وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَات فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ الله عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الله وَرَسُولَهُ وَالله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[206]. هذه الآية وآيات سبقتها جاءت لتعليم المسلمين جانباً خطيراً من أدب المعاشرة، فلا يتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول، وأن يفسحوا في المجالس، وإذا قيل لهم: انشزوا، فلينشزوا، وأخيراً: إذا رغبوا في مساءلة الرسول فليقدّموا بين يدي نجواهم صدقة، الأمر الذي تعرّضت له هذه الآية، لكنّ إيجاب الصدقة نسخ بعد فترة قصيرة، ولم يعمل بها سوى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فكانت مفخرة له وفضيلةً سجّلها التاريخ. تلك كانت قضيّة شخصيّة ووقتيّة محضة حسب ظاهر التنزيل، وهل هناك في طيّها رسالة عامّة تشمل الأجيال والأعصار؟ نعم، يبدو من ظاهر الآية أنّه كان هناك تزاحم على الخلوة برسول الله (صلى الله عليه وآله)، ليتحدّث معه كلّ فرد في شأن يخصّه، ليأخذ فيه توجيهه ورأيه، أو ليستمع بالانفراد به، مع عدم التقدير لمهامّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الجماعيّة، ومدى قيمة وقته، وعدم الشعور بجدّيّة الخلوة به، وأنّها لاتكون إلاّ لأمر ذي بال. فشاء الله أن ينبّههم على هذه المعاني بتقرير ضريبة للجماعة ـ من مال الذي يريد أن يخلو برسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويقتطع من وقته الذي هو من حقّ الجماعة ـ في صورة صدقة يقدّمها قبل أن يطلب المناجاة والخلوة. فقد كانت الغاية التي تستهدفها الآية هي إفهام المؤمنين هذه المعاني، فليلتزموا برعاية الأدب بين يدي الرسول (صلى الله عليه وآله)، فلا يزاحموه بكثرة التساؤل فيما لا شأن له في مهامّ الأمور. هذا وقد تنبّه المسلمون بفرطهم في الأمر، وتقصيرهم بحقّ الرسول ـ وهو الزعيم