وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هذا، وقد تهافت في كلامه تهافتاً بيّناً، ولا غرو فإنّه متفتّت الفكر، مضطرب في حديثه. وقوله: «وإطلاق العرب خفض الجناح كناية عن التواضع..» إلى آخر كلامه، قد أخذه أخذاً بالنصّ من كلام الزمخشري[392]، وكان قد عدّ مثل هذا التعبير كناية واستعارة للين الجانب، قال في قوله تعالى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)[393]: «الطائر إذا أراد أن ينحطّ للوقوع، كسر جناحه وخفضه، وإذا أراد أن ينهض للطيران رفع جناحيه، فجعل خفض الجناح مثلا للتواضع ولين الجانب، ومنه قول بعضهم: وأنت الشهير بخفض الجناح *** فلا تك في رفعه أجدلا[394] ينهاه عن التكبّر بعد التواضع..»[395]. نعم، إنّه تشبيه بفرخ الطائر يتضرّع لأُمّه وهي تُغذّيه، ضراعة المسترحم المحتاج إلى عناية والديه، فيخفض لهما جناح التذلّل، تذلّلا ناشئاً عن الرحمة لهما، وليس عن رهبة. وفي ذلك تذكار عن الدور الطفوليّ الذي قضاه متذلّلا محتاجاً إلى شفقة والديه ورحمتهما الخالصة، فالآن فليقابل بالمثل أداءً للشكر الواجب عليه. وفي مثل هذا التصوير الرائع، تجسّدت كلّ عناصر الرأفة والرحمة، والتعاطف المتقابل بين الولد ووالديه، فيا له من درس وأدب، وتوثيق من أواصر الأسرة في