وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قال في قوله تعالى: (واسأل القرية)[388]: إنّ إطلاق القرية وإرادة أهلها من أساليب اللغة العربيّة.. وأنّ المضاف المحذوف كأنّه مذكور، لأنّه مدلول عليه بدلالة الاقتضاء.. وحسبها عقليّة محضة، فلاتمسّ جانب اللفظ ليكون مجازاً»[389]. وقد ذهب عنه أنّ جلّ دلالات الكلام الكنائيّة والاستعارة والمجاز عقليّة، باعتبار حصولها عن تدبّر في ظرائف نكات ودقائق أساليب الأداء، ومن ثمّ فليست عقليّة محضة، وإنّما هي عقليّة مستفادة من لحن الكلام وتركيبه الخاصّ. وقال في قوله تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ..ِ)[390]. إنّ الجناح هنا مستعمل في حقيقته، لأنّ الجناح يطلق لغةً حقيقةً على يد الإنسان وعضده وإبطه.. وكذا الخفض مستعمل في معناه الحقيقي الذي هو ضدّ الرفع، لأنّ مريد البطش يرفع جناحيه، ومظهر الذلّ والتواضع يخفض جناحيه. فالأمر بخفض الجناح للوالدين، كناية (!) عن لين الجانب لهما، والتواضع لهما..». قال: «وإطلاق العرب خفض الجناح كنايةً (!) عن التواضع ولين الجانب، أسلوب معروف!! ومنه قول الشاعر: وأنت الشهير بخفض الجناح *** فلا تك في رفعه أجدلا». ثم قال: «وأمّا إضافة الجناح إلى الذلّ فلاتستلزم المجاز ـ كما يظنّه كثير ـ لأنّ الإضافة فيه كالإضافة في قولك: حاتم الجود، فيكون المعنى: واخفض لهما الجناح الذليل أو الذلول.. على قراءة الذِّلّ بالكسر.. ونقل عن ابن القيّم: إنّ معنى إضافة الجناح إلى الذلّ: أنّ للذلّ جناحاً معنويّاً يناسبه، لا جناح الريش!!»[391].