وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وغير المتشيّعين من المسلمين، وكثير من غير المسلمين. وكم من شهيد ما كان يملك أن ينصر عقيدته ودعوته ولو عاش ألف عام كما نصرها الحسين (عليه السلام) باستشهاده، وما كان يملك أن يودع القلوب من المعاني الكبيرة، ويحفّز الألوف إلى الأعمال الكبيرة بخطبة مثل خطبته الأخيرة التي يكتبها بدمه، فتبقى حافزاً محرِّكاً للأبناء والأحفاد، وربّما كانت حافزاً محرِّكاً لخطى التاريخ كلّه مدى الأجيال[191]! نعم كان من أسمى سمات عباد الله المخلَصين أن أخلصهم لنفسه، وحباهم بالانقطاع لديه، الأمر الذي يهفو إليه قلب كلّ مؤمن في سبيل طاعته، ففي الدعاء الوارد في شهر شعبان: «إلهي، هب لي كمال الانقطاع إليك..». والذي يرنو له ليل نهار في صلواته الخمس: (إيّاك نعبد وإيّاك نستعين) ومن ثمّ يعقبه بقوله: (اهدنا الصراط المستقيم) فقد حقّ على الله أن يعطف على عبده هذا المستجير به، واللاجيء بأكناف رحمته، (انّ الذين قالوا ربّنا الله ثم استقاموا تنزل عليهم الملائكة)[192] الآية. وهكذا كان موسى (عليه السلام) كأبيه إبراهيم (عليه السلام) القائل: (إنّي ذاهب إلى ربّي سيهديني)[193]. ولا غرو، فإنّه صنيع يد الله (واصطنعتك لنفسي)[194]، واستخلصه لنفسه، فأجدر به أن يكون في رعاية الله، ومنقطعاً إليه في حوائجه، إن صغيرة أو كبيرة، لا يرنو إلى أحد غيره إطلاقاً. حتّى أنّه قد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «سلوا الله ما بدا لكم من حوائجكم