وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

نعم، من جهل شيئاً كرهه، والناس أعداء ما جهلوا. وأمّا ما ذكره ابن تيميّة من إنكار المجاز في اللغة، وأنّ تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز بدعة حادثة، ولم يتفوّه بها صاحب الشريعة ولا أصحابه ولا التابعون لهم بإحسان.. فلعلّه إنكار لضرورة، ومجابهة لحقيقة واقعة، لها جذور عريقة في أعماق اللغات جميعاً. وهل المصطلحات الأدبيّة والعلميّة وغيرها ـ وهي مصطنعات بشريّة حسب حاجتهم في التفاهم الخاصّ ـ بحاجة إلى ورود ترخيص من الشرع؟! وهل كان علماء الفلك والطبّ وسائر أنواع العلوم الطبيعية وكذا الفلسفيّة، يرون من أنفسهم ضرورة الاستجازة من كبراء الدين، في وضع مصطلحاتهم في مختلف الشؤون؟! وهل كانت هناك ضرورة تدعو إلى ذلك؟! وإذ كان المصطلح جديداً، فإنّ المصطلح عنه قديم. نعم، كانت التسمية حديثة، غير أنّ المسمّيات عريقة في القدم. فمتى تستعمل اللفظ في الموضوع له ذاته، نسمّيه حقيقةً اصطلاحاً، وإذا استعمل في غيره لمشابهة أو لمناسبة قريبة، سمّيناه مجازاً واستعارة، ولا مشاحّة في الاصطلاح. وأمّا أنّ الواضع هو الله عن طريقة الإلهام، فإن أُريد أنّه تعالى أودع في جبلّة الإنسان قدرته على الرمز بالأسماء للمسمّيات، تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها رموزاً تعبّر عن تلك الأشخاص والأشياء، فهذا لا مشاحّة فيه، ويعدّ من خصيصة الإنسان ذاته، ومن ضرورة حياته الاجتماعيّة، والتي دعته إلى وضع رموز تعبّر عن مقاصده، حيث يحاول التفاهم عليها، ولتبادل المقاصد في مآرب الحياة. وقد فسّر سيّد قطب تعليم الأسماء لآدم (عليه السلام) بهذه الخصيصة الإنسانيّة التي خصّه الله بها، لمساس حاجته في الحياة، فمنحه القدرة عليها، دون سائر المخلوقات. قال: «هذا هو السرّ الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشريّ، وهو