وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

انظر إلى إبراهيم الخليل (عليه السلام) حينما رُفع بالمنجنيق ليلقى في النار، جاءه جبرئيل من قبل ربّ العزّة وهو يهوى إلى النار، فقال: يا إبراهيم، لك حاجة؟ فقال: أمّا إليك فلا!![189]. إنّها لعظمة وشموخ في مقام العبوديّة المحضة، لا يرى سوى الله، ولا يستعين بغيره، ما دامت الأمور تجري بعين الله، وهو المؤثّر في الوجود، حكيم خبير، ورحيم ودود. وهذا الإمام أبو عبدالله الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء، كان كلّما اشتدّ به الكفاح زادت إشراقات وجهه المنير; مبتهجاً بروح الله، متذاكراً بقوله (عليه السلام): «هوِّن عليّ ما نزل بي، إنّه بعين الله»[190] فلم يرعه الموقف، ولا هابه ازدحام المناوشين، منصوراً مؤيَّداً من عند الله. يقول سيد قطب: «والناس يقصرون معنى النصر على صور معيّنة معهودة لهم، قريبة الرؤية لأعينهم، ولكن صور النصر شتّى، وقد يلتبس بعضها بصور الهزيمة عند النظرة القصيرة، هذا إبراهيم (عليه السلام) وهو يُلقى في النار، فلا يرجع عن عقيدته، ولا عن الدعوة إليها، أكان في موقف نصر أم في موقف هزيمة؟ ما من شكّ ـ في منطق العقيدة ـ أنّه كان في قمّة النصر وهو يُلقى في النار. والحسين ـ رضوان الله عليه ـ وهو يستشهد في تلك الصورة العظيمة من جانب، المفجعة من جانب، أكانت هذه نصراً أم هزيمة؟ نعم في الصورة الظاهرة، وبالمقياس الصغير كانت هزيمة، فأمّا الحقيقة الخالصة، وبالمقياس الكبير، فقد كانت نصراً، فما من شهيد في الأرض إلاّ وتهتزّ له الجوانح بالحبّ والعطف، وتهفو له القلوب، وتجيش بالغيرة والفداء للحسين ـ رضوان الله عليه ـ يستوي في هذا المتشيّعون