وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الإيمان، ومحض العرفان»[147]. فالإشارة ترجمان لما يقع في القلوب من تجلّيات ومشاهدات، وتلويح لما يفيض به الله على صفوته من خلقه، من أسرار وغوامض في كلامه وكلام رسوله. قال الأستاذ حسن عباس زكيّ في تصديره لتفسير القشيري: «ومن هنا كانت مذاقات الصوفيّة وأهل التحقيق في القرآن، وهم لا يرون أنّ تلك المذاقات وحدها هي المرادة، وإنّما يأخذونها إشارات جاءت من قِبَل العبارات، وهذا النهج السديد بعيد كلّ البعد عن نهج الباطنيّة الذين يرون من تأويلات ـ غير مستندة ـ هي المرادة بالذات، وقصرهم معاني القرآن فيما فهموه لا يتعدّاه. فبين مذاقات الصوفيّة ـ من أهل التحقيق ـ ونزعات الباطنيّة آماد وأبعاد، والبون شاسع كبير»[148]. وقال الشيخ تاج الدين ابن عطاء الله الاسكندري[149] في كتابه لطائف المنن: «اعلم أنّ تفسير هذه الطائفة لكلام الله وكلام رسوله بالمعاني الغريبة ليس إحالةً للظاهر عن ظاهره، ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جلبت الآية له، ودلّت عليه في عرف اللسان، وثَمّ أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث لمن فتح الله قلبه، وقد جاء في الحديث: «لكلّ آية ظهر وبطن» فلايصدّنّك عن تلقّي هذه المعاني منهم أن يقول لك ذو جدل ومعارضة: هذا إحالة لكلام الله وكلام رسوله! فليس ذلك بإحالة، وإنّما يكون إحالة لو قالوا: لا معنى للآية إلاّ هذا، وهم لم يقولوا ذلك، بل يقرّون الظواهر على ظواهرها; مراداً بها موضوعاتها، ويفهمون عن الله ما أفهمهم»[150].