وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الله سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين»[68]. هذه الخطبة من جلائل الخطب وأعلاها سنداً، فلا مغمز في صحّة إسنادها، إنّما الكلام في فحوى المراد منها. وقد أجمع شرّاح النهج[69] على أنّ المراد بهذا الكلام هي الصفات العليا التي وصف الله بها نفسه، لا يُعرف كنهها ولا جهة اتّصاف الذات المقدّسة بها، كما لا يعرف كنه الذات ولا طريق إلى معرفته، وبالأحرى لا طريق إلى معرفة الصفات. وفي كلامه (عليه السلام) إشارة إلى ذلك، حيث قال: «فما دلّك القرآن من صفته فائتمّ به، وما كلّفك الشيطان علمه ممّا ليس في الكتاب عليك فخرضه ولا في سنّة النبي (صلى الله عليه وآله)وأئمة الهدى أثره فَكِل علمه إلى الله سبحانه، فإنّ ذلك منتهى حقّ الله عليك». ومن ثمّ قالوا: الصفات توقيفيّة، لا يجوز وصفه تعالى بصفة إلاّ ما وصف الله به نفسه; إذ من وظيفة المؤمن أن يقف عند ذلك ولا يتجاوزه، فقولنا: سميع بصير، حيّ قيّوم، رحمان رحيم، حكيم عليم...إلى آخره، متابعة مع نصّ الوحي من غير أن نتكلّف الولوج في معرفة كنه هذه الصفات المنسوبة إلى الله تعالى، أو الأخذ بالقياس على صفات المخلوقين، إذ ليس كمثله شيء، وإنّما غاية معرفتنا بهذه الصفات هو الأصل القائل: (خذ الغايات و دع المبادئ). إنّه تعالى يسمع نجواكم، أمّا كيف يسمع؟ فهذا ما لا يمكننا تصوّره، فكيف بتعقّله! اذن فلا مساس لقوله (عليه السلام) لجانب متشابهات الآيات فيما عدا الصفات، والتي لا ينبغي الجهل بها لذوي العلم والفقه في الدين. قال ابن أبي الحديد: «إنّ من الناس من وقف على قوله: (إلاّ الله)، ومنهم من