وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

العهد من توقّف في تفسير آية بحجّة أنّها من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه!! وعبثاً حاول النفاة التمثيل بالحروف المقطَّعة، وبأمور استأثر الله بعلمها في مثل: أشراط الساعة، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس بأيّ أرض تموت! وقد فاتهم أنّ مثل هذه الأمور لم تعرض في القرآن كآيات، وإنّما أخبر عنها الذكر الحكيم كسائر إخباراته عن عوالم الغيب، والآيات التي تضمّنتها واضحة المفاهيم في مؤدّاها من غير إبهام ولا إشكال، وليست ممّا يتّبعها أهل الزيغ والأهواء. وأمّا الحروف المقطَّعة فإنّها حروف هجاء، وأصوات من قبيل حروف التنبيه والإعلام. ولو كان قصد بها معنىً رمزي ـ كما قيل ـ فإنّ المخاطب المقصود بذلك ـ وهم النبيّ والأُمناء على الوحي، وهم أفضل الراسخين في العلم ـ يعرفون مواضع الرمز فيها من غير إشكال، وإن خفيت على من سواهم من أغيار، كما هو الشأن في سائر المتشابهات، بل المحكمات أيضاً، زُوي علمها عن الأجانب الأباعد، قال تعالى: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَاب مَكْنُون * لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ)[51]. شبهات النفاة: ولأصحاب القول بالوقف على لفظ الجلالة، شبهات حول القول بالعطف، وعمدتها تعود إلى موضع قوله تعالى: (يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِندِ رَبِّنَا)[52] حيث ظاهره الإيمان بالمتشابه على تشابهه، الأمر الذي يتنافى وكونهم مُردَفين مع الله في العلم بتأويله. وأجاب عنه الأستاذ الشيخ محمّد عبده بأنّ التسليم المحض تجاه المتشابهات لا ينافي العلم، بعد كونهم إنّما سلّموا بالمتشابه في ظاهره، فلم يجرفهم الظاهر المريب، بل ثبتوا وتعمّقوا حتّى عرفوا الحقيقة بفضل رسوخهم في العلم.