وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هو عنده أصحّ وأفصح; وعنده: أنّ ما كان أبعد من المجاز كان أدخل في الإعجاز!!»[383]. قلت: وهكذا صاحبنا الشِنقيطي، حاول إبعاد الآية عن إرادة المجاز، وحملها على الحقيقة، وأنّ الجمادات لها شعور وإحساس، كما كان لها تسبيح (وَإِن مِن شَيْء إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ)[384]، فيمكن أن تكون لها إرادة واختيار، وقد كان تعالى يعلّم للجمادات ما لانعلمه. واستشهد بحنين الجذع[385]، وتسليم الحجر[386] وغير ذلك . قال: «وأمثال هذا كثير، فلا مانع من أن يعلم الله من ذلك الجدار إرادة الانقضاض»[387]. انظر إلى هذا التكلّف والتمحّل الباهت; كيف تنزّل بالآية الكريمة من أُفقها البلاغي الأعلى، إلى هذه المرتبة العامّيّة السفلى. فها هو عالج الآية بما لديه من مزاعم، فيا تُرى ماذا يصنع بنظائرها من كلام العرب الفصيح، أفهل كانوا يرون للجمادات شعوراً وإرادة، أم كانوا بارعين في انتهاج أبدع الأساليب في الإفادة والبيان؟! وأغرب من ذلك تمحّله في تأويل كثير من الآيات، وفيها من أنواع الكناية والاستعارة والمجاز الشيء الوفير، فتمحّل فيها بالقول بأنّها أساليب كلاميّة رصينة خارجة عن إطار المجاز؟! يا لله، أيّ أسلوب هو؟ وما هو مصطلحه، إن لم يكن من أساليب المجاز؟!