وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وما هذه العلوم والمعارف، والإمكانات والطاقات التي يملكها البشر، ويزداد منها شيئاً فشيئاً عبر الأيام، ما هي إلاّ منح وودائع أودعها الله فيه[204]، ليكون خليفته، فسبحان من سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين. وما هذه الاستعدادات والقابليات في بني الإنسان سوى منح الله ونعمه المفاضة عليهم، لم يزل ولا يزال، فهلاّ يكون الإنسان عبداً شكوراً؟! وهلاّ يتذاكر مع نفسه ـ كما تذاكر موسى (عليه السلام) ـ فلا يجعلها عرضة رخيصة في سبيل مصالح أهل الإجرام المستكبرين في الأرض، فيستثمروها في سبيل الفساد والإفساد واستضعاف العباد؟! نعم، هذه كانت رسالة الآية; تذكاراً لأهل الثروات العلمية والفنية، فليشكروا ربّهم أولاً على هذا الأفضال والإنعام، ثم ليحذروا أن يجعلوها عرضةً رخيصةً في متناول أهل الفساد، فإنّ الشكر على النعماء ـ شكراً عملياً ـ ليستدعي صرفها في مصالح العباد وعمارة البلاد، بعيداً عن متناول أهل البغي والفساد. الأمر الذي احتضنته الآية بجلاء، والتي كانت رسالتها عبر البقاء. وفي نفس الامتداد جاء قوله تعالى خطاباً مع نبي الإسلام: (فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكَافِرِينَ)[205]. ولعلّ من أبرز الآيات تخصيصاً بمورد نزولها حسب الظروف المكتنفة لها حينذاك، هي آية النجوى مع الرسول، وإيجاب تقديم الصدقات ثمّ نسخها بالفور. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ * ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا