وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أعمق جذورها! فيا لها من روعة أغفلها أصحاب الجمود! قال سيّد قطب: «وبهذه العبارات النديّة، والصور الموحية، يستجيش القرآن الكريم وجدان البرّ والرحمة في قلوب الأبناء. ذلك أنّ الحياة ـ وهي مندفعة في طريقها بالأحياء ـ توجّه اهتمامهم القويّ إلى الأمام، إلى الذرّيّة، إلى الناشئة الجديدة، إلى الجيل المقبل، وقلّما توجّه اهتمامهم إلى الوراء: إلى الأبوّة، إلى الحياة المولّية، إلى الجيل الذاهب! ومن ثمّ تحتاج البنوّة إلى استجاشة وجدانها بقوّة، لتنعطف إلى الخلف، وتُتَلْفِتَ إلى الآباء والأُمّهات.. إنّ الوالدين يندفعان بالفطرة إلى رعاية الأولاد، إلى التضحية بكلّ شيء حتّى بالذات. وكما تمتصّ النابتة الخضراء كلّ غذاء في الحبّة فإذا هي فتات، ويمتصّ الفرخ كلّ غذاء في البيضة فإذا هي قشر; كذلك يمتصّ الأولاد كلّ رحيق وكلّ عافية وكلّ جهد وكلّ اهتمام من الوالدين، فإذا هما شيخوخة فانية ـ إن أمهلهما الأجل ـ وهما مع ذلك سعيدان! فأمّا الأولاد فسرعان ما ينسون هذا كلّه، ويندفعون بدورهم إلى الأمام، إلى الزوجات والذرّية.. وهكذا تندفع الحياة.. ومن ثَمّ لايحتاج الآباء إلى توصية بالأبناء، إنّما يحتاج هؤلاء إلى استجاشة وجدانهم بقوّة، ليذكروا واجب الجيل الذي أنفق رحيقه كلّه حتّى أدركه الجفاف..»[396]. وقال الشريف الرضيّ في قوله تعالى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)[397]: «هذه استعارة، والمراد بها: ألِن كنفك لهم، ودم على لطفك بهم.. وجعل تعالى خفض الجناح هاهنا في مقابلة قول العرب إذا وصفوا الرجل بالحدّة عند الغضب: قد طار