وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

عرفانيّة رقيقة لا يمكنهم إعفاؤها، لأنّها بمثابة واردات أو هواتف هي سوانح ملكوتيّة قدسيّة تفاض على القلوب الواعية. هذا تفسير «كشف الأسرار» للمولى أبي الفضل رشيد الدين الميبدي تفصيلاً وتبييناً لتفسير العارف السالك الخواجا عبدالله الأنصاري، تراه جمع بين الظاهر والباطن كلاًّ على حده، يفسّر القرآن أولاً على نهج أهل الظاهر تفسيراً قويماً، ثم يعرّج على تفسيره وفق مذاقات أهل الباطن في ظرافة ولباقة، كلاًّ في أحسن بيان، مقرّاً بأنّ تفسير الظاهر هو الأصل، ولولاه لما أمكن استخراج الباطن الذي هو الفرع. نعم يرون من تفسير الباطن، اللباب الخابئ تحت ذاك العُباب. قال سهل بن عبدالله التستري في قوله تعالى: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِالله إِلاّ وَهُم مُشْرِكُونَ)[140]: يعني: شرك النفس الأمّارة بالسوء. كما قال النبي (صلى الله عليه وآله) «الشرك في أُمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا»[141]. قال: «هذا باطن الآية، وأمّا ظاهرها فمشركو العرب يؤمنون بالله كما قال تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله)[142] وهم مع ذلك مشركون يؤمنون ببعض ولايؤمنون ببعض»[143]. إذن لم يخلط بين ظهر القرآن وبطنه، وذكر كلاًّ على حدّه بأمانة، على أنّ الأخذ بالبطن كان مستنداً إلى النبوي الشريف، مضافاً إلى كونه الأخذ بمفهوم الآية العامّ ـ حسبما نبّهنا ـ مراعياً جانب المناسبة القريبة، فقد استجمع شرائط التأويل الصحيح.