وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

طيره وهفا حلمه، وقد طاش وقاره.. فإذا قيل: قد خفض جناحه، فإنّ المراد به وصف الإنسان بلين الكنف والكظم عند الغضب، وذلك ضدّ وصفه بطيرة المُغضب ونزوة المتوثّب..»[398]. وقال في قوله تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ..)[399]: «هذه استعارة عجيبة وعبارة شريفة، والمراد بذلك الإخبات للوالدين، وإلانة القول لهما، والرفق واللطف بهما. وخفض الجناح في كلامهم عبارة عن الخضوع والتذلّل، وهما ضدّ العلوّ والتعزّز; إذ كان الطائر إنّما يخفض جناحه إذا ترك الطيران، والطيران هو العلوّ والارتفاع، وقد يستعار ذلك لفرط الغضب والاشتطاط..». ثم قال: «وإنّما قال تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ..) ليبيّن أنّ سبب الذلّ هو الرحمة والرأفة، لئلاّ يقدّر أنّه الهوان والضراعة! وهذا من الأغراض الشريفة والأسرار اللطيفة..»[400]. نعم، حاول أهل الجمود الفكري ـ مبلغ جهدهم الضئيل ـ أن يحطّوا من عظمة بلاغة القرآن، وينزلوا به إلى مرتبة أدون كلام، فيخلعوا عنه كلّ براعة وبداعة في مجال الإفادة والبيان، لكنّهم كما قال المتنبّي: والنجم تستصغر الأبصارُ رؤيته *** والذنب للطرف لا في النجم في الصغر إنّهم عجزوا عن إدراك فضيلة الكلام، حيث أعشى بصرهم روعتها! ومن ثَمَّ تجاهلوها وتغافلوا عنها، وكما قال الآخر: النجم فوق السماء ليس بذي صغر *** وإن رأته عيون الناس في صغر