وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

نعم، إنّ إخضاع القرآن للّغة التي مقياسها الوضع المحدود، عقال له عن الانطلاق فيما وراء الغيوب، وإغلاق لباب الفهم الذي مقياسه العقل الرشيد، مدعماً بإدراكات كان مجالها ما فوق العقل، ألا وهو القلب الذي لا تحدّه الحدود; لأنّه عرش استواء تجلّيات الربّ تعالى على مملكة الجسم، كما جاء في الحديث القدسي: «لم تسعني سمائي ولا أرضي، ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن»[144] وهو القلب الذي اختصّه الله بالأسرار، ويجب أن يستفتيه الإنسان إذا حار. سأل وابصة بن معبد رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن البرّ والإثم؟ فقال: «يا وابصة، استفت قلبك، البرّ: ما اطمأنّت إليه النفس واطمأنّ إليه القلب، والإثم: ما حاك في قلبك وتردّد في الصدر وإن أفتاك الناس»[145]. فذلك القلب له لغته، كما أنّ للوضع لغته، وللعقل لغته، فإذا كانت لغة الوضع تُدرك بالألفاظ، ويعبّر عنها بالكلمات، فلغة القلب تُدرك بالذوق والإشراق، الأمر الذي لا يحيط بالتعبير عنه الألفاظ والعبارات، بل بالرموز والإشارات. على أنّ تلك الإشارات المعبِّرة عن الواردات القلبيّة لها واقع مشروع أقرّه الحديث المأثور: «لكلّ آية ظهر وبطن، وحدّ ومطلع» إذن، فأربابها متّبعون لا مبتدعون، وقد اختصّهم الله بأسراره، وأودعهم ملكوت أنواره، ليكونوا مصابيح الهدى في غسق الدجى[146]. وقال سعد الدين التفتازاني: «وأمّا ما يذهب إليه بعض المحقّقين من أنّ النصوص مصروفة على ظواهرها، ومع ذلك فيها إشارات خفيّة إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك، يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة، فهو من كمال