينذرون لهم النذور، ويقولون "هؤلاء شفعاؤنا عند الله"، و"ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى".
ويرد الشيخ كل هذه الأدلة معترفا بما عندهم من أخطاء يجب إزالتها وتعديلها، فالقرآن عندهم هو المحفوظ بين الدفتين، المستنبط منه الأحكام، المقرر عندهم في المناهج، ومصحف إيران هو هو مصحف مصر والسعودية، وأما دعوى تحريف القرآن أو نقصه فهو قول مردود رده المحققون من علمائهم.
وأما الشيعة فهم لا يعترفون فعلا بمصادرنا، لكن ما ثبت عندنا ثبت عندهم بطرق أخرى مع اختلاف يسير، أما سب الصحابة فهذا ما ننكره عليهم وإن كان المعتدلون منهم والمحققون من علمائهم ضد هذا، ولا يستحقون عليه التكفير لما لهم فيه من شبهة تأويل.
وأما دعوى عصمة الأئمة فنحن نخطئهم في هذا بلا شك؛ لأنـّه لا عصمة إلا لله ورسوله، ولا نرى فيه كفرا بواحا، وأما ما وقع فيه الشيعة من شرك العوام، فهو موجود عند أهل السنة أيضاً، وربما بدرجات متفاوتة.
لكن علماء الشيعة لا ينكرون على عوامهم كما ينكر علماء أهل السنة على عوامهم، وهذه ميزة للسنة على الشيعة في هذا الجانب، وأوصي الشيخ هنا بإشاعة أقوال المعتدلين من الفريقين، فهذه الأقوال هي التي يجب أن ننشرها ونذيعها ونثمنها في الوقت الذي نهمل فيه أقول الغلاة ونغض الطرف عنها.
المبدأ الثامن: المصارحة بالحكمة
فلابد من المصارحة بالمشاكل القائمة والمعلقة والعوائق المانعة ومحاولة التغلب عليها على أن يكون ذلك كله بالحكمة والتدرج والتعاون المفروض شرعا بين المسلمين بعضهم وبعض.
ومن ذلك المصارحة بخطورة نشر المذهب الشيعي في بلد كله سني والعكس كذلك، ومراعاة حقوق الأقلية السنية بين الشيعة، والأقلية الشيعية بين السنة كما هو حادث بين الأقباط والمسلمين في مصر، فواقع إيران أو العراق في أشد الحاجة إلى ذلك الآن.
فينبغي أن يصارح بعضنا بعضا بمثل هذه الأمور في جو من الإخاء، والإخلاص في طلب الحق، والتجرد من أجل الوصول إلى كلمة سواء.
المبدأ التاسع: الحذر من دسائس الأعداء
ومن المبادئ المهمة في الحوار والتقريب أن نَحْذر مخططات الأعداء ودسائسهم التي يريدون أن يمزقوا بها شمل الأمة ويفرقوا وحدتهم، فيقولون: مسلم وقبطي، أو سني وشيعي، فإذا لم يجدوا شيئا من ذلك قالوا: قومي وإسلامي، أو يميني ويساري، أو ثوري وليبرالي.. إلى آخر هذه التقسيمات.
فالأمة بكل طوائفها ومذاهبها مدعوة لأن تستيقظ من نومها وأن تقف وقفة طويلة مع نفسها للمراجعة والتقويم خاصة بعد ما حدث في العراق لتعرف من لها ومن عليها، ومن صديقها ومن عدوها، وليواجهوا القوة الطاغية والفرعونية الجديدة التي تقول للناس: أنا ربكم الأعلى.
المبدأ العاشر: ضرورة التلاحم في وقت الشدة
ما تشهده الأمة الإسلامية اليوم يستوجب منها عامة ومن علمائها ودعاتها وفصائل صحوتها خاصة أن يتوحدوا ويتجمعوا، وينحوا جانبا خلافاتهم الجانبية ومعاركهم الهامشية، ويقفوا يدا واحدة وصفا واحدا أمام الأخطار التي تهدد شخصيتها وعقيدتها.
وليس هناك وقت أشد على الأمة الإسلامية من الوقت الذي تحياه في هذا العصر، وبخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001م التي أدخلت العالم كله في امتحان عسير وموقف خطير يستوجب منها عامة، ومن علمائها ودعاتها وفصائل صحوتها خاصة أن يتوحدوا ويتجمعوا، وينحوا جانبا خلافاتهم الجانبية ومعاركهم الهامشية، ويقفوا يدا واحدة وصفا واحدا أمام الأخطار التي تهدد شخصيتها وعقيدتها.
وقد رأينا غير المسلمين يتوحدون ويتناسون خلافاتهم، وقبل ذلك رأينا التقارب بين المذاهب المسيحية بعضها وبعض، بل رأينا التقارب بين المسيحية واليهودية برغم العداء التاريخي بينهما حتى أصدر الفاتيكان وثيقته الشهيرة بتبرئة اليهود من دم المسيح.
(http://www.aljazeera.net/books/pages/570eb832-6ca9-4ddd-96e2-c6736f476c2e)
بعض البرامج والخطوات التي تخفف من معاناة الأمة من آثار التشرذم والتعادي والتكفير.
هذا ، من اجل التخفيف من آثار الاختلافات المدمرة بين فصائل ومذاهب الأمة التي تأكل الأخضر واليابس اقترح اتخاذ الخطوات التالية :
١. نشر ثقافة الود والتسامح والتآلف فيما بين افراد وابناء الأمة.
٢.إيجاد وتكوين مختلف شبكات الاعلام تروج ثقافة الود والتقريب والتوحد سواء كان عن طريق الاعلام العادي أو الاعلام الاجتماعي الحديث أو حتى الشبكات الحديثة مثل يو تيوب يو ستريم أو غيرها
٣.تنمية فعالية لجان أو فروع حركة التقريب في كل ربوع الوطن الإسلامي بما فيها ماليزيا
٤. تنظيم وتصعيد فعالية الندوات والورشات أو المؤتمرات بين حين وأخر في عواصم الدول الإسلامية لتعميق اثار ثقافة التقريب والتآلف فيما بين رعاياها من جميع الطوا ئف والمذاهب.
٥. نشر الوعي السياسي الذي يزيد من يقظة الأمة تجاه المخططات واستراتيجية الصهاينة والاستعمار القديم والجديد من اجل تفتيت وحدة الأمة وتكريس الشقاء والتعاسة بمصير الأمة
٦. تنظيم الرحلات والتزاور فيما بين فىءة الشباب والبراعم الناشئه بين مواطن الدول الإسلامية حتى يتسنى لهم التعايش والتعارف والتواصل والتقارب والوقوف على ثقافة وتقاليد اتباع المذاهب الأخرى المعتبرة
٧.دعوة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كي يتبنى عمليا ونظريا اتجاه التقريب فيما بين المذاهب الإسلامية وتدعيم هذا التوجه والعمل على تكثيف البحوث والدراسات وطباعة الكتب المتعلقة بهذا النهج بحيث يخدم أهداف التقريب والتئالف والتوحيد
٨.كتابة الردود المفحمة للكتب الرديئه والرسائل المغرضة التي تنشر البغض والعداوة والتكفير المتداولة لدى العامة الآن بمختلف اللغات
٩.تفعيل المؤسسات أو المنظمات المحلية والإقليمية والعالمية كي تقوم بالنشاطات والفعاليات التي من شانها ان تخدم هذا الاتجاه.
١٠. تعميم وترجمة مجلة أو رسالة التقريب إلى مختلف اللغات من عربية وانجليزية واندونيسية وفارسية وأوردو واللغة التركية وغيرها.
ختام
وأخيرا وليس أخرا نرجوا من جميع فئات الشعوب الإسلامية واتباع المذاهب الإسلامية سواء كانوا حكاما أو محكومين علماء أو مثقفين ان يا'خذوا في الاعتبار مغزى قوله تعالى في سورة المائدة ١٤
وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ
اي ان العداوة والكراهية والبغض والحقد ستنتشر كلما ابتعدنا من تعاليم الدين الإسلامي وركنا إلى الدنيا ومغرياتها وتركنا جزءا أو كل تعاليم ديننا . وان الفتنة ستسري بما كسبتنا أيدينا من الظلم والطغيان وسوء استعمال السلطة. وان الحروب والاقتتال ستشتعل فيما بين أبناء الأمة والدول الإسلامية إذا اتبعنا أوامر وسياسة دول الاستكبار العالمي وحليفتها إسرائيل ومن يدور في فلكها من رؤساء الدول العربية أو غير العربية.
وأخيرا أتوجه بالشكر لمنظمي هذا المؤتمر خصوصا الشيخ علي التسخيري و الدكتور الشيخ محسن الاراكي ونائبه وكل من كان له الفضل في انجاح فعاليات هذا المؤتمر كما ونشكر الحكومة الإيرانية لاهتمامها في قضية الوحدة الإسلامية.كما اشكر الجميع لحسن الاستماع والمتابعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته