وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

من هم الراسخون في العلم؟ الراسخون في العلم هم من لمسوا من المتشابه وجه التشابه فيه أوّلاً، ثمّ تمكّنوا من الوصول إلى وجه تخريجه الصحيح في نهاية المطاف ثانياً; لأنّ فهم السؤال نصف الجواب كما قيل; إذ الراسخون في العلم هم من عرفوا من قواعد الدين أُسسها المكينة، ودرسوا من واقع الشريعة مبانيها القويمة، ومن ثمّ إذا ما جوبهوا بما يخالفها في ظاهر التعبير، علموا أنّ له تأويلاً مقبولاً يجب التوصّل إليه في ضوء تلكم المعارف والمباني الأوّليّة، ومن جدّ في طلب شيء ـ وكان من أهله ـ تحصّله لا محالة. أمّا الجاهل البسيط فلا يعرف من الدين شيئاً سوى ظواهره، فيقتنع بها من غير أن يميّز بين محكمه ومتشابهه. نعم، أهل الزيغ والانحراف يتردّدون أمام المتشابهات، فربّما أخذهم العمى واللجاج إلى حيث مهوى الضلال والانجراف. والخلاصة: كان العلماء الصادقون ـ بما أنّهم عارفون بأصول الشريعة، ويعرفون من الدين موازينه ومبانيه ـ إذا ما عرضت لهم مشاكل، أو واجهوا المتشابكات الأمور استطاعوا الخروج منها بسلام، وعرفوا وجه استنباط الحقائق بيقين. وقفة عند خطبة الأشباح: جاء في خطبة للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ما يبدو منه اختصاص معرفة التأويل بالله سبحانه دون غيره، وأنّ الراسخين في العلم لايعلمون تأويله. جاء فيها: «واعلم أنّ الراسخين في العلم هم الذين أغناهم عن اقتحام السُّدد المضروبة دون الغيوب، والإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب، فمدح الله تعالى اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علماً، وسمّى تركهم التعمّق فيما لم يكلّفهم البحث عن كنهه رسوخاً، فاقتصر على ذلك، ولا تقدِّر عظمة