وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والعقل مجوّز، والظواهر قاضية بوقوع ما جوّزه العقل. وأُمور الآخرة لاينبغي أن تقاس على أُمور الدنيا»[353]. قلت: أمّا الذي تحاشاه الإسكندري فأمر سهل العلاج، حيث هناك للاستعارة التخييليّة تعبير آخر: الاستعارة المكنّى عنها، أو الاستعارة بالكناية، ولا مشاحّة في التعابير اللفظيّة. نعم، الذي يؤخذ عليه هو وأصحابه الظاهريّون: أنّ الالتزام بالتعبّد بظاهر الكلام البدائي، هدم لكلّ أُسس البلاغة، وتعرية للكلام عن كلّ فنون الأدب والبيان، الأمر الذي يبتعد عن أساليب القرآن الفنّيّة بمسافات، وقد كانت العمدة في التأثير على العرب في يومه ولايزال. ونحن نُهيب بهؤلاء كيف تجرّأوا على تجريد القرآن من كلّ محسّناته الأدبيّة والبلاغيّة، والتي كان لها القسط الأوفر في إعجاز البيان؟! وأمّا الذي حسبه الأُستاذ مصطفوي محاذير القول بالمجاز، فقد سبق أن نبّهنا أنّها تعاليل لاتعدو معاذير فارغة. إذ كيف يوجب المجازُ في الكلام سقوطَه عن حجّيّة الظهور؟! فإنّ المجاز ـ برفقة القرائن ـ ذات ظهور لائح، كما في الحقيقة المستندة إلى الأصول الجارية في المقام، فكلٌّ من المجاز والحقيقة ذات دلالة ظاهرة، ولكنّها مستندة، بفارق أنّ المستند في المجاز هي قرائن حافّة، وفي الحقيقة هي الأصول والقواعد المقرّرة لفهم الكلام. على أنّ الألفاظ المشتركة ذات دلالة محتملة، وتتعيّن بالقرائن. وأمّا التباس فهم معاني الصفات، فهذا يعود إلى الجهل بقواعد علم الكلام، والتي تقرّر طريقة فهم أصول المعارف عن مبانيها الحكيمة.