وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

كتابه تبياناً وهدىً للعالمين، وأنّ الراسخين في العلم يعلمون تأويل المتشابه، ولا يجوز أن يكون في القرآن آية لا يعرف معناها، لا النبيّ ولا سائر أمته; لأنّه عبث ولغو، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً. قال: «لا يجوز أن يكون الله أنزل كلاماً لا معنىً له، ولا يجوز أن يكون الرسول وجميع الأمّة لا يعلمون معناه، كما يقوله بعض المتأخّرين; وهذا القول يجب القطع بأنّه خطأ، فإنّ مَعَنا الدلائل الكثيرة من الكتاب والسنّة وأقوال السلف على أن جميع القرآن ممّا يمكن علمه وفهمه وتدبّره، وهذا ممّا يجب القطع به، فإنّ السلف قد قال كثير منهم: إنّهم يعلمون تأويله. هذا مجاهد ـ مع جلالة قدره ـ قد عرض القرآن على ابن عبّاس، يسأله عن تفسير آية آية، فكان يفسّرها له، ويقول: أنا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله. وفي صحيح البخاري: أنّ ابن عبّاس كان من الراسخين الذين يعلمون تأويل القرآن». وقال: «ولأنّ من العظيم أن يقال: إنّ الله أنزل على نبيّه كلاماً لم يكن يفهم معناه لا هو ولا جبريل، فإنّ المقصود بالكلام هو الإفهام، فإذا لم يقصد به ذلك كان عبثاً وباطلاً، والله تعالى قد نزّه نفسه عن فعل الباطل والعبث، فكيف يتكلّم بالباطل والعبث، وبكلام نزّله على خلقه لا يريد به إفهامهم؟!». وقال: «وهذا إجماع المسلمين على إمكان فهم القرآن كملاً، فما من آية في القرآن إلاّ وقد تكلّم الصحابة والتابعون في معناها، وبيّنوا مداليل فحواها»[50]. وهكذا نبهاء الأمّة وعلماؤها طوال عهد الإسلام، نجدهم درسوا القرآن، وبحثوا عن مداليل آياته، وكشفوا النقاب عن وجه مبهماته، وأزالوا الخفاء عن ملتبساته، وأخذوا في التفسير والتأويل، لا فرق بين محكمه ومتشابهه; إذ لا متشابه لديهم بعد رسوخهم في العلم ووقوفهم على موارد التنزيل وحقائق التأويل، ولم نجد طول هذا